جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 6212 - 2019 / 4 / 26 - 23:10
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
ذكريات ولد كوردي 27
الديوانية - طلال هاتف
لعبت الديوانية دورا مهما في حياة عائلتنا الكوردية بعد نقل والدي (معلم المدارس الابتدائية) من راوندوزالى الجنوب في عهد الزعيم عبدالكريم قاسم فالى جانب كونها كانت مدينة حبيبتي و جارتنا الجميلة ليلى عبد فانها كانت ايضا المدينة الاولى التي احتك فيها مع العامية العربية الجنوبية و اهل الديوانية و الشيعة. اكملت السنة الدراسية الاولى و الثانية في متوسطة الديوانية في الديوانية قبل نقلنا الى بغداد.
كان معي في المتوسطة في نفس الصف زميلي طلال هاتف مع اخيه حسين هاتف و اعتقد ان طلال كان يكبر حسين بسنة او سنتين و في العام الماضي 2018 حاولت عن طريق محرك غوغل البحث عن زملائي في متوسطة الديوانية لانها تحمل اجمل ذكرياتي في الجنوب و لكني لم اتذكر الاسم الكامل الا للقلة و كان زميلي طلال من بينها. كانت المفاجأة كبيرة عندما اكتشفت مقال خاص للاخ حميد الكفائي (الذي كان طالبا من طلابه مما يدل على التأثير الكبير الذي تركه استاذ طلال عليه) عن الاستاذ طلال هاتف على موقعه.
فرحت جدا برؤية صور جديدة لصديقي و رغم البعد الزمني كان سهلا عليّ جدا معرفته. طلبت من الاخ الكفائي ابلاغ تحياتي لزميلي العزيز و تزويدي برقم هاتفه و لكنه قال بان الاخ طلال لا يوجد على المواقع الاجتماعية و لا يستخدم الايميل و لكنه سيبلغه تحياتي في اقرب فرصة ممكنة و فعلا و بعد فترة قصيرة وجدته على الفيسبوك و اتصلت به في احدى الامسيات.يمكن قراءة مقال الاخ حميد الكفائي على موقعه هنا:
http://www.alkifaey.net/4976.html
اتاني الامس الخبر بمرور 40 يوما على وفاته كصدمة لم استطع النوم بعد سماعه و انا افكر فيه باستمرار رغم مرور هذه الفترة الطويلة على فراقنا. لم يتغير صوت طلال و لم تتغير ملامحه ابدا و كانما كنا مع بعض في المدرسة في الامس القريب - كان طلال شابا مرحا يحب المزح - تعلمت منه لهجة شباب الديوانية و اصبح لديّ رمزا لمدينة الديوانية فتحول طلال الى ديوانيتي - اتذكر الى الان (شقاوته و ضحكه) و خفة دمه. هناك في طلال ولاء و اخلاص ابدي لمدينته لم يتركها رغم تدهور الاوضاع السياسية و الاقتصادية و كلما تذكرت الديوانية و ليلى اتذكر طلال كجزء لا يتجزء من ذكرياتي الجميلة.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟