إبراهيم أبوحماد المحامي
الحوار المتمدن-العدد: 6346 - 2019 / 9 / 9 - 10:38
المحور:
دراسات وابحاث قانونية
خصائص المعرفة القانونية وصفية أم معيارية؟
إن المدرسة الوضعية لهانز كلسن تعتبر المعرفة معيارية. إذ تنشأ القواعد القانونية منعزلة عن المجتمع والأخلاق ومستقلة منطقيا عن الواقع الاجتماعي من حيث تطبيقها وعواقبها وتأثرها وتأثيرها، فالمدرسة الوضعية تعرف القانون أنه أمر مقترن بعقوبة. وبذلك ينتقد الفقه الأمريكي ذلك، ويشبه القانون بعملية سطو مسلح على بنك فتطبيق القانون يكون بالاكراه ، والمواطنين ضحايا عملية السطو. مما يجعل من المواطن ضحية لدولة التنين لهوبز.
وذلك يتعارض باعتبار القانون نشاط معرفي للظاهرة الاجتماعية. ولذلك تلجأ المدارس القانونية الواقعية والنقدية لوصف المعايير ونقدها وبيان آثرها وعواقب تطبيقها. ويعتقد كريستيان أيتاس أن الفلسفة القانونية تسكنها الأدلوجة. أما نظرية المعرفة القانونية فهي وصفية.
أما رولاند ريشي فينظر للمعرفة القانونية من زاويتين مختلفتين إحداهما كنظرية معرفة قانونية وصفية. والقانون الوضعي هدفها. ومن زاوية أخرى كنظرية قانونية علمية نقدية بنائة عملية.
النظرية المعرفية التزامنية لا الوصفية (سينوكرونيك )والتعاقبية (دياكرونيك) التاريخية المعيارية.
وتتأثر نظرية المعرفة القانونية بنظرية دوسوسير اللسانية. فالدياكرونيك يركز على التاريخ والتطور للموضوع محل الدراسة. ويركز النهج التزامني السينكرونيك على الموضوع في لحظة معينة من تاريخها. ويبين هنري بروهل بأن لدى الفقيه مفهوم مختلف للتسلسل الزمني والحقيقة، إذ أن النهج ليس اللحظة التي تتحقق فيها الحقيقة، إنما لحظة ممارسة النفوذ. فالمعنى يتغير بتغير المسار التاريخي. فالمعنى يتغير باستمرار حتى يختلف عن معناه الأساسي.
#إبراهيم_أبوحماد_المحامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟