أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - حول قِبطية چورج سيدهم!














المزيد.....

حول قِبطية چورج سيدهم!


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 6262 - 2019 / 6 / 16 - 00:45
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الحقيقة أن الفنان "جورج سيدهم" ليس فقط محظوظًا بزوجة استثنائية "ثمنُها يفوقُ اللآلئَ"، بل محظوظٌ كذلك بمحبة الناس، مثلما نحن محظوظون بوجوده في حياتنا. فهو يقفُ على تاريخ كوميديّ ودرامي ومسرحيّ شاهق، حصدَ به قلوبَ الجماهير. ولهذا يقيمُ له المُحبّون والأصدقاءُ عدّة حفلاتٍ لعيد ميلاده كلَّ عام، حُبًّا لشخصه واحترامًا لتاريخه المشرّف، وتقديرًا لزوجته الفريدة التي أهدته سنواتِ عمرها لرعايته في مرضه الصعب الذي أقعده منذ حوالي ربع قرن من الزمان. وتفي كلِّ حفل تشاركُ دوائرُ مختلفةٌ من الأصدقاء والأقرباء. على أنَّ حفل عيد ميلاده الأسبوع الماضي، الذي تشرَّفتُ بحضوره، نال حظًّا أوفرَ من التغطية الإعلامية، فأثار بعضَ اللغط والضجَّة، حين ظنّ الناسُ أنه عيد الميلاد الوحيد، فانتقدَ بعضُ الكتّاب والإعلاميين غيابَ هذا، وغياب تلك.
أما الزميل الأستاذ "سليمان جودة"، فقد كتب في جريدة "المصري اليوم" مقالاً عنوانه: “جورج ليس قبطيًّا"! وفي المقال انتقد بقسوة غياب "المسلمين" عن الحفل، باعتبار أن "جميعَ" من شاركوا في عيد ميلاده كانوا "مسيحيين"! مُتجاهلاً وجودي ضمن المشاركين، رغم انتشار صوري مع جورج وزوجته وجميع من شاركوا في الحفل، في الصحف والمواقع والصفحات. والحقيقة أن تجاهله وجودي "كمسلمة" في الحفل ليس هو المشكلة الوحيدة في المقال. المشكلة الأكبر هي أن الزميل العزيز قد "صنّفَ الناسَ عَقَديًّا"، وهو ما نكافحُه نحن التنويريين! فتنميطُ الناسِ وتقسيمهم وفقَ العقيدة، هو أحدُ معاول الفاشية الدينية التي تهدم المجتمعات، والتي نحاربها نحن الشارع الثقافي، ومن ضمننا الزميل العزيز "سليمان جودة"!
ولكن أخطرَ ما ورد بمقال الأستاذ جودة، هو عنوان المقال ذاته، في الحقيقة. “جورج ليس قبطيًّا"! والكاتبُ يريد أن يقول إن الفنانَ الحقيقيَّ أكبرُ من التصنيف الطائفي؛ حيث أن "جورج سيدهم" يتجاوزُ كونه قبطيًّا إلى كونه مصريًّا؛ لأنه فنانٌ كبير. وهذا حقٌّ. لكن المشكلة أن الكاتبَ حين أراد أن ينفي عن الفنان المحدوديةَ العقدية والتصنيفَ الطائفي، وقع بدوره في التصنيف الطائفي؛ حين أقرَّ بأن حضورَ الحفل مسيحييون جميعُهم؛ بدلًا من أن يقول إنهم أصدقاءُ "مصريون" مُحبّون لفنّ فنان جميل، دون النظر إلى عقائدهم. ففعل الأستاذُ "سليمان جودة" ما انتقده في الآخرين!
أما الإشكاليةُ الأخطر في عنوان المقال فهي استخدامه لكلمة (قبطي) في غير معناها الصحيح. فالجميعُ بات يعلمُ الآن أن (قبطيَّ) تعني (مصريّ). والكلمةُ تحويرٌ لعبارة باللغة المصرية القديمة هي: (ها كا بتاح)، أي (منزل روح الإله بتاح). بتاح هو واهبُ الحياة، في الأدبيات المصرية القديمة، ومنزله: مصرُ. وتطورت الكلمة إلى هكبتا- كبت- -قَبَط- ثم إيخبتوس- إيجبتوس (بدخول الإغريق مصر)، ومنها جاءت كلمة إيچبت Egypt مصر. فالقبطيةُ إذن (عِرقٌ) وليست (عقيدة). وبهذا يكون "جورج سيدهم" (قبطيًّا) لأنه مصريٌّ. مثلما الأستاذ "سليمان جودة" (قبطيٌّ) لأنه (مصريٌّ) أيضًا. فجميعُنا، نحن المصريين، (أقباطٌ) بحكم العِرق والچين والسلالة والميلاد والانتماء، وإن اختلفت عقائدُنا. وبالتأكيد يعلم الأستاذ "سليمان جودة" كلَّ ما سبق، لكنه استخدم المعنى (الاصطلاحيّ) للكلمة كما هو الدارج. وهو ما نحاول تصحيحَه في مفهوم العامة؛ لكي نُسمّيَ الأشياءَ بأسمائها الصحيحة. والحقيقةُ أنني هاتفتُ الأستاذ "سليمان جودة" فور قراءتي لمقاله، ولفتُّ نظرَه إلى وجودي في حفل عيد الميلاد، ووعد بتدارك الأمر والتنويه عن ذلك، لكنه نسي فيما يبدو.
كلَّ عام وجميع (الأقباط) في كل العالم، مسيحيين ومسلمين، بكل خير. كل عام وجورج سيدهم جميلٌ، نجتمعُ حول محبته على شرف زوجته الجميلة د. ليندا مكرم. وكالعادة: “الدينُ لله، والوطنُ لمن يحبُّ الوطن.”
***



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محاولةٌ أخرى للتنفّس
- عيد ميلاد جورج سيدهم
- سهير، آنجيل … ماتَ معهما … كلُّ شيء!
- 1 يونيو … عيدًا مصريًّا
- محمد عبده يُشرقُ في سماء الأوبرا القاهرية
- كتابٌ … يبحثُ عن مؤلف!
- أنا أفريقية وأفتخر!
- أطفالُ السجينات ... فوق كفِّ السيدة الجميلة
- محمد ممدوح … صمتُه كلامٌ!
- الصحوةُ من الصحوة … وارتزاقُ الأصفار!
- محمد عبده وطلال … يراقصان صِبانا
- شافت الصليب قالت: والمصحف مانا واخدة تمنه!
- الطريدة
- كونوا طيبين … حتى تطيرَ بالوناتكم!
- دموعي … بين يدي الأبنودي
- القيامة … البابا … رمضان … النقشبندي
- مصرُ التي … على صفحة العائم
- حوار مع متطرّف: نعم … أنا متطرّفة!
- مَن يقرعُ الأجراسَ في باريس؟
- الملك لير … سرُّ عظمة مصرَ


المزيد.....




- لوباريزيان: سجن 3 طلاب أرادوا إنشاء دولة إسلامية بفرنسا
- “هالصيصان شو حلوين”.. اضبط تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 ...
- “شاور شاور”.. استقبل تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ال ...
- قصة الاختراق الكبير.. 30 جاسوسا معظمهم يهود لخدمة إيران
- بالفيديو: خطاب قائد الثورة الإسلامية وضع النقاط على الحروف
- السفير الديلمي: كل بلدان العالم الاسلامي مستهدفة
- مقتل وزير اللاجئين في حركة طالبان الأفغانية بانفجار في كابول ...
- المرشد الأعلى الإيراني: الولايات المتحدة والنظام الإسرائيلي ...
- المرشد الأعلى في إيران يعلق على ما حدث في سوريا
- بابا الفاتيكان يوجه رسالة للقيادة الجديدة في سوريا


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - حول قِبطية چورج سيدهم!