محمد هالي
الحوار المتمدن-العدد: 6207 - 2019 / 4 / 21 - 03:55
المحور:
الادب والفن
عشق من داخل المعركة
محمد هالي
ليلى المعشوقة، ترتاح تحت ظل صنوبر،
قاحط،
تنتظر العاشق الولهان،
العاشق شارد بين دبابات،
و بنادق كثيرة..
يخفيه الرمل،
و بعض التلال المنحنية جهة الهضبة،
و هو يقاتل..
يقاتل..
وجه الحبيبة لا يفارقه،
الحبيبة تتلوى على قش ذابل،
البهائم تشم رائحتها،
ترفع رأسها جهة التلال البعيدة،
لا كلأ يكفي..
لا ماء يروي عطش الشمس الحارقة،
بندقية الحبيب تُصوب بعض الرؤوس،
تصطاد جثثا،
أجسادا تعودت على الإحتلال،
و هو يقاوم،
يقاوم..
صوب العشق الدافئ،
بشعور قلب لاهت،
اتجاه جينات الحياة
الجديدة،
حبيبته في انتظار يوم الميعاد،
عرس تنشده رايات دول،
أمم تقاتل بأيدي غريبة،
تصطاد الماس من آبار كثيرة،
بيت الحبيبة من حجر،
لونها كواحة ذابلة،
بلح تنقصه الحلاوة،
و أشجار نخيل لم تعد كافية لرعي البشر،
الحبيب لازال متربصا بالعدو،
تحييه ذكريات الحبيبة،
ابتسامات القمر، كذبذبات ثغرها..
شكلها لا تخفيه فزع الموت،
لا تدفنه أصوات المدافع،
و أزيز الطائرات،
تلهمه،
كي يقاتل،
يقاتل..
الحبيبة في شبق الألم،
كعشق في متاهة الحلم المتصاعد،
الحبيب في سفرية غريبة،
كالمتاجرة بالحياة،
الحبيب تائه في مكان ما،
و حين استيقظت ذات يوم،
كان وقع الحبيب،
على أناشيد الواحة،
طبول عرس بزغاريد النسوة،
صيحات الرجال،
أغاني الأطفال،
و تمايل أشجار النخيل،
و وجه القمر يطل من شرفة السماء،
ففط الحبيب جثة هامدة،
لم تر بدا بأن تزف له في عرس الشهادة،
بعد انتظار عشق طويل.
محمد هالي
#محمد_هالي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟