أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - غازي الصوراني - مخاطر ضعف وتراجع المعرفة والوعي في صفوف احزاب وفصائل اليسار العربي














المزيد.....

مخاطر ضعف وتراجع المعرفة والوعي في صفوف احزاب وفصائل اليسار العربي


غازي الصوراني
مفكر وباحث فلسطيني


الحوار المتمدن-العدد: 6352 - 2019 / 9 / 15 - 15:34
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    




إذا كنا نتفق على أن المعرفة هي ثمرة أولية من ثمار الفكر باعتباره وعياً مرتبطاً بالواقع المعاش وعاكساً له ، فليس معنى ذلك تطابق هذه المعرفة بالواقع مع شمولية الفكر وفضاءه الواسع، إذ أن حجم المعرفة ودورها يتحددان حسب نسبة أو درجة تفاعلهما مع الفكر وحركة تطوره التاريخي ، وهو تفاعل مرهون بدرجة تطور وحركة الواقع وصراعاته وتناقضاته الداخلية والخارجية (السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية) في هذه المرحلة أو تلك من جهة، وبدرجة عمق وقوة الوعي الذاتي لدى المثقف العضوي في إطار العقل الجمعي أو الحزب الماركسي ودوره في مجابهة الواقع وتغييره من جهة ثانية ، فبدون امتلاك الوعي بالنظرية والواقع تتعرض حركة الحزب وصيرورته لمخاطر الارتجال والعفوية والتفكك التنظيمي التي تولد بدورها مظاهر الشللية والانتهازية والهبوط السياسي والفكري، إلى جانب مظاهر التطرف العدمي الانتهازي ، ما سيؤدي بالحزب إلى التفكك والتلاشي، وفي كل الاحوال فإن الممارسة هي احد المعايير الهامة للحكم على وعي قيادة هذا الحزب أو ذاك وأعضائه .. فالممارسة هي التي تدل على الوعي بالنظرية ووضوح الرؤية ، بمثل ما تدل أيضاً على الارباك والتخبط السياسي والفوضى وانتشار الشعور بالاغتراب بين الأعضاء تجاه أفكار الحزب ومبادئه ، ومن ثم يكون من الطبيعي أن تتراجع القناعات والدافعية الذاتية جنباً إلى جنب مع تراجع فكرة الانتماء والالتزام بالحزب ، وفي هذه الحالة لا يكون مستغرباً أن يعيش الحزب حالة عميقة من العزلة عن الجمهور ، يستحيل تجاوزها بدون خروجه من حالته المأزومة صوب النهوض ، وتلك مهمة صعبة ، لكنها قابلة للتحقق عبر كل المخلصين لمبادئ الحزب وأهدافه من الكوادر والأعضاء .
وهذا يقودنا الى الحديث عن الوعي والممارسة في الحزب الماركسي ومحاولة تحديد الاشكالية ، فمن المعروف او من البديهي ان فصائل واحزاب اليسار العربي تتحدث عن الوعي والممارسه في وثائقها ومنشوراتها دون متابعة أو تفعيل وتفاعل على صعيد الممارسة يجسد انتماء الاعضاء واقتناعهم ودافعيتهم ،مما أدى الى مزيد من عزلتها عن الجماهير ، بينما في المقابل، لا تمتلك الجماهير أطر منظمة فعالة، وبالتالي فإن وعيها العفوي البسيط لا يمكن ان يوصلها الى حراك ثوري جذري او تحقيق اهدافها السياسية والاقتصادية والاجتماعية الكبرى بل بعض المتغيرات في ديكور السلطة او تحقيق بعض المطالب الاقتصادية الصغيرة ، وعلى الرغم من أن فقر الجماهير ومعاناتها وبؤسها وحرمانها يدفعها للتمرد العفوي ، الا أن السلطة الحاكمة ( ليبرالية او دينية) تمتص تمردها - بصورة انتهازية او قمعية - وتدعوها للسكينة أو ترهبها ، فالنشاط العفوي ، يوجد الازمة الشاملة التي تحاصر الفئات الحاكمة ، واذا لم يتوفر الحزب الطليعي الثوري الملتصق بالجماهير والمعبر عنا فان قوى اليمين او قوى الثورة المضادة تتولى السيطرة على حركة الجماهير وافراغها من مضامينها.
ويطرح هذا الوضع قضيتين نقضيتين: الوعي والتنظيم ،فهل تستطيع الجماهير تطوير وعيها و تنظيم صفوفها ؟ وجوابنا إنها عاجزة عن ذلك ، لأن العمل التنظيمي ( الحزب )،وكذلك مواجهة القوى الحاكمة ،بحاجة إلى تقنية عالية مسبوقة بالوعي والرؤية والبرامج الواضحة ، بحاجة إلى الثقافة ،و الدراسة والاضطلاع والمتابعة اليومية لكل شأن من شئون الصراع مع العدو الوطني أو على مستوى التناقضات الداخلية والصراع الطبقي.فالممارسة هي التي تدل على طبيعة الوعي . وهنا يبرز دور الفئات الواعية ،والمناضلة والمثقفة ،لانها القادرة على تأسيس الإيديولوجيا المناهضة للإيديولوجيا السائدة ، والقادرة على هزيمتها، وفي هذا الجانب نؤكد على أن الوعي دون ممارسة ثورية ، لا يؤدي الى انتصار، وكذلك فإن الممارسة الثورية دون وعي ثوري ،لا تحقق نفس الغرض .
انهما معا" طريق الانتصار ، لان الوعي الثوري يضيف للحركة العفوية ، العقل والتنظيم، وهما مكمن قوة . ، وتجعل الهجوم لاسقاط انظمة الاستبداد والتخلف ممكنا ، بل وضروريا" ، لانه يعطي التنظيم (بعد أن يستكمل كافة الشروط) القوة الجبارة التي تدعمه وتجعل انتصاره محتما" .



#غازي_الصوراني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اقتصاد قطاع غزة تحت الحصار والانقسام الحلقة الثالثة: السكان ...
- اقتصاد قطاع غزة تحت الحصار والانقسام الحلقة الثانية: اقتصاد ...
- اقتصاد قطاع غزة تحت الحصار والانقسام الحلقة الأولى : نظرة عا ...
- المناضل الفلسطيني القومي العربي الكبير بسّام الشكعة .. وداعا ...
- سؤال من ابنتي وصديقتي الانسانه المثقفة التقدمية الديمقراطية ...
- وثائق مؤتمرات الجبهة بوصلة للرفاق للمرحلة الراهنة والمستقبل
- الماركسية وأزمة اليسار العربي وسبل النهوض
- التطور الفلسفي لمفهوم الأخلاق وراهنيته في مجتمعاتنا العربية
- كتاب -اقتصاد قطاع غزة تحت الحصار والانقسام-
- هيئة حماس المقترحة لمواجهة صفقة القرن تُعزز الانقسام ولا بدي ...
- بمناسبة يوم الشهيد الجبهاوي
- قطاع غزة.. التغيرات الاجتماعية الاقتصادية
- في مناسبة الثامن من آذار .. يوم المرأة الفلسطينية
- المعتزلة أو فرسان العقلانية في الحضارة الاسلامية
- مقالات ودراسات ومحاضرات في الفكرة والسياسة والاقتصاد والمجتم ...
- قبسات ثقافية وسياسية فيسبوكية 2018 - الجزء السابع
- عن مقولة فصل الدين عن الدولة
- بورجوازية الكومبرادور
- في مثل هذا اليوم رحل عن عالمنا الرفيق الانسان الاخلاقي الثور ...
- مأساة اتفاق أوسلو وآثاره الكارثية


المزيد.....




- الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...


المزيد.....

- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات ... / شادي الشماوي
- المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب - ... / شادي الشماوي
- ماركس الثورة واليسار / محمد الهلالي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - غازي الصوراني - مخاطر ضعف وتراجع المعرفة والوعي في صفوف احزاب وفصائل اليسار العربي