أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - الدير عبد الرزاق - الحراك العربي بين وهم الجماهير و واقع المؤسسات














المزيد.....

الحراك العربي بين وهم الجماهير و واقع المؤسسات


الدير عبد الرزاق

الحوار المتمدن-العدد: 6383 - 2019 / 10 / 18 - 21:51
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


بالعودة كرنولوجيا إلى سنة 2011 حيث انطلق الحراك الشعبي في العالم العربي، من حادث إضرام الشاب التونسي النار في نفسه أمام مقر ولاية سيدي بوزيد بتونس، احتجاجا على مصادرة شرطية لعربته التي كان يبيع عليها الفواكه والخضر و صفعها له، ثم انتقلت شرارة الاحتجاجات إلى باقي الدول العربية، فسقطت أنظمة و صعدت أنظمة أخرى، و تشكلت حكومات جديدة ، لكن ماذا تغير في الخارطة السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية؟.
الجواب يحتاج إلى دراسات ستثبت جميعها أن الأمور زادت سوء بعد 8 سنوات، لكن هل الأمر طبيعي؟، طبعا الأمر غير طبيعي، لاعتبار بسيط، تاريخ الثورات و الحركات الشعبية عبر العالم يغير الكثير داخل أبنية المجتمعات، لكن لماذا لم يتغير شيء منذ 2011 إلى اليوم في المجتمعات العربية ، هل لأن هذه المجتمعات في عمقها غير قابلة للتغيير، أم أن الأنظمة لها القابلية للحفاظ على أسسها و دعائمها؟.
و لأول مرة سنسمع بشعارات منذ انطلاق الحراك العربي سنة 2011 و إلى اليوم، شعار التغيير و شعار الشعب يريد إسقاط النظام، و محاربة الفساد، هي شعارات جديدة على أدبيات الفكر العربي المعاصر و تحتاج إلى أكثر من دراسة لإعادة صياغة الأسئلة بشكل دقيق يعيد الاعتبار للفكر العربي في تمفصلاته المزدوجة و حركيته في خلق فضاءات شاسعة للتفكير بهدوء في قضايا مجتمعاتنا.
فنحن اليوم أمام واقع فكري و ثقافي و سياسي و اجتماعي و اقتصادي، شبه منهار إذا لم يكن قابلا للانهيار في أي لحظة ، و أصبح محكوما بالوهم الجماهيري وسط واقع عربي يراوح مكانه دون أي تغيير يذكر، و نعرف مسبقا أن الجماهير غير قادرة على صناعة التغيير المنشود، لأن ما يحركها هو لا وعي ، في وقت اختارت النخب العربية على جميع المستويات أن تتموقع خلف المال و الأعمال و خلف مصالحها الضيقة، تاركة الجماهير تتخبط وسط الشعارات التي لا تستند على أي رؤية أو مشروع يمكن أن يكون بديلا لواقع نخر المجتمعات العربية و أغرق سفينتها الحضارية.
اليوم أكثر من أي وقت مضى، مرغمين على طرح سؤال المؤسسات و أدوارها، السلطة و أدوارها؟ الدولة و أدوارها؟ الديمقراطية و أدوارها؟ المجتمع و أدواره؟ المؤسسات السياسية و المجتمعية و الإعلامية و أدوارها؟ الفاعل السياسي و مجالات فاعليته؟ الفاعل النقابي و مجالات تحركاته؟ ماذا نريد من التعليم؟ أي إنسان نريد؟ من المستفيد من الحراك الشعبي غير القادر على التغيير و مأسسة المؤسسات الموجودة و الحفاظ عليها و تطويرها؟ الشرعية و مرجعياتها الديمقراطية؟.
أسئلة كثيرة مغيبة أو غائبة عن أي تجمعات بشرية أو جماهيرية تحركها آليات و ميكانيزمات، لغايات نجهلها أو لم نستطع فهم أهدافها غير المعلنة
ما نحتاجه اليوم هو إنشاء أنظمة مجتمعية و سياسية للتغيير و ليس تغيير الأنظمة، فرحيل أشخاص على هرم الدولة لن يغير شيئا في واقعنا البئيس، و هذا ما أثبته تغيير مجموعة من الأنظمة في عدد من الدول العربية، فالذي يجب أن يتغير هو الفرد العربي في سلوكياته و وعيه الفردي و الجماعي و إدراكه لحجم مسؤوليته في فاعليته سواء في مجال عمله أو في محيطه أو في أسرته أو في حيه أو مدينته، فالأنانية و الفردية السلبية هي التي أوصلتنا لما نحن عليه اليوم.
خلاصة القول، في غياب الوعي المؤسساتي، أي أن المؤسسات الثقافية و السياسية و المجتمعية يجب أن تشتغل على تأطير الأطفال و الشباب و المواطنين داخل المؤسسات لإنتاج جيل مؤسساتي يدرك قيمة المؤسسسة ، بدل ترك المجتمعات مذبوحة على قارعة الشوارع تردد شعارات لا تدرك قيمتها و امتداداتها، و التي سرعان ما تنته بتغيير السائق دون تغيير الحافلة المعطوبة.



#الدير_عبد_الرزاق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ا-الفرقاء- تفرقوا و تركوا التلاميذ يديرون عقارب الساعة !
- المقدس و المدنس -رؤية مغايرة-
- على هامش التحالفات: فصل الخطاب عن سياسة كلها أعطاب
- ايبولا النقابة
- الطفلة -مريم- معنى مغايرا للموت
- أنين الذكرى
- سجلي اسمك -غزة-
- -بَنْكُ يَرَان- عفا الله عما سلف يناديكم: الوصايا الخمس لتكو ...
- شطحات سياسية (2):رفقا بتاريخ اتحاد كُتِبَ بدماء شهداء هذا ال ...
- شطحات سياسية: أبواق مستعارة
- خروج عن مألوف الأشياء في حضارة -الإنسان عبد و الشيء سيد-
- سؤال قضايا المرأة بين التصحيح و التجريح
- وفاء لذاكرة حبلى بداء -عمر-...*
- مأساة حقوق الإنسان في دواليب الاستهجان!!!
- القبلة الموقوتة
- هل سقطت .... أم أسقطوها؟ ........ قصة قصيرة
- على هامش أغنية الرحيل
- السينما المغربية و سؤال الفن
- قراءة في تجربة حزب العدالة و التنمية في الممارسة السياسية في ...
- غول سياسي في مواسم -الدعارة- السياسية


المزيد.....




- عز الدين أباسيدي// لعبة الفساد وفساد اللعبة... ألم يبق هنا و ...
- في ذكرى تأسيس اتحاد الشباب الشيوعي التونسي: 38 شمعة… تنير در ...
- حزب الفقراء، في الذكرى 34 لانطلاقته
- تركيا تعزل عمدة مدينتين مواليتين للأكراد بتهمة صلتهما بحزب ا ...
- تيسير خالد : سلطات الاحتلال لم تمارس الاعتقال الإداري بحق ال ...
- الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - الدير عبد الرزاق - الحراك العربي بين وهم الجماهير و واقع المؤسسات