أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حسن الشرع - حمار دورينمات الكربلائي برواية الجاحظ البصري














المزيد.....

حمار دورينمات الكربلائي برواية الجاحظ البصري


حسن الشرع

الحوار المتمدن-العدد: 6316 - 2019 / 8 / 10 - 17:16
المحور: كتابات ساخرة
    


صديقي الذي لم أره منذ مدة طويلة كان منشغلا في فقه التعوذ من الشيطان بعد سماع نهيق حمار..بعد ما سرني بأنه أنهى لتوه رسالة في من يرث من الناس أن انقطعت ذرياتهم ، حينها قلت له أن هذه المسألة ستؤدي بحياتك أن لم تجد سندا لها يشد أزرك وسيكون مصيرك كمصر سيبويه في المسألة الزنبورية .هذه المسألة أطلقت عليها تندرا بالمسالة البغلية ..
لا أخفيكم سرا كبيرا بأن الحسد راودني كثيرا بينما كنت أقرأ مسرحية محاكمة حول ظل حمار ليس لبلاغة النص وبساطة الفكرة بل لأن فريدريش دورنيمات تساءل في نهاية المطاف على لسان انتراكس (صاحب الحمار) بعد أن احترق بيته وباع ابنته وبعد أن خسر خصمه طبيب الأسنان عيادته وكل مايملك أجورا للمحامين ..وبعد أن كشف عدم قدرة الحاكم وزيف رجال المعبد وبعد الحريق الذي أتى على المدينة ،بعد كل هذا تساءل دورينمات على لسان انتراكس ( من فينا الحمار).
من المؤكد أن الحمار لن يحصل على أجر ظله الذي لم يحصل عليه صاحبه بل إنه لم يحصل على اجر ركوبه وهو الذي استنكر الله صوته لا لشيء غير أنه يمكن أن يكون رأى شيطانا يوجب التعوذ بالله منه برواية عنعنة أصدر صحة صدورها البخاري في صحيحه.
الحمار في واقع الحال ليس حيوانا مظلوما فقط لكنه قضية ظلم وسقوط قصدي إلى قعر التكوين الأخلاقي والفلسفي والمفاهيم الاجتماعية والدينية والاقتصادية التي تبتني عليها أو تنبثق عنها
يروي د. علي الوردي في إحد كتبه عن رجلين دفنا حمارا لهما نفق على قارعة الطريقة العامة وقررا استغلال قبره كمقام لأحد الأولياء فأقاما مقاما سرعان ما أصبحت له قبة خضراء و فناءا مهيبا كان قد جذب بعض المسافرين من بسطاء الناس ومن طالبي الحوائج فأصبح يدر عليها دخلا كبيرا لكنهما سرعان ما اختصما على المغانم فقررا الاحتكام بأن يقسم أحدهما بقدسية صاحب القبر قسما غليظا فتتم تسوية الخلاف..ربما لم تكن القصة حقيقية لكن دلالتها واضحة ..
الحمار المقدس ينتمي إلى ذات النوع المظلوم...سئم الضرب ..سئم الجوع..سئم الهزوة. .بل سئم حتى الاعتداءات الجنسية ..لكن صبره عليها كبير .فالفتوى بوطأ البهيمة توجب قتلها وحرمة لحمها ،لا لشيء إلا لأنه أعتدي عليها.
أما قدسية الحمار فهي خصلة بشرية تاتي من خلال الانبياء والأولياء والصلحاء الذين امتطوه وهي بذلك ليست خصلة فيه بل خصلة يسبغها البشرعليه.
إن فكرة الكتابة عن الحمير لها ما يبررها ليس الان وحسب بل منذ القدم في ظل دكتاتوريات الكلمة لمناسبة تكميم الأفواه وحجب الرؤية وصم الأذان وتضليل العقول تحت طائلة المقدس .
بطل حكاية الجاحظ (المعلم) صاحب الأدب الرفيع حزن حزنا شديد وأقام مجلس عزاء لام عمرو حبيبته التي لم يرها ولم يعرفها من قبل ..
ذهب الحمار بأم عمرو فلا رجعت ولا رجع الحمار
رغم أن الحمار كان يحمل جنازتها لكني اكاد أشم رائحة اتهام واضح أو على أقل تقدير هو سوء تدبير لا دليل على وجوده بدلالة قوله ما دحا الحمار (لولا انا وجدنا الحمار المضروب به المثل في الجهل يقوم في الصباح وفي ساعات الليل مقام الديكة.. إلى أن يقول( والحمار أجهل الخلق،فليس ينبغي لديك أن يقضى له بالمعرفة والحمار قد ساواه في يسير علمه )!
في تراثنا العربي فإن الحيوانات تتكلم وتنطق وساورد فحوى مكالمة هاتفية بلغة هابطة يسمونها في علم البرمجة( لغة واطئة المستوى) لا يفهمها الا الله والشيطان و دورينمات والجاحظ وأبو صابر وانا ،مكالمة بين حمار وطني رمادي مع حمار أمريكي اسود مع حفظ ألالقاب :
-عمت مساء سيدي الكريم سعادة الحمار الاسمر.
- أسعد الله صباحك فما زال الوقت مبكرا هنا في لوس انجلس.قال الحمار الأميركي.
-لماذا أنت اسود؟
-لقد جلبوني عبر الأطلسي ..لم أر امي ولا ابي..ولا بد أنهما كانا سوداوان أيضا ،لكن قل لي ياصديقي ماهو لونك انت ومن هو اباك؟قال الأسود.
-لن أجيبك كما قالت بغلة الجاحظ من صلبي ومن فرسه...قال الرمادي.
- وماالذي قالته البغلة؟قال الأميركي.
- خالي الحصان،مع أنه لم يكن لأمها لها حصان شقيق كذب محض ..الناس هنا يكذبون وقد علموا البغال لغة الكذب ذات المستوى العال.قال الرمادي مستغربا!...أما ابي فلربما انحدر من سلالة الإلهه القديمة في هذه الأرض العتيقة..
-إذن انت أصيل ،فما دلالة اصالتك؟قال الأميركي مستهزءا.
-ياصديقي ..اصالتي لا جدال فيها وبالإمكان إثباتها من خلال الباركود.
الاميركي :لك باركود؟ كيف واين؟
الرمادي:نعم باركود هو جزء من مؤخرتي…
وكيف لي أن اتاكد؟،قال الحمار الاسود الأميركي ؟ هل يمكن قراءة ذلك الباركود المزعوم؟
-ويحك!تريديني أن اكشف عن عورتي فقط لتتاكد؟.قدسية قيمنا لا تسمح ..قال الحمار الرمادي.
-طيب ساحمل إصالتك محملا طيبا كما حملت الآثام الشقراء ؛لكن قل كيف يقرأ الباركود ؟قال الأسود.
-بواسطة هاتفي المحمول ياسيدي..هو هاتفي، اتصل بواسطته واقرا باركودات ما سرق سيدي ولي فيه مآرب أخرى. إنه مصنوع في الصين...تحيا الصين التي جلبت لنا الحضارة الغالية بسعر البرسيم!.قال الحمارالرمادي.
-وهل انصفك دورينمات؟ قال الاسود؟ دورينمات عدني
آله وانا تنحدر من صلب إله..لكنه لم يتجاهل قدسيتي عندما ساق الجميع إلى مصير سيء واحتفظ بي وظلي.. واعتبر الآخرين أكثر(استحمارا)مني...لعله يتفهم القدسية بشكل أفضل ممن خدمتهم وائتمنتهم علي باركودي فلم يحفظوه.
-وما قولك في الجاحظ؟ قال الاميركي؟
-معتزلي ذمني مادحا وقرضني متهكما.
اعتزلوا الجهر..اولوا.. أشروا ..قولوا حسنا لكن بالباركود. فالقدسية قد تكون لحمار ولا تكون لنبي لم نسمع به ولن نعرفه.


















#حسن_الشرع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قفشات عتب ثقافية
- الحكومة الافتراضية(4)
- حملة انصاف قابيل
- متلازمة عمى الألوان السومري المعاصر
- قراءات في خير امة
- أغلقوا حساباتكم
- انا وداعش والعسل
- الروح الرياضية السياسية
- القطاوجي
- مواليد النسيان....كل عام وأنتم بخير
- دريول
- جز الصوف
- دفع الجزية
- بين الدعاء والفتوى...من ساجدة عبيد الى المشروع التايلندي
- قلمٌ جَلَبٌ ورأسُ كوبٍ في وِعاءِ نفطٍ
- عشيرة بريمر وثقافة الاحذية
- الغراب والوحي
- نقرتان باليمين
- صحة صدور حلم
- عبود لا يغني


المزيد.....




- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...
- مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
- مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن ...
- محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
- فنان مصري ينفعل على منظمي مهرجان -القاهرة السينمائي- لمنعه م ...
- ختام فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بتكريم الأفلام الفلسطي ...
- القاهرة السينمائي يختتم دورته الـ45.. إليكم الأفلام المتوجة ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حسن الشرع - حمار دورينمات الكربلائي برواية الجاحظ البصري