كامل الدلفي
الحوار المتمدن-العدد: 6268 - 2019 / 6 / 22 - 13:48
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في نظام التفاهة العالمي تقوم القوة الحضارية الاكبر علما وتقدما تقنيا بحصار الشعوب، وجعل البلدان اراضٍ محروقة، وسلب الدول قوتها على النمو وارجاعها الى البدائية.. فعلت ذلك في فيتنام وكمبوديا وفلسطين والمكسيك وكوبا والصومال والعراق وافغانستان و يوغسلافيا وليبيا واليمن ،والان تصعّد من اشباح الحرب و الدمار في سماء الخليج العربي المتخاذل جبنا معها لحرق ايران، القابضة على فكرة الاستقلال الوطني بقوة وبحق الشعوب في ممارسة الاجتهاد العلمي وامتلاك عوامل التقنية والعلوم واللحاق بركب التقدم ...سنكتوي جميعا بجمرة الحرب ونسكت مثل الدجاج حائرا بحرارة التفقيس ، أبله هو المثقف العربي حين يدق على طبول الحرب لتدمير ايران ، من دون وعي سوى انها تختلف في اجتهادها الاسلامي، ويقف في مقدمة الامة مطبلان كبيران المحمدان بن سلمان وبن راشد الغلامان المعجبان ببرازهما .. يسكت المثقف العربي ويغرق بطائفيته وشوفينيته كما وقف بالامس مع القاعدة وداعش ضد العراق وسوريا بل يصف اليوم مع نتنياهو وترامب لتدمير ايران دون ان يعي بان وراء الحرب اسبابا منها الطبيعة التوسعية للكولونيالية الاميركية، وعدم تطبيع ايران لعلاقاتها بالكيان الصهيوني ،وان ذلك ما تراه اميركا حجر عثرة في الطريق متجسدا بايران.
يحتاج المثقف العربي ان يتزود بقراءة عن صورة اميركا من الداخل بقلم مفكريها الانسانيين ومناضليها الديمقراطيين معارضي نهجها البربري ، فلنقرأ جميعا سيرة حياة المناضل الديمقراطي الاجتماعي والمفكر والمؤرخ والكاتب المسرحي هوارد زين صاحب كتاب «التاريخ الشعبي للولايات المتحدة الأميركية" والذي عد بسببه بانه لم يكتب التاريخ فحسب بل اشترك بصناعة التاريخ، حين جعل التاريخ مكتوبا بلسان الطبقات المسحوقة من زنوج وهنود حمر وعبيد ومكسيك وبصم بان محرك اميركا يسير بدماء وعرق ودموع هؤلاء المغلوبين، ويقول قدس سره الشريف: (كيف يمكن ان تشن حربا على الارهاب،والحرب هي بحد ذاتها ارهاب) ونحتاج قراءة نعوم تشومسكي المفكك العتيد لافكار ورؤى ومخططات وبرامج الغزو الاميركي للارض..وراصد العذابات الانسانية تحت ظلاله ..متى يمتلك النخبة العرب ساسة ومثقفين قدرة الوقوف بشجاعة امام الوحش الاميركي ونظام تفاهته الفاقع؟ ويكفوا عن رغاليتهم الحمقاء كأدلاء ومطبلين على ابناء جلدتهم..
#كامل_الدلفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟