حكمت حمزة
الحوار المتمدن-العدد: 6212 - 2019 / 4 / 26 - 00:22
المحور:
الادب والفن
تضيع كل الكلمات...
في بضع اللحظة الأولى...
أجمع شتاتي من بين تفاصيل الزمن...
أضعها في عبثية المجانين...
وبراءة الأطفال...
حيث يبدأ اللقاء...
تخالطني سيول السعادة...
وخيوط ترانيم الحزن...
في تلك اللحظة...
حين التقينا في المرة الأولى...
عندما اختلطت أهازيج الوصال...
بتعازيِّ الفراق...
وأسوأ ما في اللقاء...
أنه أولى آيات الفراق...
* * *
لا عزاء لكل كلماتي...
إن تمخض الليل عن فجر جديد...
ليس كل نور يستطاب به...
إن أفشى كل ما تهدم فينا...
بعد أن خبأه الليل عن الأبصار...
ما أفعل بفجر...
يفضح كل جروحي التي تنزف عشقا...
ويحرق برماح شمسه...
كل بقايا زهرة كانت تناضل كي تبقى...
ورائحة الشوق تنساب لتجويف الفؤاد...
وتقتلع معها كل كلمة تنبض...
ليصمت القلب...وتتحدث العبرات...
* * *
يأبى الحب أن يتمزق وحيدا...
فيمزق معه كل الذكريات الجميلة...
ويمزقني أنا، وكل ضلوعي وما سكن فيها...
تتناثر اللحظات الجميلة...
وتترك أثرها على الجدران...
تعزف لي لحنا متجمدا...
يحرقني كي يذوب وأسمعه...
في ثناياه سم حلو المذاق...
يتجرعه كل متولع مشتاق...
يلتقمه كؤوسا متتالية ...
ويلفظه آها منتشرا في كل الآفاق...
* * *
كيف أقنع تلك الورود التي أهديتها...
أنها ذبلت بلا ذنب ولا مقابل...
وأنني لم أسلبها ألوانها وعطرها...
وهل لي من سبيلٍ...
لمحو جريمتي التي ارتكبتها على السطور...
لقلم نزف حبرا رقراقا...
ولفظ أحباره الأخيرة...
حتى النسمات لم تعد قادرة على حمل كلماتي...
كل شيء أصبح هزيلا ويحتضر...
مرض بلا دواء...
ضحكات فقدت شفاها كانت تبتسم...
ولا سبيل للعودة...
أصبحت المسافات بين شطآن الجراح...
شاسعة جدا يستحيل معها الالتئام...
بعضي بأقصى الشرق...
وأنا بأقصى الغرب...
حزن العمر، حين جعلت منها حياتي...
فاختطفها مني...ورحل
====================
25/04/2019
21:30
#حكمت_حمزة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟