|
آفاق انهاء العراق التعاون العسكري مع أمريكا
فالح الحمراني
الحوار المتمدن-العدد: 6233 - 2019 / 5 / 18 - 14:34
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
آفاق انهاء العراق التعاون العسكري مع أمريكا فالح الحمـراني رسخت أمريكا وجودها العسكري في العراق أكثر، منذ بداية العملية العسكرية ضد داعش،. وفي خريف عام 2014، وبمبادرة من الرئيس الأمريكي آنذاك باراك أوباما، تم تشكيل التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب لمحاربة داعش. وقدم سلاح الجو الأمريكي مساعدة كبيرة للقوات المسلحة العراقية في قمع مراكز مقاومة داعش في سياق العملية العسكرية للاستيلاء على الموصل. ويرابط حاليا في العراق 5200 جندي أمريكي، وتنتشر في البلاد خمس قواعد عسكرية أمريكية. وبعد النصر العسكري على داعش تغيرت أهداف وغايات الوجود الأمريكي في العراق. ووفقا لاعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في شباط الماضي فان الهدف الرئيسي للجيش الأمريكي في العراق هو" مراقبة النشاط المدمر لإيران". وفي هذا الصدد، تتصاعد الأصوات في الأوساط السياسية العراقية، الداعية بإصرار اكبر إلى وقف محاولات جعل العراق ساحة معركة بين الولايات المتحدة وإيران، وسحب القوات الأمريكية من هذا البلد العربي. بعد فترة وجيزة من زيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى بغداد في 11 آذار، شكر محمد الحلبوسي ، رئيس البرلمان العراقي، الولايات المتحدة على إسهامها في انتصار العراق على داعش. وفي حديثه في مؤتمر صحفي يوم 29 آذار، أشار إلى أن التحالف المناهض للإرهاب قدم لقوات الأمن العراقية مساعدة كبيرة في مجال الاستخبارات. واعرب السيد الحلبوسي عن الثقة أن الإرهابيين هم الفائزون في حالة قطع التعاون العسكري بين الولايات المتحدة والعراق. في الوقت نفسه، لا يشارك الكثير من السياسيين العراقيين النافذين وجهة نظر رئيس البرلمان. فبعد ثلاثة أيام من تلك التصريحات، قال نائب في البرلمان العراقي يمثل كتلة الفتح إن ائتلافه "يرفض رفضًا قاطعًا وجود قوات عسكرية أجنبية في العراق" ودعا إلى انسحاب الوحدة الأمريكية التي قوامها 5200 جندي من أراضي العراق. وحذر زعيم عصائب أهل الحق، الشيخ قيس الخزعلي، الأميركيين بشدة: إذا لم تغادر القوات الأمريكية طواعية، فلدينا وسائل أخرى لم يعرفها الأميركيون بعد، لإقناعهم أن يفعلوا ذلك. وجاء بيان الخزعلي هذا بعد زيارة قام بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قاعدة "الأسد" الأمريكية في العراق. وكانت هذه الزيارة قدر رُتبت بشكل وقح وفظ. ولم يرغب رئيس الولايات المتحدة في زيارة بغداد، وحتى الجزء العراقي من القاعدة للقاء كبار القادة العراقيين بحجة تهديد أمنه. لقد أثارت تصريحات البرلمانيين العراقيين بالفعل أول رد فعل من واشنطن. وقال مايكل نايتس، الباحث في معهد جورج واشنطن، الذي يحتفظ بعلاقات وثيقة مع كبار الضباط الأميركيين في العراق:"إذا كنا نعتبر ضيوفاً غير مرغوب فيهم، ولا تستطيع جيوبنا تحمل العبء المالي، فماذا نفعل بحق الجحيم في العراق" ؟ ". وعلى الرغم من حقيقة أن الرئيس العراقي برهم صالح ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي قد أكدا مرارًا وتكرارًا على الحاجة للوجود العسكري الأمريكي على ضوء الهجمات الإرهابية المتكررة التي شنها تنظيم داعش، إلا أن الخلافات السياسية الداخلية وضعت تطوير التعاون العسكري بين البلدين موضع تساؤل. بالطبع، أن القيادة العراقية لن تقرر في المستقبل القريب طرد القوات الأمريكية، لكن الأزمات الدبلوماسية العديدة بين العراق والولايات المتحدة قد تؤدي إلى تمزق العلاقات العسكرية. يكفي أن نتذكر الحادثة التي وقعت في سبتمبر من العام الماضي، عندما أطلق مجهولون خلال الاحتجاجات الجماهيرية مدينة البصرة 5 صواريخ على القنصلية الأمريكية هناك. لحسن الحظ، لم يصب أي من الدبلوماسيين الأمريكيين. وسارعت وزارة الخارجية الأمريكية إلى إلقاء اللوم على التشكيلات المسلحة الموالية لإيران، وعلى الرغم من حقيقة أن المتظاهرين أشعلوا النار في وقت واحد بالقنصلية الإيرانية العامة في البصرة، ومقر الأحزاب الشيعية الموالية لإيران. ، وقرر الأمريكيون بعد هذا الحادث إغلاق البعثة الدبلوماسية في البصرة، وهو أمر أسفت عليه القيادة العراقية. وقال السفير العراقي لدى الولايات المتحدة فريد ياسين في مقابلة مع وسائل الإعلام الأمريكية في شباط من هذا العام: "إذا استطعت ( الكلام للصحفي الذي اجرى المقابلة) إيصال وجهة نظري إلى وزارة الخارجية، فقل لها أننا نأسف لما حدث ونود استئناف عمل القنصلية الأمريكية في البصرة". ومع ذلك، لا يشارك جميع السياسيين العراقيين رأي سفيرهم لدى الولايات المتحدة. على سبيل المثال، قال ابو مهدي المهندس، عضو البرلمان العراقي عن تحالف الفتح، وكان سابقا أحد القادة الميدانيين للحشد الشعبي إن القنصلية الأمريكية كانت متورطة في خلق الأزمة. في محافظة البصرة. بدوره، أفاد تقرير وزارة الخارجية الأمريكية أن العراقيين المحليين الذين تعاونوا مع القنصلية (اقرأ عملاء الخدمات الخاصة الأمريكية) تعرضوا للتهديد من قبل مقاتلي الحشد الشعبي. في 28 نيسان، انتقد زعيم كتلة سائرون وأحد أكثر السياسيين شعبية وتأثيراً في العراق، السيد مقتدى الصدر، السياسة الأمريكية في العراق. ومع ذلك أعرب السيد الصدر في الوقت نفسه، عن استيائه من السياسة الإيرانية. وطالب واشنطن بوقف إشراك العراق في الصراع الأمريكي الإيراني، واقترح في حال استمرار هذه العملية، إغلاق السفارة الأمريكية في بغداد. وعبر السياسي العراقي عن قلقه من أن بعض القوى تجر العراق إلى صراع بين الولايات المتحدة وإيران، ودعا إلى اتخاذ عشرة إجراءات لمنع ذلك. وتشمل هذه إغلاق السفارة الأمريكية في العراق، وكذلك انسحاب الميليشيات الشيعية العراقية من سوريا. وقال ما معناه إن قلقه يزداد يومًا بعد يوم، عندما يرى تدخلين في الشؤون العراقية من قبل معسكرين (إيرانيين وأمريكيين ). ووفقًا للسيد لمقتدى الصدر، فإن ضعف الحكومة العراقية والصراعات الداخلية والفساد العام جعل العراق مدينًا لكلا الطرفين، ووضعه في خط المواجهة الخطير بين الولايات المتحدة وإيران. وطالب السيد مقتدى الصدر بإغلاق السفارة الأمريكية في العراق، مشيرًا إلى أنه إذا بدأت الأعمال العدائية بين الولايات المتحدة وإيران، فستصبح هدفًا لمقاتلي "المقاومة" العراقيين. وفي الوقت نفسه، اقترح سحب الميليشيات الشيعية العراقية من سوريا وإنشاء آلية دائمة للتشاور بين إيران والعراق والمملكة العربية السعودية لوضع تدابير لبناء الثقة في المنطقة. ويسود الآن في النخبة السياسية في العراق الخوف من الانجرار إلى صراع أمريكي إيراني مع ما ينطوي عليه من عواقب غير متوقعة. لقد تعب العراق وشعبه من 16 عامًا من عدم الاستقرار، الذي نشب في البداية من مواجهة بعض القوى والشرائح الاجتماعية الاحتلال الأمريكي، ثم ضد الجهاديين والإرهابيين. وفي الوقت نفسه، يرغب عدد كبير من السياسيين في بغداد في أن تقيم بلادهم علاقات متبادلة المنفعة مع كل من إيران والولايات المتحدة. في الوقت نفسه، تريد واشنطن أن ترى في العراق ليس حليفا لها بالمعنى المعروف للتحالف، وإنما ذنبا يدور في فلكها، ويوافق بدون تردد على المغامرات الأمريكية في المنطقة. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ *اعتمدت المادة على دراسة للباحث السياسي المهتم بشئون الشرق الأوسط الكسندر كوزنيتسوف
#فالح_الحمراني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تأملات في مشروعية السلطة
-
تجار الحروب في منطقة الشرق الاوسط
-
تنبؤات متشائمة للوضع الإنساني بالعراق في عام 2019
-
في خلفيات الصراع على تشكيل الحكومة العراقية الجديدة
-
وجهة نظر من روسيا بانتخاب رئيس العراق الجديد
-
ماذا بعد وصول منظومة أس 300 لسوريا؟
-
سمات الحضارة الجديدة برؤية مدرسة موسكو الاجتماعية.
-
زخاروفا تتحدث عن النزعات الإيجابية والسلبية في تطور الوضع ال
...
-
العراق بين -محور الشر!- و-الشيطان الأكبر!-
-
من يخاف التحالف الروسي الصيني؟
-
موسكو: هروب -الخوذ البيضاء- من سوريا بدعم اجنبي يكشف عن هويت
...
-
حكومة بغداد تستجدي المانحين لتطبيع الوضع الإنساني!
-
هل للاحزاب الشيوعية العربية من مستقبل؟
-
الخارجية الروسية تحذر من عواقب الهجوم على ميناء الحُديدية في
...
-
المشكلة الكردية في الأجندة الروسية
-
في مرآة الصحافة الروسية : نتائج وتداعيات الانتخابات البرلمان
...
-
قراءة روسية للانتخابات البرلمانية في العراق
-
تأملات رائد فضاء روسي
-
ناؤومكين عن سوريا والعراق
-
روسيا ترد على القصف الغربي لسوريا
المزيد.....
-
الثلوج الأولى تبهج حيوانات حديقة بروكفيلد في شيكاغو
-
بعد ثمانية قرون من السكون.. بركان ريكيانيس يعيد إشعال أيسلند
...
-
لبنان.. تحذير إسرائيلي عاجل لسكان الحدث وشويفات العمروسية
-
قتلى وجرحى في استهداف مسيّرة إسرائيلية مجموعة صيادين في جنوب
...
-
3 أسماء جديدة تنضم لفريق دونالد ترامب
-
إيطاليا.. اتهام صحفي بالتجسس لصالح روسيا بعد كشفه حقيقة وأسب
...
-
مراسلتنا: غارات جديدة على الضاحية الجنوبية
-
كوب 29: تمديد المفاوضات بعد خلافات بشأن المساعدات المالية لل
...
-
تركيا: نتابع عمليات نقل جماعي للأكراد إلى كركوك
-
السوريون في تركيا قلقون من نية أردوغان التقارب مع الأسد
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|