مصطفى حسين السنجاري
الحوار المتمدن-العدد: 6378 - 2019 / 10 / 13 - 02:21
المحور:
الادب والفن
كوني واقفةً كنخلة جنوبية
لا شيء يستدعي انحناءك
وابتسمي بوجه العاديات ودعي
يستهزئ بالقيود حنّاءك
فأنت الشهدُ بكل آنيةٍ
تعسا لمن يرى أغلى منك إناءك
وهو مدين لك من أخمصِه
إلى أعلاهُ فكيف ينكر ثناءك
وشمسُ السعادة لن تغمره
من أي ناحيةٍ إلا آناءك
يا قامة النور
اقتحمي الصدور
وداهمي الثغور
واملئيها محبة
وبهجة وسرور
وأعيدي للصباح صباحه
ودعي الدنيا تدور
أعيدي أنغام فيروز
تلتقطها الحساسين والطيور
أعيدي للقمم الشماء النسور
واسكبي الرجولة في الذكور
قد فقد العالم نكهة الحياة
منذ لاذ الجميع بالقصور
قد فقأوا عيون طيبهم
ووأدوا الصبابة والشعور
واحتشدوا على رصيف الحزن
فأخطأوا درب العبور
وانتفضي غيثا على الوجود
لا تدعي ركنا يبور
فإنهم مذ فقدوا طيبَك
فقدوا أبجدية الحضور
كل المياه مالحة إلاّ ماؤك
كل الفضاءات دخانٌ إلاّ فضاؤك
لا أعترف بأيّ رواءٍ
ليس يطرزه بحضوره رواؤك
وحدها تبلسم أكمام وردي
وتوزع العطر في شرايينها أنداؤك
كم عذبةٌ أنتٍ
أعذب من كل المواسم هراؤك
حضورك أشهى حضور
وأشهى من حضور الآخرين هباؤك
#مصطفى_حسين_السنجاري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟