|
سيكولوجية العواطف الجزء الثاني بين عقلانية المنطق وعقلانية العواطف قاسم محمد الياسري
قاسم محمد الياسري
كاتب وباحث
(Qasim-mahmad - Alyesri)
الحوار المتمدن-العدد: 6363 - 2019 / 9 / 28 - 00:23
المحور:
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
سيكولوجية العواطف الجزء الثاني بين عقلانية المنطق وعقلانية العواطف قاسم محمد الياسري الانسان في سلوكه العام ورغما عنه مستسلم دوما لمشاعره وعواطفه وهذه العواطف دوما في صراع مع منطق العقل ..ففي عقولنا جانبان احدهما عاطفي وآخر منطقي يتصارعان باستمرار في جميع الأوقات ونسبة 80% من الناس لا يستغنون عن عواطفهم ويفضلون الذهاب اليها بتوازن اجاباته لا إلى ما تفرضه حكمة ومنطق العقل ولوأننا اجرينا استبيان فان الاغلبيه فعلا لا يستغنون عن عوطفهم التي تذهب بهم الى تفضيل العقل بالرغم من ان الاغلبيه لا يعطيك الاجابه القاطعه الحقيقه لسلوكه وفق ماتنطق به مدركات المشاعره والاحاسيس وممارساتها وسلوكها بدليل السلوكيات والعواطف العامه في المجتمع فالعواطف مصدرها الاحساس بالألم والحزن والحب والايمان وووووو....الخ ولوعدنا وفقا للتقسيم التقليدي (القلب والعقل )وصراع العاطفه والمنطق على اساس ان القلب هو مصدر العواطف والمشاعر.هذا التقسيم والاعتقاد أثبت العلم الحديث خطأه وإن المخ هو مصدر الحكمه والمنطق فقد قال جوبتير أن العواطف اقوى من العقل بنسبة (1-24)باعتبار أن العقل يجلس وحيدا في الدماغ في اعلى الجسم بينما يسيطر القلب على وسط الجسم وهو أقرب إلى هذا الجسم ويقع في الصدر..فالعقل الذي يعتلي قمة الجسم يمارس النصح بحكمه من منطلق منطقي ويردع الانسان الذي تسيطر عليه قوى الاستبداد والعنف والشهوه والغضب وغالبا تنهزم الحكمه والعقل امام القلب وكذالك ما ذهب اليه ذكر الهولندي دسيدريوس اراسموس .. فقد توصل العلماء حديثا إلى أن في مخ الإنسان ينقسم الى نصفين أحدهما عقلاني منطقي والآخر عقلاني عاطفي حدسي .. عقل يفكر وآخر يشعر ويحس فيتفاعلان لبناء نظامنا العقلي والمعرفي السوي..من كل ما سبق تنطلق دراستنا لهذا الاختلافات ونطرح على انفسنا التسائلات التاليه ..كيف يتفاعل العقلان؟؟؟؟ وكيف ينسجمان وتنجح العاطفة في بناء معارف منطقية ؟؟ ثم العكس كيف ينجح المنطق في بناء مشاعر عاطفية؟؟؟ وكيف يتنافران وينتجان إنساناً مهزوماً ؟؟أو كيف ينتصر أحدهما على الآخر؟؟؟ ومن الذي ينتصر في الأغلب؟؟؟ كل هذا سنجده في سردنا التالي وفق المصادر العلميه وما توصل له العلم الحديث.. يقول ألبرت آينشتين ..العقل المنطقي هو الخادم المتواضع بينما العقل الحدسي هو الهِبة المخلصة لقد خلقنا مجتمع يقدر الخادم وينسى الهِبة ..ومن هنا واستنادا لمنطق جوبتيرالذي اعتنقه دسريوس ايراسموس فقد اقر الصراع بين منطق العقل والعواطف فاعتبر ان المخ ينقسم الى جزئين احدهما يمثل العقل المنطقي الفكري والجزئ الثاني يمثل العقل العاطفي الحدسي الادراكي واصبحا عقلين يتفاعلان فيما بينهما لبناء الذات ..وقد ذكر استاذ علم النفس دانييل جولمان الامريكي في كتابة الذكاء العاطفي عن طريق العقل المنطقي نستوعب الاشياء الواضحه بوعينا الفكري والذي نحتاج فيه للتفكير بعمق وتأمل والى جانب هذا التفكير لدينا نظام معرفي اخر قوي ومندفع واحيانا غير منطقي هو الذي يتحكم به العقل العاطفي الحدسي والشعوري وكلما كانت المشاعر اكثر فاعليه ازدادت اهمية العقل العاطفي الفكري واصبح العقل المنطقي الحدسي اقل فاعليه وكذاك العكس ايضا ..مما سبق تأكدنا أن أغلبية نظريات العلماء الفسيولوجيه والعصبيه والنفسيه والمعرفيه ركزت على أن العواطف يتحكم بها العقل مثلما هوالمنطق بشكل متوازي فالمخ عند الانسان ينقسم الى نصفين نصف يحمل الفكرالمنطقي والنصف الثاني يحمل الشعوروالحدس العاطفي وكلاهما يكونان العقل الذي تنتج منه السلوكيات العقلانيه المنطقيه الفكريه والعقلانيه العاطفيه الحدسيه بشكل متوازي متطابق وبدورهما يقدمان للانسان خدمات ثمينه بطريقتين مختلفتين من المعرفه التي تقود الى صنع القرار..كما وأكدت دراسة علمية حديثة حقيقة هذا الصراع وان الدماغ البشري يخوضُ نزاعاً دائماً بين مركز العاطفة ومركز العقل فهنالك منطقتين في الدماغ تتنافسان للتحكم بسلوك شخص ما على وشك اتخاذ قرار بين إشباع العاطفة الفورية وتحقيق الأهداف البعيدة المدى بمركز العقل وفي دراسة أُخرى أيضاً أظهرت أنَّ الألم الذي يسبب جرح المشاعر والأحاسيس هو ألم حقيقي كالألم الجسدي تماماً فمنطق الدماغ التي تعمل عندما يشعر الشخص بألم جسدي تعمل أيضاً عندما تجرح مشاعر ذلك الشخص بالرغم من قوة العقل والمنطق في حسم القرارات نستنتج مما مضى ان العواطف يميزها الحدس فيدفع بها الى الفكر لانتاج المنطق حيث تؤكد أغلبية نظريات العلماء الفسيولوجيه والعصبيه والنفسيه والمعرفيه ان العواطف مصدرها العقل مثلما هوالمنطق مصدره العقل بشكل متوازي وكما اسلفت ان المخ عند الانسان ينقسم الى نصفين نصف يحمل الفكرالمنطقي والنصف الثاني يحمل الحدس العاطفي وكلاهما يغذيهما العقل الذي يتحكم بالسلوكيات العقلانيه المنطقيه والعقلانيه العاطفيه بشكل متوازي متطابق وبدورهما يقدمان للانسان خدمات ثمينه بطريقتين مختلفتين من المعرفه التي تقود الى صنع القرار ..إلا أنَ العواطف قد تكون أكثر قوة أحياناً وخاصة في موضوع الإقناع إذ أنها تعتبرالقوة الوحيدة الفعالة هنا فيتأكد لدينا ماذهب اليه عالم النفس الأمريكي سلفان تومكينز بأن العاطفة بدون إدراك ستكون عمياء والإدراك بدون عاطفة سيكون ضعيفًا وبالتالي يمنح الإدراك العاطفة العمياء بصيرة وتمنح العاطفة للعقل قوة ..
#قاسم_محمد_الياسري (هاشتاغ)
Qasim-mahmad_-_Alyesri#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سيكولوجية العواطف الجزئ الاول .. بقلم قاسم محمد الياسري
-
مجتمعنا السادومازوشي
-
البحث عن مصطلح اسمه الضمير ... قاسم محمد الياسري
-
سيكولوجية الاعماق وانعكاساتها (صدمات الطفوله المختزله) قاسم
...
-
من الادب العالمي الاديب الاوكراني الثائر (تاراس شيفتشينكو)
المزيد.....
-
تحقيق CNN يكشف ما وجد داخل صواريخ روسية استهدفت أوكرانيا
-
ثعبان سافر مئات الأميال يُفاجئ عمال متجر في هاواي.. شاهد ما
...
-
الصحة اللبنانية تكشف عدد قتلى الغارات الإسرائيلية على وسط بي
...
-
غارة إسرائيلية -ضخمة- وسط بيروت، ووسائل إعلام تشير إلى أن ال
...
-
مصادر لبنانية: غارات إسرائيلية جديدة استهدفت وسط وجنوب بيروت
...
-
بالفيديو.. الغارة الإسرائيلية على البسطة الفوقا خلفت حفرة بع
...
-
مشاهد جديدة توثق الدمار الهائل الذي لحق بمنطقة البسطة الفوقا
...
-
كندا.. مظاهرات حاشدة تزامنا مع انعقاد الدروة الـ70 للجمعية ا
...
-
مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين -حزب الله- والجيش الإسرائيلي في
...
-
مصر.. ضبط شبكة دولية للاختراق الإلكتروني والاحتيال
المزيد.....
-
الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2)
/ عبد الرحمان النوضة
-
الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2)
/ عبد الرحمان النوضة
-
دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج
/ توفيق أبو شومر
-
كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
كأس من عصير الأيام الجزء الثاني
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية
/ سعيد العليمى
-
الشجرة الارجوانيّة
/ بتول الفارس
المزيد.....
|