مروان صباح
الحوار المتمدن-العدد: 6443 - 2019 / 12 / 20 - 21:26
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
/ هؤلاء المتظاهرون الذين أوقدوا شوارع العراق بشعاراتهم وأشعلوا الحمية والحشد والابتهاج في نفوس العراقيات والعراقين بانتفاضتهم كانوا بالتأكيد يتوقعون بأن قيادة بلادهم صغيرة وفي أي مواجهة بسيطة ستنسحب وتشكل فراراً على الفور ، بل المصيبة إذا كانت الأخبار المتناقلة صحيحة عن تهديد قاسم سليماني مندوب المخابرات الإيرانية في كل من العراق ولبنان التى طالت الثلاثي العراقي ، مقتدى الصدر ورئيس الجمهورية ورئيس البرلمان ، وإذا صحت واقعة التهديد ، فعلى الاطراف التى تم تهديدها على الأقل من المفترض أن يبادروا بالخرج للشعب العراقي ومصارحته بالواقعة لأن هذا الشعب الذي تجاوزهم بخطوات وفي كل الأوقات والظروف وعبر عن رفضه باستمرار بتبعية بلاده للمحسوبين على إيران ، لأن باختصار ليس معقولاً أن يقف المتظاهرين بصدورهم العارية امام الفاسدين والهيمنة الإيرانية في حين رموزه ترتعد خوفاً من رجل كل قيمته يصول ويجول طولاً وعرضاً في بلد مصيبته برموزه الخانعين والمستسلمين ، آن الأون لكي تصارح الرئاسات الثلاثة وبالفم الملآن بأن العراق بالكامل محتل من قبل إيران .
من السهل استرجاع الماضي القريب ، ما هو قائم في العراق تتحمل مسؤوليته الولايات المتحدة الامريكية ، لولا الأمريكان ما كان لإيران وشلتها هذا النفوذ والتوسع والتمدد ، لهذا باختصار ، المعاناة التى يعانيها العراق سببها الأساسي ، خيارات الخاطئة للإدارات بيت الأبيض التى تعاقبت وكانت وابل على أبناء الشعب العراقي .
الطريف في هذه الواقعة ، أن الشعور بالتبعية في دلالته الأوطى والأخس والأهبط لم ينقطع حتى الساعة عن هؤلاء الرموز ، وبالتالي عندما تكون الطبقة السياسية مريضة بمرض مزمن بالتعبئة للقوى الخارجية تصبح مهمة الشعب مزدوجة . والسلام
كاتب عربي
#مروان_صباح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟