عبد الفتاح المطلبي
الحوار المتمدن-العدد: 6195 - 2019 / 4 / 8 - 01:22
المحور:
الادب والفن
أشواق
الروحُ تهفو وقلبُ الصّـــــبِّ توّاقُ
تُثنيهِ لوْ رغِبَ الســـــلوانَ أشواقُ
يا غابةَ الشوقِ لي فيكِ استوى عنبٌ
وفيكِ لي من عظـــيم الوجدِ دُرّاقُ
فأسكريني بكـــــــأسٍ من سُلافتهِ
إنّ الهوى بجبيـــنِ الصبّ برّاقُ
وعلليني بأخـــــرى لستُ مكتفيا
أذوقُ ما ذاقهُ العشّـــاقِ إذْ ذاقوا
قد قارفوا قطــــع أنفاسي بغيبتهمْ
لمّا التوتْ نحــوهمْ بالغيبِ أعناقُ
قد استحالَ وصــالٌ وانتهى أملٌ
بيني وبينهمو تمتــــــــــــدُّ آفاقُ
ما للهوى كلّما ضــــاءَتْ حرائقُهُ
ترى بوجهِ الفتى الولهانِ إشراقُ
طوقُ الحمامةِ يشــــجيهِ إذا هَدَلَتْ
ففي الفؤادِ لهُ بالعشـــــــقِ أطواقُ
الريحُ تحملُ مــــــا بثّتْ فتثملَني
كأنني الغيمُ لا خطــــــوٌ ولا ساقُ
حمامةٌ شاركتني مــــــــــا أكابدهُ
وللحمامِ بفنّ النـــــــــــوحِ أذواقُ
لها بنخلَةِ أشـــــواقي أرى سَعَفاً
ولي بها من عظيـم الوجدِ أعذاقُ
وللفؤادِ إذا هاجـــــــــتْ مواجعهُ
من التباريــــــــــحِ أفواهٌ وأحداقُ
قلبٌ بزنزانةِ الأضــــلاعِ مُعتقَلٌ
يشكو الصُــدُودَ ولا يُغنيهِ إشفاقُ
لي منهُ نصفٌ عليــلٌ لا دواءَ لهُ
لعلَّ وصلَك للعـِـــــــلاّتِ ترياقُ
قد كنتَ نبضـــاً لهُ يوماً فأرهَقهُ
شوقٌ وعاثَ بهِ في الغيبِ إخفاقُ
ساعاتهُ نصفُها فـــي الليلِ تُوقِدُهُ
ونصفُها فــي نهار النأيِّ إحراقُ
وما تبقّى من الســاعاتِ يشغلُها
صراخُ ثُكلٍ وتبريــــحٌ وإطراقُ
الريحُ قـــد قرأتْ أوراقَ دفترهِ
فصارَ منهُ لها دمـــــــعٌ وآماقُ
تصَفّحتهُ مرارا فانتــــهى مُزقاً
لمْ تبقَ فيهِ مـن الأحــلامِ أوراقُ
وغادَرتْهُ تصيـحُ الغوثَ من ولَهٍ
لمْ يثنها عـن طويلِ النأي ميثاقُ
#عبد_الفتاح_المطلبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟