أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - توني جرجس توفيق - الرموز














المزيد.....

الرموز


توني جرجس توفيق
(Tony Girgis Tawfik)


الحوار المتمدن-العدد: 6339 - 2019 / 9 / 2 - 07:39
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الرموز (الكيانات الواعية):

تردَّدتُ كثيراً في كتابة هذه الكلمات والتي تعبر عن وجهة نظري في الرموز، لذلك فتلك الأفكار هي مجرد أفكار وآراء لشخص يحب الحكمة ويأمل أن يراها الجميع كما يراها هو.

إن الرموز بسيطة و معقّدة في آنٍ واحد... والأعقد من ذلك الوعي الكوني الذي يظهر في اجتماع أعمالها جميعاً.

مثال ظريف للفهم...

تخيَّل وجود مجموعة من الألواح الممغنطة المتحركة في حيز مكاني ما، ووجود كرة صغيرة من المعدن تتحرك في الفراغ ما بين تلك الألواح... من الطبيعي أن تتحرك تلك الكرة تبعاً لحركة أحد الألواح لتأثرها بالخاصية المغناطيسية،ولكن بوجود أكثر من لوحتظهَر الحركة العشوائية... تلك الحركة التي تُعَبِّر عن حاصل تأثير كل الألواح المغناطيسية... والسؤال الذي يطرح نفسه هو: هل استطاع أيّ من الألواح المغناطيسية توقّع حركة الكرة؟! مع العلم بأن كل لوح فيهم لديه القدرة على تحريك تلك الكرة... في تلك الحركة العشوائية تظهر الإجابة...

إن وجود وعي أوحد كوني لا يمنع وجود كيانات واعية أخرى تستطيع أن تُبدِع. كيانات واعية خرجت من الوعي الأوحد، تستطيع مثله أن تبدع، وأن تفكر، حتى أن ذلك الكيان له سلوك الكائنات... ولكن كيف تظهر كيانات لها قواعد وتسلك مثل سلوك الكائنات ولا تُحسب من الكائنات؟!

لفهم تلك الطبيعة، يمكن اللجوء إلى مثال بسيط...

تخيَّل وجود جهاز يستطيع الرد على الأسئلة الموجهة له عن طريق برمجته بثلاث إجابات فقط: "لا، نعم، شكراً"، وعند عرضه صادف أنْ سأله أحد الأشخاص الأسئلة التالية:
- هل تراني؟ فأجاب الجهاز: نعم...
- هل يمكن أن تأكل؟ فأجاب الجهاز: لا...
- إنك جهاز ذكي!! فأجاب الجهاز: شكرً...
بوجود ثلاث إجابات فقط مع نوع من الصدفة استطاع كيان بسيط إقناعك بوجوده، فما بالك بكيان واعٍ خرج من الوعي الكوني؟! إلا أن الكيان يختلف عن الكائن.. قد يكون أحد هذه الاختلافات هو عدم القدرة على خلق رد فعل جديد، وبالتالي فالكيانات الواعية (الرموز) هي تلك الكيانات التي خرجت من الوعي الكوني لتحيا في مستوى آخر ، نُطلِق على ذلك المستوى اسم "العالم الغير مرئي"، عالم آخر يؤثر فينا ونؤثر فيه، أو كما قال القدماء "كما فوق كما تحت". بعض تلك الرموز تعرف الوعي الكوني الذي خرجت منه، والبعض الآخر لازال يتعلم.

تلك الكياناتلها نفس سلوك الكائنات، تحارب، ترغب، وتتمرد... ولكن مَن يتمرد يقوم بِرَدِّ فعلٍ جديد!... كيف ذلك؟! هذا ما يتعلمه الرمز من تلك التي تُسمى كيانات واعية (الإنسان)... فتمَرُّد الرموز لصنعِ رد فعل أمرٌ نادر، و هو المرادِف لتطور الفكر الإنساني...من ذلك نفهم أن كل ما يقوم به الإنسان بالصدفة ويدفعه نحو الداخل هو ليس من صُنع رمز واحد... حتى أنه أكثر من محصلة تلك الرموز، إنه مِن ذلك الوعي الكوني...إن الصدفة هي أقصى ما يمكن أن يصل إليه التدبير، و الكُرة الحديدية تتحرك في مسار معلوم، وبالتالي فمعرفة الوعي الكوني أكثر تعقيداً من معرفة الرموز لاقتناع الرموز بقوتها و فرديتها.. وفي نفس الوقت تكمن معرفة الوعي الكوني في عمل كل الرموز، لذا فاستسلام الكائن لهم كاستسلام الكرة المعدنية للألواح الممغنطة يَصنع مساراً جديداً لا يتحكّم به أيّ منهم. وبالتالي فاستسلام الكائن للكيانات هو في نفس الوقت تعليم لتلك الكيانات عبر الإتيان بردّ فعل لا يعرفونه لأنه المحصّلة.

"مَن تمرَّد باستسلامه فقط يستطيع الفهم. ومَن صارت له إرادة حرة مثل أبيه فقط يعرفه. ومَن يختاره فقط هو يعرفه... البساطة أكثرهم تعقيداً..."

وبالتالي فالفهم الحقيقي لا يأتي مع مذهب أو نظرية بل يأتي مع لون، نغمة، مع إبتسامة دافئة تظهر فيها السعادة... يأتي مع المحصّلة... يأتي مع الدفء... البساطة هي أكثر صور التعقيد. ومَن فهم أن هناك كيانات واعية غيره، و أنه كائن واعٍ يُعَلِّمهم باستسلامه لهم متمرِّداً عليهم، أو يتعلم منهم، لصارت حياته مختلفة...



#توني_جرجس_توفيق (هاشتاغ)       Tony_Girgis_Tawfik#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرغبة المادية والرغبة الروحية
- الوهم.. الإيحاء..الإلهام
- القدر
- إعادة التجسّد
- ظروف في عملية التنبؤ التأملي
- عندما حاورَ الوعي
- حوار مع الوعي


المزيد.....




- تحقيق CNN يكشف ما وجد داخل صواريخ روسية استهدفت أوكرانيا
- ثعبان سافر مئات الأميال يُفاجئ عمال متجر في هاواي.. شاهد ما ...
- الصحة اللبنانية تكشف عدد قتلى الغارات الإسرائيلية على وسط بي ...
- غارة إسرائيلية -ضخمة- وسط بيروت، ووسائل إعلام تشير إلى أن ال ...
- مصادر لبنانية: غارات إسرائيلية جديدة استهدفت وسط وجنوب بيروت ...
- بالفيديو.. الغارة الإسرائيلية على البسطة الفوقا خلفت حفرة بع ...
- مشاهد جديدة توثق الدمار الهائل الذي لحق بمنطقة البسطة الفوقا ...
- كندا.. مظاهرات حاشدة تزامنا مع انعقاد الدروة الـ70 للجمعية ا ...
- مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين -حزب الله- والجيش الإسرائيلي في ...
- مصر.. ضبط شبكة دولية للاختراق الإلكتروني والاحتيال


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - توني جرجس توفيق - الرموز