|
كتاب فلسفة الثورة للكاتب منصور بختي دحمور رؤية فلسفية للمظاهرات السلمية وحركة التحرر
محمد حسن عبه
الحوار المتمدن-العدد: 6233 - 2019 / 5 / 18 - 21:31
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
كالكثير من الباحثين عبر التاريخ المعاصر تصدر لهم كتابات في خضم معركة التاريخ الراهني لفترة ما، فقد صدر حديثا في الشهر الأول من المظاهرات السلمية التي تشهدها الجزائر كتاب جديد تحت عنوان: "فلسفة الثورة" للكاتب منصور بختي دحمور والذي يتحدث فيه عن الحراك الشعبي ذاته وكأنه محاولة حذرة للحفاظ على كل ما داخل التراب الوطني من توجيه الشعب نحو الأهداف التي لا يريدها، حيث نجد الكثير من التحليلات الاجتماعية والفلسفية التي تنطوي تحت علم الاجتماع السياسي الذي ظهر بعد الحرب العالمية الثانية ليسد الفراغ الموجود بين السياسة وعلم الاجتماع.
يتكلم الكاتب عن مسألة الانتفاضة الشعبية فيما يتعلق بما يسميه تغير الذهنيات الاجتماعية حيث يمكن أن يكون الجدل متعلقًا بالجانب الاجتماعي ومسألة التغيير المفاجئ في "الروح الجماعية "الشعوب".
ويشير إلى ما يسميه "الثوريون الجدد" الذين يبتكرون وفق عالمهم الخاص نوعا جديدا من الكفاح والنضال من أجل الحرية والعدل والمساواة لبنا ما يسميه بالجمهوريات الجديدة التي تخالف في وصفها الجمهوريات المعروفة والتي تجعل من العدل والرقابة على الحاكم خضوعه لسلطة القضا والسلطة الشعبية أساسا للحكم، مع ملاحظة نوع جديد من التغيير الذي يبرز من أجل التوافق مع ما يسميه "حروب الجيل الخامس".
كما يتطرق الكاتب بوجهة نظر فلسفة التاريخ إلى الظروف الاجتماعية والتاريخية التي تصنع الثورة والكفاح الاجتماعي، والتي تتشكل ، حسب كلماته ، من "التراكم التاريخي" الذي تعيشه الشعوب، ذلك التراكم الذي يسمح بتكوين شعور جماعي بين تلك الشعوب المتمردة والذين لا يريدون إلا التغيير.
كما تجدر الإشارة إلى أن هناك تقسيما جديدا ابتكره الكاتب من خلال تقسيم الثورة إلى نوعين هما: ثورة ذاتية وثورة موجهة، ويؤكد أن "مرحلة توجيه الثورة تشكل أكبر خطر على الحركة الشعبية الجزائرية، لأنها لا تأخذ في الاعتبار وحدة الصفوف ومبادئ هذه الثورة نفسها"، في حين ينتقد دور وسائل الإعلام والمفكرين والأموال القذرة، وكل ما يمكن استغلاله من قبل السلطة المستبدة أو حتى الدول الأجنبية الراغبة في التلاعب بالشارع وكسر الثورة السلمية، الأمر الذي يعطينا صورة واضحة أن الكاتب يرد بشكل صريح على فلاسفة الغرب الذي يعملون على توريط البلدان العربية في مستنقع الثورات العميلة التي تخدم المصالح الأجنبية في إشارة واضحة إلى مخططات الفيلسوف برنارد لويس و برنارد هنري ليفي وكأن الكاتب يحذر بشكل صريح من سيناريوهات ثورات الربيع العربي ومخلفاتها.
لا يدخر م.ب. دحمور جهدا في إعطاء التوجيهات حول كيفية مقاومة تحريف أهداف الثورة عن طريق القوى المضادة للثورة، فبالنسبة له، يمكن أن تتخذ الثورة شكلين: ثورة شعبية وثورة أفراد، بحيث يحذر من من استغلال الثورة حيث إن فلاسفة الغرب يستحضرون الثورة كمفهوم اجتماعي في نفس الوقت الذي يعملون فيه على إجهاضها وتوجيهها، وتقلد العملاء للزعامة كقادة لهذه الحركة ذاتها.
يثير الكاتب مسألة الصراع بين "الهوية الوطنية و الهويات الأخرى" من خلال التذكير بالخطر الذي يمكن أن يأتي من طرف "الطابور الخامس" داخل الثورة السلمية، أو ما يسميه "الأيدي الخائنة" أو "الحركى الجدد"" لتقسيم البلاد وجرها إلى صراعات أهلية عن طريق استغلال مقومات عرقية ولغوية.
فيما نراه يتحدث عن مفهوم جديد فلسفي للإيديولوجيا و "خطر الأيديولوجيات في الثورة الشعبية" التي يمكن أن تخلق صراعات وحروب طائفية داخل الثورة نفسها، وهو يعتقد أن هذه الأيديولوجيات لا يمكن إلا أن تخلق أوهام داخل هذه الحركة الشعبية، فيما يرى أن الحل يكمن في تبني "فكرة وطنية" موحدة ، لتجنب أي خطر يهدد البلد، وهو يعالج الأخطار الكامنة في "الحراك الجزائري" بمجرد إزاحة نظام الطغيان عن السلطة فوفقا له ، يكمن الحل في العودة إلى فكرة الوحدة الوطنية وقيمة الدفاع عن السلامة الإقليمية للوطن، إنه يؤمن بالنموذج الجزائري الذي يفتح حقبة جديدة للثورات المستقبلية، والتي يسميها "الثورات الواعية" التي تلد "جمهوريات راشدة".
يرى مؤلف "فلسفة الثورة" أن السنوات المقبلة ستعرف سقوط ما يعتبره "ممالك عربية ونهاية عصر الملكية"، فيما يرى بالتأكيد أن أوروبا لن تنجو من كارثة واسعة النطاق لتشكيل جمهوريات جديدة تطيح بالأنظمة الملكية، كما يؤكد على أن العالم الإسلامي سيشهد تأسيسا لاتحاد للجمهوريات الإسلامية أو كومنولث إسلامي يكون فيه الصراع بين الشرق والغرب صراعا حتمًا الأمر الذي نراه واضحا في العديد من الدراسات الغربية التي تعمل الحكومات الأوروأمريكية على إحباط تنبؤاتها، مما يشير إلى مأساة إنسانية في العالم في السنوات القادمة قد تعيد تشكل خارطة العالم السياسية وتحولا جذريا في الفكر العالمي.
#محمد_حسن_عبه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قراءة في ديوان -هكذا كلمني القصيد- للشاعر دحمور منصور
المزيد.....
-
حزب الفقراء، في الذكرى 34 لانطلاقته
-
تركيا تعزل عمدة مدينتين مواليتين للأكراد بتهمة صلتهما بحزب ا
...
-
تيسير خالد : سلطات الاحتلال لم تمارس الاعتقال الإداري بحق ال
...
-
الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
-
هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال
...
-
الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف
...
-
السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا
...
-
بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو
...
-
حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء
...
-
الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا
...
المزيد.....
-
الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي )
/ شادي الشماوي
-
هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي
...
/ ثاناسيس سبانيديس
-
حركة المثليين: التحرر والثورة
/ أليسيو ماركوني
-
إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات
...
/ شادي الشماوي
-
المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب -
...
/ شادي الشماوي
-
ماركس الثورة واليسار
/ محمد الهلالي
المزيد.....
|