الموقع القيادي في التحالف مهدي عامل
عليه اخرس
2019 / 8 / 1 - 07:16
الموقع القيادي في التحالف
ان تكون الطبقة العاملة قطب التحالف ومحوره يعني، بكل دقة، ان تحتل فيه الموقع القيادي الذي يؤهلها لاحتلاله موقعها الاقتصادي في علاقات الانتاج الراسمالية القائمة، من حيث هي فيها، ضد البرجوازية، الطبقة المهيمنة النقيض. والموقع القيادي هذا هو، بالضبط ، موقع الهيمنة الطبقية، في التحالف الثوري.انه ، كالموقع الطليعي، موقع سياسي بامتياز، يتحدد في حقل التناقضات الثانوية، اعني في اطار هذا التحالف ، وقياسا على العلاقة بين اطرافه. وهو كالموقع الطليعي ايضا، يتحدد بالنهج السياسي للطبقة العاملة وحزبها ، لا بموقعها الاقتصادي .في حقل السياسة ،اذن ، لا في حقل الاقتصاد ، يتحدد هذان الموقعان ، دون ان يندمجا بالضرورة .الا في شروط محددة هي التي تتمكن فيها الطبقة العاملة، بقيادة حزبها الثوري ، من ان تحتل في السيرورة الثورية موقعها القيادي ، في اطار التحالف الثوري ، على قاعدة نهجها السياسي الطليعي . ولنا في بعض التجارب الثورية التي ذكرنا مثال على ذلك . لكن التمييز، كما سبق القول ، بين الموقعين ذو فائدة نفدية في فهم السيرورة الثورية.قد يكون موقع الطبقة العاملة وحزبها، في شروط محددة من تطور السيرورة الثورية، وفي مرحلة منها ، موقعا طليعيا ، دون ان يكون ، في التحالف الطبقي الثوري ، بالضرورة ، موقعا قياديا ، او دون ان يكون ، بعد،، كذلك . (اليس هذا واقع الامر في لبنان الان ؟ ).وقد يكون هذا الموقع في شروط اخرى ، قياديا، لا سيما بعد استلام السلطة ، دون ان يكون، بالضرورة ، طليعيا . ( الم يكن هذا واقع الامر، لفترة قريبة مضت ، في بولندا، مثلا، حيث تميز تطورالسيرورة الثورية بوجود تناقض بين الطبقة العاملة وحزبها نفسه، استحال فيه حزبها الذي هو اداة التغيير الثوري ، عائق هذا التغيير ، بامتياز ؟ ).لكن، برغم هذا الاختلاف والتمييز بين الموقعين ، من الممكن القول ان الشرط الاساسي لامكان وصول الطبقة العاملة وحزبها الثوري الى موقع القيادة الطبقية في التحالف الطبقي الثوري هو ان يكون موقعها في حقل الممارسات السياسية الطبقية موقعا طليعيا.فمن موقعها الطليعي هذا، وبنهجها السياسي الثوري، يمكن للطبقة العاملة ، بقيادة حزبها، ان تحتل موقعها القيادي في التحالف الثوري، لتقوم بدورها التاريخي في قيادة السيرورة الثورية، في شتى مراحلها . ومن الصعب ،ان لم نقل من المستحيل ان تقوم بدورهاهذا من موقع غير طليعي، وبالتالي ،غير ثوري .مثلا :من موقع سياسي متخلف ، في ادراكه منطق الثورة، عن ضرورات هذا المنطق ، ومهمات هذه الثورة ، وبنهج سياسي هو، في انتهازيته ، ام دوغماتيته ، اعني في عماه الطبقي ، اقرب الى نهج البرجوازية منه الى نهج الطبقة العاملة.
وهل يمكن للثورة ان تنجح بقيادة حزب غير ثوري ؟
قول لينين لا يزال ، بالطبع، راهنا : لا حركة ثورية بلا نظرية ثورية . قد تقوم ثورة ، في شروط تاريخية محددة ، من خارج الاطر الحزبية والتنظيمية القائمة، بل ضد عقلية الحزب المفترض فيه ان يكون الحزب الثوري، ضد نهجه وممارساته. بل قد تنجح حتى في انتزاع السلطة ، التي هي اداتها للتغيير ، وليس غاية بذاتها ولذاتها . كن انجاز مهمات التغيير -وهو هو نجاحها الفعلي-رهن بوجود ، او قل بايجاد حزب ثوري حقيقي قادر على تعبئة الجماهير ، صانعة الثورة ، وتنظيمها تنظيما شاملا ، سياسيا وفكريا ونفسيا وعسكريا . فتنظيمها هذا هو شرط تفجر طاقاتها ابداعا به يكون التاريخ .(اليس هذا ما يجري في كوبا ؟ اليس هذا ما يجري ، في شروط مختلفة في اثيوبيا ايضا؟ بل اليس هذا ماجرى ويجري حتى في اليمن الديمقراطي هو، في وجه منه ، اعني في وجهه السلبي نفسه ، او العكسي ، تاكيدا لضرورة الحزب الثوري في انجاز مهمات الثورة ؟ ).
قلت ان الموقع القيادي هو موقع الهيمنة الطبقية في التحالف الطبقي الثوري . وهو قول يحتاج الى توضيح وتدقيق . صحيح ان مسالة الموقع القيادي في هذا التحالف هي، على حد تعبيرالرفيق مروة ، ( مسالة لا تتقرر بفعل ارادي ...فليس هناك حزب قائد بقرار، بل هناك حزب يصل الى هذا الدور بالممارسة انطلاقا من تمثيله للطبقة الاكثر ثورية ومن برنامجه الثوري المعبر عن مصالح هذه الطبقة وعن مصالح العملية الثورية بمجملها )ص ٧٩ . ).لكن هذا لا يمنع من طرح هذه المسالة على صعيدها النظري.بل ان ضرورة السياسة ، في ممارستها الثورية ، هي التي تفرض طرحها على هذا الصعيد .
مناقشات واحاديث ص186/1/187/188
مهدي عامل
النسخ الالكتروني عليه اخرس