عبد الكريم اوبجا
الحوار المتمدن-العدد: 6406 - 2019 / 11 / 12 - 19:52
المحور:
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
إن عصارة ما أنتجه الفكر الإنساني على مر الزمن في علم السياسة لم يحدثنا عن مرجعية تجمع بين أزلماض (اليسار) و أفاسي (اليمين). و أية محاولة لتبرير ذلك هو فقط خداع للجماهير و تزييف لوعيها و تسييد لخطاب الفئة الاجتماعية المنتفعة أو التي ستنتفع من هكذا وضع.
متى نفهم أن "الديمقراطية الأمازيغية" هي بالضرورة انتصار لمشروع العدالة الاجتماعية و الثقافية و المجالية و تحرير للطبقات الشعبية من الاستغلال و التهميش و الجهل و التخلف.
لماذا يتم دائما ربط مفهوم "الديمقراطية الأمازيغية" بالقبلية و العرق و أشكال الحكم القديمة لدى الأمازيغ ك"تاكلديت" (نظام المماليك) و "إمغارن" (تحكم شيوخ القبائل في مصير باقي فئات المجتمع) و بكل ما هو ماضوي.
متى نقوم بإعادة إحياء الجوانب المتنورة من التراث الأمازيغي و نربط "الديمقراطية الأمازيغية" بقيم االمساواة و التنوع و التعدد و العيش المشترك و حرية المعتقد و بأنماط الانتاج التشاركية و أنظمة الحكم الديمقراطية و الكونفدرالية المتحررة و ذات السيادة.
لماذا لا نطلع على أبحاث مورغان في الأنثروبولوجيا لندرك أن المجتمع الأمازيغي ليس وحده الذي مر من مراحل تاريخية معينة بل المجتمعات البشرية كلها، و لنخلص أن قيم الحداثة و العقلانية و العلمانية و التقدم و العدالة هي الهدف الأسمى دون تمزيغها أو شرقنتها أو غربنتها.
لماذا لا نستوعب نحن الأمازيغ أن جميع القوميات المضطهدة (بفتح الهاء) في العالم كلها لديها ميولات تقدمية و نفحات يسارية و مشاريع مجتمعية تحررية (أمريكا الجنوبية و الأكراد مثلا) إلا نحن الأمازيغ.
فوحدها التيارات القومية اليمينية المتطرفة التي تدعي نقائها العرقي و الجيني (تجارب الفاشية و النازية و اليمين المتطرف في أوروبا) هي من تؤسس لمشاريع مجتمعية نكوصية تكرس التمييز و العنصرية و كره الأجانب و استغلال الطبقات الشعبية و التضييق على تنظيماتها (من جمعيات و نقابات و أحزاب و حركات الأقليات).
#عبد_الكريم_اوبجا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟