أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - حوار لفائدة جريدة الأحداث المغربية














المزيد.....

حوار لفائدة جريدة الأحداث المغربية


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 6205 - 2019 / 4 / 19 - 02:33
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لدى البعض هواجس قيام دولة إسلامية لاسترجاع عز السلف، الشيء الذي أدى إلى طرح نماذج متطرفة عديدة. من اين انت هذه الهواجس وهذه الطالب بإنشاء الدولة الإسلامية؟
تعيش الشعوب الإسلامية عموما وتنظيمات الإسلام السياسي على فكرة "عودة الخلافة على منهاج النبوة" . وهذه الفكرة الطوباوية هي أقرب إلى الخرافة منها إلى الحقيقة . الدولة الإسلامية كدولة دينية أفرزتها مرحلة تاريخية عاشها المسلمون واستلهموا مقوماتها من أسس الدول التي كانت سائدة حينها وهي دول دينية وليست مدنية . فالدولة الإسلامية ككل الدول الدينية لا تستمد مشروعيتها من الشعب بل من الدين والعقيدة ، لهذا كانت دوما دولة استبداد ولم تكن دولة مؤسسات منتخبة . والجرائم التي ارتكبت في ظل الدولة الإسلامية وباسم الدين كانت موغلة في الهمجية والبشاعة . لكن هذه الحقيقة يخفيها الفقهاء والتنظيمات الإسلامية عن الشعوب . فعلا تملّكت فئات واسعة من الشعوب العربية وليس فقط المغاربة ، هواجس من سيطرة التنظيمات المتطرفة على السلطة أو إذا انهارت الدول القائمة . فالجرائم البشعة والمجازر الهمجية التي ترتكبها التنظيمات المتطرفة في حق شعوب ليبيا وسوريا واليمن زادت من مخاوف المواطنين في حالة وقوع ثورات أو سقوط الأنظمة . المغرب ليس استثناء ، وبه تنظيمات تحمل حلم إقامة الدولة الإسلامية وتسعى إليه ، وهي تنظيمات متماسكة داخليا وتتكاثر أعدادها . ولا يخفى على أحد أن الموقع الجغرافي للمغرب يجعل حدوده مفتوحة على البحر والصحراء ، وهي العناصر الطبيعية التي تغري التنظيمات المتطرفة لاستحالة ضبط ومراقبة الحدود في حالة اندلاع انتفاضة أو فورة شعبية ضد الفقر والتهميش والاستبداد . ففي حالة حدوث اضطرابات داخلية لا قدر الله سيخرج المتطرفون من جحورهم ويلتحق بهم المجرمون وضحايا الفقر والتهميش فيعيثون خرابا ودمارا وتقتيلا . لهذا على الدولة المغربية وجميع المسئولين أن يدركوا خطورة الأوضاع الاجتماعية التي يعيشها نصف المغاربة على الأقل على أمن الوطن واستقراره . وبينت الأحداث في الجزائر وتونس وغيرها من البلدان العربية أن الأنظمة السياسية لا تستفيد من أخطاء بعضها ولا تصغي لنبض الشعوب ومطالبها . إذ لا يمكن التنبؤ بما سيقع وكل الانتفاضات التي وقعت لم يكن وقوعها منتظرا ولا حتى محتملا .وانتفاضة الشعب الجزائري خير مثال .

تعيش الأمة الإسلامية انقسامات ومشاكل اقتصادية واجتماعية وكذلك ثقافية، ما هو في رايك شكل الدولة التي يمكن اعتمادها للنهوض بأمر شعوب هذه الأمة؟
إن شكل الدولة الوحيد الذي تكون له القدرة على تعبئة طاقات الشوب الإسلامية لمواجهة مشاكل الفقر والبطالة والطائفية هو الدولة المدنية الديمقراطية . فكل التجارب العسكرية والعشائرية والدينية التي عرفتها وتعرفها الشعوب الإسلامية أثبتت فشلها في النهوض الاقتصادي والعلمي والثقافي . كل هذه الأنظمة لا تستمد شرعيتها من إرادة الشعوب وبالتالي تجرد الشعوب من سلطتها وسيادتها . هناك تجارب سياسية فتية تجري حاليا على أرض الواقع في رواندا مثلا وإثيوبيا تثبت أن الديمقراطية هي قاطرة التنمية . فهذه الدول الفتية تحقق أعلى معدلات النمو في العالم رغم الأزمة الاقتصادية التي تشكوا منها كل دول العالم . لهذا يبقى الرهان الوحيد لتجاوز المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والطائفية هو رهان الدولة الديمقراطية المدنية

كيف يمكن مواجهة التطرف في ظل الظروف الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي تعيشها الدول الإسلامية؟
بداية لا بد من التذكير بأن التطرف ثقافة رعتها الدول الإسلامية ونشرتها ودعمت تنظيماتها بكل مقومات الانتشار والتنظيم . فلا توجد دولة إسلامية إلا ومتواطئة مع التنظيمات المتطرفة وراعية لها . بل إن المؤسسات الدينية والإعلامية والثقافية في هذه الدول تخدم التطرف وتتبنى عقائده وتنشرها بين المواطنين . فلا يختلف الخطاب الديني الرسمي في هذه الدول عن خطاب التنظيمات المتطرفة . ولا يخفى على أحد كيف أن التنظيمات المتطرفة باتت تخترق المؤسسات الدينية الرسمية عموديا وأفقيا ، كما أن الأنظمة السياسية تزايد دينيا على التنظيمات المتطرفة فتفتي مؤسساتها الدينية بفتاوى لا تختلف ولا تقل خطورة وتشددا من فتاوى الدواعش ( فتوى المجلس العلمي الأعلى في المغرب بقتل المرتد ، فتاوى الأزهر في مصر تجاوزت فتاوى الدواعش في شرعنة الهمجية ) .
من هنا لا سبيل إلى مواجهة مخاطر التطرف والغلو والكراهية إلى بتجديد الخطاب الديني والقطع مع عقائد الغلو والتشدد وتجريم التكفير والتحريض على الكراهية . يضاف إلى هذا إرساء أسس الدولة المدنية التي لا دين لها ، بل تقف نفس المسافة من كل الأديان والعقائد ، واعتماد النظام الديمقراطي في انتخاب المؤسسات ومحاسبة أدائها والفصل بين السلط واستقلاليتها عن بعضها وسيادة القانون بما يضمن التوزيع العادل للثروة وتجريم نهب الثروات ومصادرة ما تراكم من النهب والتهريب والشطط في استعمال النفوذ والسلطة .



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أهداف البيجيدي من تعريب المدرسة العمومية.
- زيارة البابا تسقط القناع عن تطرف الإسلاميين .
- سقوط شعار -حجابي عفّتي-.
- درس نيوزيلندا درس لنا .
- أين مشروع الإسلاميين للنهوض بأوضاع المرأة ؟؟
- دور الهيئات والمنظمات النسائية في النهوض بأوضاع المرأة بالمغ ...
- من كانت مرجعيته -محددة من عند الله- فمكانه الزاوية وليس الحك ...
- يوم كانت المدارس القرآنية تكوّن الوطنيين .
- إستراتيجية الإخوان لتطويق النظام .
- ما مدى نجاعة المقاربة الدينية في مواجهة التطرف والإرهاب ؟
- أيها الريسوني:الإرهاب فتاوى يصدرها الشيوخ وينفذها الشباب.
- كماشة التطرف تطبق على المجتمع المغربي.
- ابحثوا عن مسئولية الدولة في الجرائم الإرهابية.
- لولا العلمانية لما تمتع المسلمون بجزء من الحقوق الإنسانية.
- الدعوشة تغزو المجتمع وتنخر الدولة.
- خلفيات إطلاق اسم منظّر الإرهاب -سيد قطب- على شارع بطنجة .
- تونس تؤسس للدولة المدنية في العالم العربي.
- احذروهم فهم يكيدون.
- تثبيت التوقيت الصيفي تأكيد للتبعية وفقدان للسيادة.
- الحكومة المغربية تحتجز الشباب في وطن لم يعد لهم .


المزيد.....




- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...
- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -ديشون- بصلية صار ...
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- أسعد أولادك…. تردد قناة طيور الجنة التحديث الجديد 2025 على ج ...
- استقبلها الان.. تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - حوار لفائدة جريدة الأحداث المغربية