أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - تردٍ أخلاقي وكسوفَ ثقافي وخسوف حضاري !














المزيد.....

تردٍ أخلاقي وكسوفَ ثقافي وخسوف حضاري !


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 6341 - 2019 / 9 / 4 - 13:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تردٍ أخلاقي وكسوفَ ثقافي وخسوف حضاري !
أمر مؤسف وخطير ما يعانيه الإنسان في مجتمعنا مع بعض التصرفات الرعناء التي لا تنم إلا عن قلة الحياء وسوء الذوق المرفوضة ، أخلاقيا ودينيا ، ولا يمكن قبوله حتى من الحمقى والمغفلين ، فبالأحرى من العقلاء الذين يفترض فيهم التحلي بالسلوك القويم ، وإثقان طرق التواصل الدبلوماسية ، ومعرفة بأدبيات الكلام ووقع النابي منه على النفوس ، وما يتركه في أعماقها من خذوش وندوب ، والتي من بينها استسهال التلفظ بنابي الكلام في الأماكن العامة ، دون مراعاة لحدود اللياقة واللباقة والتأدب .
موجب هذه المقدمة هو واقعة مخجلة حضرت أطوارها المستفزة قبل أيام داخل القطار الرابط بين فاس والرباط ، والتي حدثت بسبب احتلال سيدة لمقعد خاص ببطل الواقعة ، والذي بدا من هندامه الأنيق ، ولحيته المشذبة ، وما يتأبطه من جرائد وكتب ، وتوهم الركاب أنه شخص مثقف ، وعلى علم ودراية بأن الإنسان مخبوء تحت لسانه ،كما يقال، وأن الكلام الجارح قوي الإساءة للنفوس الحساسة والقلوب الرقيقة ، لكن ظن الركاب خاب فيه، وتغر توقعهم ، حين ظهر وجهه الحقيقي من تحت قناع مناقض لكل ما تصنع من صفاة الـ "جلتمنة"، بما أبانه من تصرف قبيح وسلوك فج أثناء حواره مع السيدة محترمة احتلت التي مقعده خطأ، والذي تفنن في ترصيعه بسفيه الكلام ، وتأثيثه بفاحش العبارات ، التي استرسل فيها بلا انقطاع ودون مشقة أو عناء أو احترام لمن قاسمه المقطورة من الركاب ، الذين انقسموا في أمره بين مستاء مندد بما لحقه من ازعاج وإهانة ، وبين غافل غير مبال بإستفزاز أو مضايقة ، وبين مستمتع مبتهج بما سمع من "المعيور" الجارح و"حشيان الهدرة" الخادشة للحياء ، والتعابير"الخايبة" تمحورت في مجملها حول الشتائم الجنسية التنفيسية -التي تُروح عن النفس ، مثلها مثل الشتيمة الدينية - الشائعة في موروثنا الثقافي الشفهي الشعبيي ، والتي يعتمد فيها ذكر الجهاز التناسلي لأم المشتوم أو أخته أو زوجته بشكل صريح ، لتأذية مشتومه والتقليل من هيبته وتحطيم معنوياته ، الأعضاء التناسلية الأنثوية ، التي بمجرد ذكرها بصريح العبارة أو بإيحاءات جسدية معروفة، تعتبر شتيمة وسبّةً مشينة ، يشعر معها المشتوم بالإهانة والإحساس بالإحتقار ، وكأن الجهاز التناسلي الأنثوي عيب في حد ذاته .

والسؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح هو: لماذا الشتائم الجنسية منصبة فقط على العضو الأنثوي، دون العضو التناسلية المذكر الذي لا يعتبر ذكره سبة ولا تقليلا من الهيبة الاجتماعية لصاحبه ؟ وهذا لا يعني أنه لا توجد شتيمة أو سبة تلحق الاهانة بالرجل وتترك في نفسه أذى أشد من الضرب الجسدي ، وتتعلق هي الأخرى بأعضائه التناسلية لكن بطريقة غير مباشرة ، وتتمحور في غالبيتها حول الشذوذ واللواط والضعف الجنسي والخصي ، كتلك ، كما في هجاء المتنبي لكافور الإخشيدي:
من كل رخو وكاء البطن منفتق:: لافي الرجال ولا النسوان معدود.
صار الخصي إمام الآبقين بها ::فالحر مستعبد والعبد معبـــــــــود .
ومن علم الأسود المخصي مكرمة::أقومه البيض أم آباؤه الصيد. ويبقى الدافع الرئيسي لكل هذه السلوكات المشينة هو الغضب ، ذاك الإحساس السلبي الذي تنتاب الإنسان وتؤثر على نفسه وجسده ، وينفجر بداخلهما في أي لحظة كالبركان ، نحو أي أمر لا يرضيه ، ويدخله ضمن دوامات كثيرة من الأمراض الخطيرة المستعصية العلاج .
[email protected] حميد طولست
رئيس تحرير جريدة " الأحداث العربية".
مؤسس مدير جريدة " منتدى سايس" الورقية الجهوية الصادرة من فاس
مدير جريدة " منتدى سايس"
مدير ورئيس تحرير جريدة منتدى سايس اللإلكترونية .
عضو مؤسس لجمعية المدونين المغاربة.
عضو المكتب التنفيذي لرابطة الصحافة الإلكترونية.



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المحاسبة نتاج الإيمان العميق بضرورة اصلاح المفاسد.
- لماذا أصبح حالنا هكذا؟؟
- ظواهر مستفزة!!
- هل هي جبهة إصلاح أم جماعة مصالح ؟ !!
- تداعيات تدوينة مستشار-شرت تارودانت- !!
- الثالوث المرعب رمضان والعيد والدخول المدرسي !
- قناعات المغاربة تحبط مؤامرة شورت تارودانت
- تجربة ذبح أضحية العيد !!
- يا فرحة ما تمت؟ !!
- ن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن.
- غض البصر بين -الفيس- ورجال الدين !!
- تسيس كرة القدم يصيبها بلإفلاس !!!
- ماشكل الكرة ليست في المدرب بقدر ما هي في المسؤولين عليها !!
- أطروحة دكتوراه لهدم حصون العلم والفكر والمعرفة والثقافة !
- لن نتوقف عن المشي تحت المطر ولو بيطء !!
- تهنئة لساكنة فاس وشكر وتنبيه لا بد منهما لمسؤوليها .
- مصير أمة مروهن بمقولاتها !!
- فهم وجهات النظر المختلفة أهم من الوصول إلى اتفاق !
- الغش والأعذار الغبية والتبريرات الواهية!
- قراءة في رغبة بنكيران للعودة للتسير !؟


المزيد.....




- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...
- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -ديشون- بصلية صار ...
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- أسعد أولادك…. تردد قناة طيور الجنة التحديث الجديد 2025 على ج ...
- استقبلها الان.. تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024
- “فرح أطفالك طول اليوم” استقبل حالا تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس.. الأجراس ستقرع من جديد


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - تردٍ أخلاقي وكسوفَ ثقافي وخسوف حضاري !