أحمد عبد العظيم
الحوار المتمدن-العدد: 1557 - 2006 / 5 / 21 - 10:52
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في فلسطين سلطتان, سلطة الحقّ التاريخي التي تزعم به حركة فتح, وسلطة حماس المنتخبة بإرادة الشعب الفلسطيني. وكان موقف كلّ من أمريكا وأوروبا وإسرائيل, من حكومة حركة حماس المنتخبة, داعما لتلك السلطة التي تزعم الحق التاريخي على الشعب الفلسطيني. وبهذا الموقف المستغرب, من أمريكا وأوروبا وإسرائيل, تستقوى سلطة حركة فتح وتعيق عمل حكومة حماس, تمهيدا لإسقاطها, ومعاقبة الشعب الفلسطيني الذي تجرأ على سلطة الحق التاريخي!
لقد ساعدت حكومة حماس في نشأة هذا الموقف المستغرب, فهي لم تقرأ قدراتها وقدرات الشعب الفلسطيني, وبذلك لم تعمل على تغيير أي من مواقفها السياسية التي كانت عليها قبل الانتخابات, وخصوصا شعاراتها المتعلقة بتحرير كامل فلسطين. وبالتالي فقد فتحت على نفسها وعلى شعب فلسطين أبواب الويل والمخاطر, التي تعمل عليها سلطة حركة فتح التي لا يهمها من فلسطين إلا ما يتعلق بمصالح قياداتها التاريخية!
إلا أن الموقف الأمريكي والإسرائيلي والأوروبي, لم يكن أي من أنصار الديمقراطية في بلادنا ينتظر ليراه وكأنه رد فعل لمن لا يعلم بأسس الديمقراطية. وكان عليهم مجتمعين أن يتعاملوا مع الحكومة المنتخبة من دون تلك الضغوط ذات الطابع الابتزازي, والتي تساعد سلطة مستبدة كسلطة فتح على العودة إلى مواقع السلطة, من بعد أن ترمي بنتائج الانتخابات التي كانت معبرة عن إرادة الشعب الفلسطيني. وهم بهذا الموقف يرسلون رسالة لجميع أنصار الديمقراطية في بلادنا تقول لهم أن أمريكا وأوروبا وإسرائيل يتكلمون عن الديمقراطية ويعملون ضدها. وأنهم أنصار لأنظمة الاستبداد في بلادنا ولا يريدون لها أي تغيير.
واليوم, فإن جميع أنصار الديمقراطية في بلادنا ينتظرون من أمريكا وأوروبا وإسرائيل أن يغيروا ذلك الموقف الأبله إن كانوا أنصارا للديمقراطية. وأن يعملوا بأسلوب ديمقراطي مع حكومة حماس لتبديل شعاراتها غير الواقعية.
#أحمد_عبد_العظيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟