أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أياد الزهيري - هل تحولت المظاهرات من السلميه الى السلبيه














المزيد.....

هل تحولت المظاهرات من السلميه الى السلبيه


أياد الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 6437 - 2019 / 12 / 14 - 21:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا شك أن التظاهرات الأحتجاجيه هي مظهر من مظاهر الحياة الديمقراطيه , حتى أن السماح بهذه الممارسه يعطي للدوله سمت احترام حقوق الأنسان . كما هي نشاط أحتجاجي على ممارسات السلطه التنفيذيه , ومتنفس للأحتقان الشعبي الحاصل نتيجه للسلوك الحكومي الغير مرضي منه جماهيريآ , كما هي آليه لتصريف السلوك العنفي وأحيانآ المتوحش عند الأنسان الغاضب على شكل مسيرات سلميه ,ترفع المطالب والشعارات معبره عن أراده معارضه لأرادة الحكومه لتحملها على تغير قرار أتخدته , أو سلوك أنتهجته لم ينال رضى الشعب .
من المعروف أن للمظاهرات قوانينها , ومحدداتها , أن خرجت عنها تتحول الى عمل وسلوك خارج عن القانون , ويعرض أمن البلاد الى التهديد ,لأن التظاهرات الغير مرخصه سوف تفتح الباب مفتوحآ لكل الأحتمالات , وقد يتخللها حاله من العنف الغير مسيطر عليه , قد يتحول الى حرب أهليه أو تستغل من قبل المجرمين لممارسة أعمال السلب والنهب والأعمال الأجراميه . هذه الأحتمالات قد عززتها الأحداث في أكثر من قطر , منها سوريا , وليبيا وتونس والآن التظاهرات الجاريه في العراق وما تخللها من مظاهر الحرق والتخريب والقتل وأخيرها وليس أخرها عملية قتل بشعه للشاب هيثم البطاط ذو العمر ال 16 عام , والذي قتل ذبحآ وعلق في ساحة الوثبه , ومن الغريب أن من قام بهذا الفعل الشنيع شباب بعمر المراهقه , وهذا دليل على حالة الأنفلات الأمني ,وأن التظاهرات أما أن تكون بلا قياده أو تقودها عصابات أرهابيه أو تدار من قبل أجنده تنوي السوء للعراق وأهله , وهنا تكمن أهمية وجود قياده مسؤوله وحكيمه للمظاهرات تعبر عن مطالب وروحية الشعب المحتج .
المظاهرات عندما تكون ذات أجنده وطنيه , وتقاد من قبل الأنتلجنسيا تعطي ضمانه أكيده للشارع العراقي بأن هناك حراكآ متقدما يتبلور في المجتمع العراقي سيتمخض عن ولاده لعمليه سياسيه متقدمه , وأن الوضع السياسي يسير بالأتجاه الصحيح , وهنا يتأكد ومن خلال ما حدث من أنفلات أمني في بغداد والناصريه والنجف والعماره يدل دلاله واضحه بأن الكتله التاريخيه التي سبق وأن تكلمنا عنها في مقال سابق بقيادة طبقه مثقفه مسؤوله هي الضمانه الوحيده لعدم ألأنفلات الأمني في البلد , كما هي الضمانه الأكيده لتحقيق المطالب الشعبيه والتحولات الضروريه في بنية الجهاز الحكومي, لكي يكون ضمن مسار تطوري يستجيب لمتطلبات الحياة الحديثه , ويقدم الخدمات الأنسانيه للمواطن , ويضمن حياة يسودها الأستقرار السياسي والقتصادي للبلد , وهذه أهم مقومات الرقي لكل بلد , لكن وللحقيقه التاريخيه أن الطبقه المثقفه العراقيه لم تأخذ دورها التاريخي , ولم تسعى للمبادره , بل أخذت دور المتفرج على الأحداث واقفه على التل تاركه مسرح التظاهرات تقوده مجاميع مجهولة الهويه , وللعصابات من قطاع الطرق , وللمراهقين الذين ينزعون للأستمتاع بالفوضى ,وخاصه الكثير منهم ممن ترك مقاعد الدراسه وأتخذ من المقاهي الليليه مقرآ للسهرات ولعب الورق . هذه الطبقه المثقفه مسؤوله مسؤوليه كبيره عما يحدث بالبلد نتيجة عدم شجاعتها , والتقصير الكبير في مسؤوليتها , بل وهناك للأسف من يتربص لأنتهاز الفرص وأستغلالها لمصالح شخصيه , وهنا يلعب الكثير من المحسوبين على الطبقه المثقفه دورآ أنتهازيآ مقيتآ , في حين يتطلب الموقف سلوكآ ثوريآ ووطنيآ يسجل فيه المثقف دورآ رياديآ وأنسانيآ بارزآ, يساهم بأنقاذ بلده من حمى العبث , ودوامة التوحش , وعمليات الهدم التي لم يسبق لها مثيل الا أيام دخول هولاكو الى بغداد 1258 م .
أن ما يجري اليوم في بغداد وبعض المحافظات تنبأ عن أمكانيه خطيره لأجرام مستتر ,تضمره نفوس معبئه بمتراكم خطر من العنف . أن الشارع العراقي عباره عن برميل من البارود ينتظر من يرميه بشراره لينفجر فيحرق البلد بكامله , وعندما يحث هذا لا سامح الله سيحرق تاريخ حضاره , وسيغير جغرافية بلد , وديمغرافية شعب عاش الاف السنين في هذه الأرض , وأن تأتي أقوام جاهزه للهجره اليه , بل وتخطط لهو منذ القدم . أن السيناريو المذكور ليس نتاج خيال بل هو مخطط معد وجاهز للتطبيق أذا لم ينبري أبناء الوطن , وخاصه مثقفيه بالتعاون مع الطبقات الأخرى من المجتمع بما فيهم المرجعيه الدينيه والتي تركت وحدها بالساحه تداوي جراحات شعب دامي , في حين تراخت طبقات أخرى ومنها نخبة المجتمع , وأهل الحل والعقد فيه من تحمل مسؤوليتها لما يجري من أحداث خطيره , حتى أن تأخرها بأخذ زمام المبادره سيتدهور الوضع الى ما لا يحمد عقباه , وستتحمل الطبقه المثقفه والجالسه اليوم في صالوناتها الأدبيه الوافرة المقاعد وفي مقاهي أسواق الكتب كالشابندر والزهاوي يتبادلون أطراف الحديث عما يحدثه الأخرون , ولم يتنادون بينهم عما يفعلون. أن التاريخ سيسجل صفحه مخزيه للطبقه المثقفه العراقيه بتقاعسها وأهمالها , ولا مسؤوليتها لما يحدث في بلدها , وخصوصآ أنهم لم يحملوا مشروعآ وطنيآ ولم يكونوا صروحآ معرفيه توجه الجماهير الثائره , بل أن مثقفينا كقطع الجليد في الأجواء البارده لا تزيده الا تجمدآ ,فهم بدلآ من أن يشعلوا نارآ ليبعثوا الدفئ بالحياة , تراهم يهرولون الى مقهى الشابندر لأحتساء الشاي والبدء بثرثرة لا تنتهي الا عندما يعلن صاحب المقهى بوقت أغلاق المقهى , وحينئذ كل يذهب الى مخدعه , تاركين ساحة التحرير تعج بحركة شباب غير معلومة الأتجاه , ينتظرون غد غير معلوم الملامح ,فتجدد خيبتهم ويعلو منسوب يأسهم ,وعندما يستبد بهم اليأس ,عنئذ تفتح أبواب جهنم على مصراعيها , ولات ساعة مندم.



#أياد_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السعوديه والإمارات اليد المروانيه
- خطرات من وقع الحوادث
- الكتله التاريخيه والمشروع العراقي
- عدوى الرأي
- رساله أيرانيه على جناح يمني
- العراقي والوسطيه
- لماذا يضرب الحشد
- جدلية القياده والأمه
- الأنفصال الذي يدعم وحدتنا
- نظريات أختنقت في غير فضاءها
- (على حافة الهاويه)
- جذور الدكتاتوريه في العالم العربي
- ليس هناك مجدآ
- أنتظار بطل
- الهروب من الحريه
- العشيره والسياسه
- العشيره وقوة القانون وسيادة الدوله
- الأنتلجنسيا وقوة التغير
- أعمده شرعنة للأحتلال العثماني
- مفهوم التقيه المفترى عليه


المزيد.....




- وزارة الصحة اللبنانية: مقتل 13 شخصًا جراء غارات إسرائيلية ال ...
- زيلينسكي يتوقع الحصول على مقترحات ترامب بشأن السلام في يناير ...
- مصر تتطلع لتعزيز تعاونها مع تجمع -الميركوسور-
- زالوجني: الناتو ليس مستعدا لخوض -حرب استنزاف- مع روسيا
- أكبر الأحزاب في سويسرا يطالب بتشديد قواعد اللجوء للأوكرانيين ...
- استطلاع جديد يوضح بالأرقام مدى تدهور شعبية شولتس وحزبه
- الإمارات.. وزارة الداخلية تحدد موعد رفع الحظر على عمليات طائ ...
- هل تشعر بالتوتر؟ قد يساعدك إعداد قائمة بالمهام في التخفيف من ...
- النيابة العامة تحسم الجدل حول أسباب وفاة الملحن المصري محمد ...
- نتنياهو: التسريبات الأخيرة استهدفت سمعتي وعرّضت أمن إسرائيل ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أياد الزهيري - هل تحولت المظاهرات من السلميه الى السلبيه