أحمد عبد العظيم
الحوار المتمدن-العدد: 1555 - 2006 / 5 / 19 - 09:48
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
لقد صار حال الشعب السوري اليوم أبشع بكثير من حال الشعب العراقي الذي كان التدخل الخارجي السبب في تحجيم الكارثة في بلاده, وسوف نسمع أولئك الوطنيين جدا في سوريا عما قريب, وهم يندمون على مواقفهم الوطنية من فكرة التدخل الأجنبي, لإزاحة نظام هو الأبشع بين الأنظمة العربية اليوم. وسيقولون وهم يندبون حظهم, لقد كان التدخل الخارجي من أجل تخليص الشعب العراقي أرحم بمئات المرات من وقوع كارثة داخلية لا يعلم إلا الله مداها بالقتل والنهب لشعب كالشعب السوري صار الجوع هو القوة الوحيدة التي تحركه.
فمن يراقب سلوك النظام في سوريا يرى أنه يسير بالبلد ومن فيه إلى حرب أهلية تشبه كومونة باريس, فهو يظهر جهله وعماه بزيادة ردود أفعاله على الأحداث التي يقرأها منذ سنوات قراءة مغلوطة, وهو يتابع سطوته على حقوق الشعب السوري ويزيده فقرا وجهلا, على الرغم من زيادة الانتقاد الدولي والمحلي لسلوكه اللاخلاقي, فبدلا من الالتزام بالمواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان, والعمل على إصلاح مفاسده مع الشعب السوري, يزداد تمسكه بحرمان الشعب السوري من حقوق الإنسان التي يستحقها أسوة بجميع الشعوب المتمدنة, وهو يفعل جريمته هذه متذرعا أن الدفاع عن الوطن لا يكون إلا بحرمان أبناء الوطن من حقوقهم الإنسانية!!
وهذا النظام الفاسد يواجه أزمة بطالة في صفوف الشباب تفاقمت منذ خمس سنوات, فلم يخطو أي خطوة فعلية للتخلص منها. بل ما يفعله, بسبب موقفه الأعمى في لبنان والعراق, زاد من عدد العاطلين عن العمل الذين كانوا يجدون لأنفسهم مهربا في أعمال البناء والمزارع في لبنان, وفي أعمال التجارة مع العراق, فأغلق الحدود, ورفع رسم الخروج إلي لبنان ليمنع هجرة العمالة إليه. وكان عليه حتى يجنب نفسه ويجنب شعبه الكارثة, أن يفهم أن زيادة التضييق على الشعب ستجعل الشعب يخرج إلى الشارع كونه فقد كل أمل في عيش كريم.
لم يبق أمام الشعب السوري إلا رحمة من ربهم, فالأمريكيون عدلوا عن فكرة التدخل بسبب الأحداث الدامية لهم في العراق, فلعله يحدث انقلابا عسكريا يخلصهم من الكارثة القادمة!!
النظام مصرّ على موقفه المعادي لتطلعات الشعب السوري بجميع أشكالها, وهو لا يستطيع فعل أي إصلاح في مفاسده التي لا تحصى, وقد عمته سرقاته لأموال الشعب السوري, وهو لن يشبع مهما طال الانتظار.
ما أقوله يؤلمني, فالكارثة قادمة على أهلي وشعبي, وبعدي في غربتي لا يجنبني الألم.
#أحمد_عبد_العظيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟