احتجاجات اكتوبر الجماهيرية في العراق خلفياتها وابعادها السياسية والاجتماعية
عواد احمد صالح
2019 / 10 / 11 - 14:07
احتجاجات اكتوبر الجماهيرية في العراق
خلفياتها وابعادها السياسية والاجتماعية
يبدو ان موجة الاحتجاجات الجماهيرية العارمة التي بدأت في بداية تشرين الأول الحالي ( اكتوبر ) اخذت في الانحسار والتراجع تدريجيا بعد ان تحولت في اوج صعودها الى معركة وانتفاضة حقيقية ضد اجهزة القمع المتعددة ، الجيش ، الشرطة ، والمليشيات ، راح ضحيتها عدد هائل من الجماهير المحتجة لم يسبق لهبة جماهيرية قبلها ان قدمت هذا العدد الهائل من المضحين . لقد فتحت الجماهير المحتجة صفحة جديدة في تاريخ العراق وكانت مؤشرا واضحا على بداية النهاية للسلطة الطائفية المليشياتية وضد احزابها ومرجعياتها وكل ناهبي ثروات البلد الذين فرضوا الجوع والحرمان والفقر والتخلف على السواد الاعظم من الجماهير في العراق .
ان حجم القمع والقتل والابادة الجماعية للجماهير المحتجة اظهرت بشكل جلي ضعف السلطة ورعبها من الحركة الجماهيرية واظهرت السلطة الرجعية الطائفية على حقيقتها انها ضعيفة وممزقة ومرعوبة كما بينت ((أن العدو ليس كلي الجبروت بأي شكل من الأشكال، و أنه ممزق مشطور بالتناقضات، و أنه خلف الواجهة الجليلة يسيطر الهلع. ))
لقد اسفرت الاحتجاجات عن سقوط 156 قتيلا على الأقل في اخر حصيلة ، في مختلف مدن العراق التي وقعت فيها الاحتجاجات - هذا ما تقوله الاحصائيات الرسمية وفي حقيقة الامر ان عدد القتلى اكبر من هذا العدد المعلن بكثير - وإصيب أكثر من 6 آلاف جريح آخرين، وفق حصيلة أعلنتها السلطات مساء الأحد. في حين أضرم المتظاهرون النار في 51 مبنى عاما واكثر من ثمانية مقار لأحزاب سياسية مشاركة وتابعة للسلطة بما فيها مقر الحزب الشيوعي العراقي في مدينة الناصرية .
الازمة السياسية والاجتماعية في العراق
منذ اللحظات الاولى لتشكيل نظام المحاصصة الطائفية القومية البرجوازي بعد الاحتلال الاميركي عام 2003 ولد هذا النظام مأزوما ويعاني من تناقضات وصراعات داخلية عميقة فقدت تشكلت منه طبقة حاكمة طفيلية فاسدة تستأثر بالمال العام والامتيازات وتعتاش في بقائها واستمرارها على الازمات الاجتماعية والسياسية واستخدام الديماغوجية الدينية لترويض الجماهير والتحكم فيها او تحت ذريعة خطر الارهاب وعودة البعث وتدريجيا زادت هوة التباينات الطبقية بين من يملكون المليارات وبين عموم الجماهير الشعبية الكادحة المهمشة والمفقرة التي لا تملك قوتها اليومي .
(( ان القادة الجدد في العراق ومنذ الانتخابات الاولى كانوا يمثلون بشكل اساس المكون الشيعي على اساس مفهوم الاغلبية والاقلية "ومظلومية الشيعة " مارسوا الظلم الطائفي ضد المكونات الاخرى ، وليس هذا فحسب بل مارسوا الفساد ونهب المال العام بأوسع الاشكال وقد وصل الامر الى احصاء 13 الف ملف فساد احصتها هيئة النزاهة وتزعم ادارة رئيس الوزراء الحالي عادل عبد المهدي بانها تريد ان تحرك هذه الملفات الا ان الامر لا يعدو ان يكون دعابه ومزحة فحكومة عادل عبد المهدي والنخب السياسية المشاركة في الحكم واعضاء البرلمان كلهم غارقون بالسرقات والفساد حتى النخاع. وبالتالي لا يمكن لاي شخص او جهه محاسبتهم .
اما عن حجم الفساد في العراق فحدث ولا حرج فقد اعلنت نائبة في البرلمان العراقي ان مجموع الاموال المسروقة من الميزانية حتى عام 2016 بلغ 312 مليار دولار وان تلك الاموال "موجودة في البنوك العالمية وبأسماء كبار مافيات الفساد التي لا تزال موجودة تحت ظل عناوين سياسية وغطاء سياسي في العملية السياسية."هذا عدا الاموال المنهوبة في السنوات الثلاث الاخيرة 17 – 18 – 2019
ومعروف ،اين ذهبت الاموال التي سُرقت، وماهي البنوك التي وضعت فيها، والأهم من ذلك ان السُّراق ــ وكلهم من الاسماء الكبيرة المسؤولة عن ادارة البلاد مازالوا في موقع المسؤولية وهم محميون من احزابهم التي تمتلك مليشيات مسلحة تشارك في ادارة وحماية النظام الطائفي الحاكم .( انظر مقالنا : الفساد في العراق والنفاق الاميركي في جريدة الى الامام العدد 501 في 24/7/2019 ))
ان المظاهر الاخرى البارزة للازمة الاقتصادية والاجتماعية هي غياب الخدمات والبطالة بلغت نسبة البطالة 38 الى 40 بالمئة في السنوات الثلاث الاخيرة بموجب ارقام الجهاز المركزي للاحصاء بوزارة التخطيط العراقية وانهيار البنى التحتية بفعل الحروب المختلفة ، الاحتلال الحرب الطائفية الحرب على تنظيم داعش الارهابي . وصل حجم الاموال التي دخلت في ميزانية الحكومة المركزية وميزانيات الحكومات المحلية في المحافظات مئات المليارات من الدولارات، بينما ما زالت جميع مدن العراق تعاني من نقص الخدمات ودمار البنى الاساسية وخاصة الشوارع واكوام الزبالة وتفشي الامراض، وتزخر المدن بمئات الالاف من الشباب العاطلين عن العمل . فضلا عن ان الانتخابات التي تجري كل اربع سنوات اعدت وصممت وفقا لنظام انتخابي يعيد انتاج نفس قادة الكتل والاحزاب الاسلامية الطائفية ومليشياتها وليس فيه ادنى مجال للتغيير وقد بلغت نسبة الجماهير في العراق التي قاطعت الانتخابات الاخيرة التي جرت عام 2018 اكثر من 80 بالمئة من عدد الناخبين وفقا لمواقع رصد ومتابعة محلية ودولية .اما امتيازات ورواتب ومخصصات اعضاء البرلمان وقادة الحكومة وحماياتهم فتبلغ مئات الملايين من الدولارات سنويا ، وينتشر الفساد وسرقة المال العام بمختلف الوسائل والسبل في اوساط اغلب موظفي الدولة العراقية من القاعدة الى القمة ، وصل الامر الى بيع المناصب والسطو على الاموال والاملاك العامة بطرق مختلفة كما اعترف بذلك عادل عبد المهدي في خطابة الاخير اثناء الاحتجاجات .
في الحقيقة لا يمكننا في هذا المقال الموجز تقديم صورة شاملة عن الوضع السياسي في العراق وكل ما قلناه لا يعدو ان يكون الا جزء من حالة متشابكة ومعقدة ومجرد غيض من فيض . فعمق المشاكل الاجتماعية والسياسية بلغ مستوى كارثيا .
الطبيعة الطبقية للاحتجاجات
في مثل هذه الاجواء ولدت احتجاجات الاول من اكتوبر2019 التي عبرت عن يأس الجماهير الشعبية الكادحة من اية امكانية لتغيير اوضاعها المأساوية : الشباب العاطلين عن العمل والخريجين اقسام من الطبقة العاملة و ( العمالة الهشة ) عناصر من اصحاب ( البسطيات ) عناصر من البروليتاريا الرثة وشرائح واقسام اجتماعية مختلفة اخرى من البرجوازية الصغيرة التي بدأت تفقد مكانتها الاجتماعية بسبب تعاظم الفوارق الطبقية بين الطبقة الحاكمة وذيولها وخدمها وبين بقية اقسام المجتمع .
ان الشباب العراقي يشعر بالتهميش والضياع وفقدان الامل في حياة حرة كريمة يوما بعد اخر ، كما يرى بام عينيه الفساد المستشري وضخامة الاموال المسروقة من قبل احزاب السلطة ومليشياتها ومسؤوليها والمؤسسات الدينية في حين هو يعاني من البطالة والتهميش والفقر وبطش القوى المسلحة والمليشيات . هذا اضافة لما شهدته السوق العراقية بحكم ارتباطها المباشر بالتبعية للنظام الراسمالي العالمي من تضخم وركود وبطالة وبيع الوظائف والمناصب والتعيينات في السنوات الاخيرة من قبل احزاب السلطة .
في الواقع لم تحدد الجماهير المحتجة لائحة مطالب معينة بسبب درجة الياس وعدم الثقة التي مرت بها من التجارب السابقة وحصرت مطالبها بشعار عام واحد بعنوان ( نازل اخذ حقي ) . وهذا الشعار يتضمن من طرف خفي الدعوة لاسقاط السلطة .
ندرج هذا التعبير من (الان وود ) المفكر الماركسي المعروف وهو يلخص حالة الجماهير بدقة وايجاز ((هناك غضب متزايد ضد النظام القائم، غضب يتجاوز الوضع الاقتصادي المباشر. لم يعد الناس يصدقون ما يقوله لهم السياسيون أو يعدونهم به. هناك خيبة أمل متزايدة في النظام السياسي والأحزاب السياسية بشكل عام. هناك شعور عام وعميق بالسخط في المجتمع، لكنه ما زال يفتقر إلى وسيلة قادرة على إعطائه تعبيرا منظما.))
لقد تجاوزت احتجاجات اكتوبر بزخمها الجماهيري والعنف الذي رافقها جميع الاحتجاجات السابقة : احتجاجات شباط 2011 واحتجاجات 2015 واحتجاجات البصرة عام 2018 التي تمكنت الجماهير من خلالها اسقاط السلطة في البصرة وهروب رموزها ومسؤوليها لمدة ثلاثة ايام . ان الغضب الجماهيري والسخط والياس من النظام القائم كان وراء عمليات حرق املاك الدولة ومقرات الاحزاب في محافظات الناصرية والبصرة والعمارة بما في ذلك مقر الحزب الشيوعي العراقي في الناصرية الذي اعتبرته الجماهير احد احزاب السلطة .
لذلك وطيلة الايام السبعة التي تصاعد فيها زخم الاحتجاجات واجهت عنفا مفرطا من السلطة الطائفية قوات الجيش والشرطة والمليشيات التي استخدمت الرصاص الحي وقتلت المتظاهرين عن عمد ومن مسافات قريبة جدا بما يرقى الى جرائم ضد الانسانية موجهه لشباب اعزل واجه الرصاص بشجاعة بصدور عارية كما قامت مليشيات مقنعة بقنص المتظاهرين من فوق اسطح البنيات العالية في اماكن عديدة من العاصمة بغداد في ساحة الطيران وميدان التحرير .
البعد الاقليمي والعالمي للاحتجاجات العراقية
من الجانب الاخر فان التظاهرات والاحتجاجات في العراق هي جزء لا يتجزأ من ازمات الانظمة القائمة في المنطقة وارتباطا بأزمة النظام الرأسمالي على الصعيد العالمي ان الاحتجاجات في العراق والتي استمرت لمدة اسبوع وبزخم كبير ترقى الى مستوى انتفاضة شعبية تمثل حلقة اخرى من سلسلة الانتفاضات التي حدثت في الجزائر والسودان ومصر في السنة الحالية وهي تمثل تعبيرا عميقا عن ازمة الانظمة البرجوازية التابعة التي فقدت القدرة على تلبية مطالب الناس وتطوير قوى الانتاج كما عجزت عن تقديم اية حلول ممكنة للازمات الاجتماعية المزمنة : الفقر ، البطالة تردي وانعدام الخدمات العامة الاجتماعية والصحية غياب الحريات الفردية والمدنية تعاظم الفوارق الطبقية بين اقلية تمتلك المال وكل وسائل العيش والرفاه والبذخ تمثلها الطبقات الحاكمة البرجوازية الطفيلية والفئات الملحقة بها وبين اوسع الجماهير المفقرة التي ينهشها الجوع والحرمان والبطالة والفقر والمرض وانعدام الحرية والكرامة الانسانية .
ان دولا في المحيط الرأسمالي دولا وانظمة في الشرق الاوسط كانت تعد في الماضي دولا نامية تسير في طريق النهوض مثل مصر والعراق والجزائر والسودان وغيرها تعد اليوم حلقات ضعيفة وهشة في السلسلة الرأسمالية التي تربط العالم لذلك ومع تعمق الهيمنة الامبريالية واشتداد ازمة النظام الرأسمالي العالمي والافقار والتبعية لصندوق النقد والبنك الدوليين والصراع بين الاقطاب الرأسمالية على اعادة تقسيم مناطق النفوذ بواسطة الحروب الرجعية والارهابية التي عمقت بشكل لم يسبق له مثيل حدة الازمات الاجتماعية واوقفت أية امكانية للنمو والتطور والتقدم الاجتماعي بموجب فرضيات واملاءات السياسة النيوليبرالية ، ونتيجة لذلك اضحت المجتمعات في العراق ومصر ودول اخرى تعيش ازمات اجتماعية خانقة ومزمنة سببها التباين الطبقي الحاد وغدت عرضة للهزات والثورات الطبقية العنيفة والانتفاضات الجماهيرية العفوية المتعاقبة بين آونة واخرى .
الثورات غير المكتملة
لقد اوضحت احتجاجات اكتوبر في العراق كما بينت قبلها بأشكال متفاوتة الاحتجاجات في مصر والجزائر والسودان ان المرحلة التاريخية الراهنة عالميا لأسباب ذاتية وموضوعية هي مرحلة الثورات غير المكتملة او المجهضة بفعل عدم اكتمال الشروط الموضوعية للوضع الثوري من جهة وقصور وعي الجماهير سياسيا أي سعيها وراء اهداف غير محددة ناجمة عن السخط الكبير على الانظمة القائمة الفاشية والديكتاتورية من جهة اخرى . واهم شيء غياب الوعي الاشتراكي الثوري في الاوساط الاجتماعية وغياب دور الطبقة العاملة الصناعية وارتكاز الحركة الاحتجاجية على الفئات المهمشة من العاطلين والمحرومين والشرائح غير البروليتارية . اضافة الى ذلك غياب دور فاعل للأحزاب اليسارية والشيوعية التي تعاني الضعف والانحطاط على المستوى التنظيمي وعلى مستوى القيادات .
ان قادة الاحزاب اليسارية التقليدية والمنظمات العمالية هم غالبا اصلاحيون وفاسدون ومفلسون. انهم يمارسون سياسة التعاون الطبقي ويعملون في خدمة الطبقات السائدة، لا يعرفون من النضال سوى المشاركة في الانتخابات والبرلمانات وتقديم النصائح للأنظمة البرجوازية لتنفيس ازماتها ، وتخلوا نهائيا عن أي منظور للتغيير الثوري للمجتمع .
ان بعض الاحزاب اليسارية في العراق وفي مقدمتها الحزب الشيوعي العراقي وقفت من التظاهرات موقفا ريبيا وسلبيا في بداية الامر ثم غيرت مواقفها بحكم سير الاحداث ووضوح طبيعة الاحتجاجات وشاركت في الاحتجاجات مجموعات شبابية متفرقة تنتمي لهذه الاحزاب بصفة فردية وشخصية .
لذلك فان الاحتجاجات التي تنهض في كل مكان من العالم بين آونة واخرى وبضمنها الاحتجاجات الاخيرة في العراق وبعد تقديم كل هذا الكم الهائل من التضحيات ومقارعة قمع السلطة لا تحصل الا على مجموعة قرارات بائسة ومؤقته لا تلبي جوهر مطالبها الحقيقية في غياب البرنامج الواضح المحدد والقيادة والحزب الثوري في سياق المرحلة التاريخية الحالية .
لقد اصدر النظام الحاكم في العراق ممثلا برئيس الوزراء عادل عبد المهدي ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي مجموعة قرارات سياسية اكثر منها اجتماعية محدودة ليست اكثر من قرارات مخدرة هدفها امتصاص الغضب والسخط الجماهيري العارم لا تتناول جوهر المسألة الطبقية الاساسية وهي تعاظم الفوارق الطبقية واتساع حجم الفقر والاملاق واستشراء الفساد ونهب المال العام. ان الطبقات السائدة وفي كل حقب التاريخ وبعد هلعها امام غضب الجماهير وسخطها العارم وحرصها على مصالحها الطبقية المهددة تتنازل عن بعض امتيازاتها ومصالحها وتقر بعدالة ومشروعية مطالب الجماهير بل هي تزعم انها تدافع عن حق الجماهير وتلبي مطالبها المشروعة .
ان نظام المحاصصة الطائفية القومية في العراق واستنادا لجوهرة السياسي والاجتماعي وتربع الفاسدين على راسه هو نظام مغلق لا يمكن ان يقدم اية اصلاحات جوهرية سياسية واجتماعية لصالح الجماهير المحتجة الكادحة والمفقرة . ولا يمكن الوثوق بادعاءاته وقرارته فقد جربته الجماهير طيلة اكثر من عقد ونصف من الزمن .
نتائج ودروس انتفاضة اكتوبر الجماهيرية
لقد سعت الجماهير المنتفضة في هبة اكتوبر بكل ما تملك من عزم وارادة وقوة وسليقة ثورية على مقارعة نظام طائفي مليشياتي فاسد مدجج بالسلاح ويملك كل وسائل القتل والارهاب خلال اسبوع من انتفاضة شعبية جماهيرية عارمة ضمت كل فقراء ومحرومي المجتمع من العمال والشباب والعاطلين وكل الفئات المقهورة والمحرومة وجابه الشباب الثوري الرصاص الحي بصدور عارية ، ليس من اجل مطالب عادلة ومشروعة ، فرص العمل التوظيف ضمان البطالة الامان السكن الخدمات فحسب بل من اجل تغيير معادلة السلطة برمتها لصالح الجماهير الكادحة التي لم تعد تثق بكل وعود النظام واكاذيبه .
ان الاحتجاجات هي فعلا صياغة لتاريخ جديد في العراق كما وصفت ، وهي بداية جديدة لطريق التغيير الذي تطمح له الجماهير . ان المرحلة التي ستعقب احتجاجات اوكتوبر الباسلة لن تكون مثل المرحلة التي سبقتها وهي مرحلة بينت ان الجماهير قد امسكت زمام مصيرها بايديها واستفادت من تجاربها السابقة .
ان تامين مطالب الجماهير المحتجة ونجاحها سيظل مرهونا بتدخل ومشاركة القوى الثورية الاشتراكيين والشيوعيين والقيادات الثورية الواعية وتشكيل مجالسها العمالية ومجالس الاحياء والمناطق .ان توازن قوى جديد لصالح الجماهير بدأ بالتشكل في العراق ويقع على عاتق القوى الثورية الدفع بهذا التوازن الى اقصى مدياته من اجل احداث التغيير الجذري .