بير رستم
كاتب
(Pir Rustem)
الحوار المتمدن-العدد: 6268 - 2019 / 6 / 22 - 19:17
المحور:
القضية الكردية
بعض الأصدقاء علقوا أو يسألون بأن من الصعب أن يكون هناك توافق كردي كردي في روجآفا مع حجم الحقد الذي نراه من الطرفين تجاه الآخر، طبعاً هم يعتمدون على ما يشاهدونه على صفحات التواصل الاجتماعي "السوشيال ميديا" من فيسبوك وتويتر وغيرهما.. متناسياً بأن السياسة لا ترسم من خلال هذه الصفحات مع تقديرنا لدور الإعلام عموماً حيث بالأخير نحن كجزء منه -كتاب ومثقفين ونشطاء سياسيين- نحاول التأثير على سياسات الحركة وثقافة المجتمع بهدف أن يكون للصالح العام وليس لطرف على حساب طرف ولكن ورغم ذلك فإننا ندرك حقيقة السياسة وبأنها ترسم في دوائر وغرف مغلقة ولها قادتها وهكذا فإن كل هذا الخطاب والتحشيد الشعبوي الحزبوي راح يكون "حقه فرنكين" إذا تم الاتفاق على مشروع سياسي بين كل من المجلس الوطني الكردي والإدارة الذاتية وهذه لن تتوفر دون رعاية دولية والتي تحركها بالأخير مصالحها وأعتقد بات من مصلحة الغرب والأمريكان جعل كل الشمال السوري جغرافية سياسية خاضعة لها من خلال لملمة أطراف "المعارضات" المختلفة (خلافاً واختلافاً) ضمن جسم سياسي جديد ويبدو أن الرياض3 هي البداية.
بالأخير خلافاتنا الكردية في روجآفا ليست أعمق وأكثر دموية من خلافات إخوتنا بباشور كردستان، لكن وعندما دعت المصالح الغربية بجعل الكرد ورقة سياسية قوية، أجبرت الطرفين الكرديين -الاتحاد الوطني والديمقراطي الكردستاني- للجلوس والتوقيع على اتفاقية الهدنة .. واليوم ربما حان الوقت لاجبار الطرفين الكرديين الآخرين في روجآفا للسير على نفس الخطي أو ايجاد سيناريوهات أخرى بحسب الواقع السوري والكردي الخاص بنا! بالمناسبة وبخصوص حقد بعض اتباع المجلس لدرجة قبول الغريب على القريب هو ليس فقط ناتج عن حماقة وغباء سياسي حزبوي، بل كذلك عن سيكولوجية الانسان المقهور الضعيف وللأسف؛ فهؤلاء وعندما لا يقدرون مواجهة الخصم القوي -العدو الحقيقي- يلجؤون إلى من حولهم، ربما يكون صديق واخ وشريك ويجعلون منهم أعداء وذلك لتفريغ الشحنة العاطفية الحاقدة والبغيضة فوق رؤوس هؤلاء "الأعداء / الأقرباء" كنوع من حالة التعويض عن عدم مواجهة العدو والخصم الحقيقي.
#بير_رستم (هاشتاغ)
Pir_Rustem#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟