رشاد جبار السعيدي
الحوار المتمدن-العدد: 1533 - 2006 / 4 / 27 - 10:31
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
بعد ان كان شبحا بالنسبة للاغلبية الغالبة منا, وبعد ان لازمت صورته صور السيارات المفخخة الناشرة للقتل والرعب والدمار بين العراقيين ومدنهم الامنة, وبعد ان صور بكريندايزر العراق والبطل الذي لايقهر. الكثير منا كتب مشككا بوجوده وبمرور الزمن انعكست هذه الشكوك لتتحول الى شئ من اليقين بان الرجل الشبح لا وجود له في ارض العراق بعد ان قبضت القوات العراقية والقوات المتعددة الجنسية على الكثير من مساعديه والعديد من قادته المقربين. وفي لحظة من اللحظات تعلقنا بالامل الوهم, امل القبض على مجرم وسفاح اوغل بدماء العراقيين بشيبهم وشبابهم, باطفالهم ونسائهم.
امل طالما راود مخيلة العراقيين بالذهاب الى اعمالهم بامان دون ان يكونوا عرضة للموت او الاصابة
بسيارات الزرقاوي المحشوة حقد وغدر وقتل من قبل الزرقاوي وعصابته.
امل طفل صغير اراد الذهاب الى مدرسته من دون ان يتعرض لنفوس ضعيفة تحاول اغراءه بقطعة حلوى محشوة بالسم.
امل بغدادي وبغدادية يعيشون ايام حبهم الجميلة في حدائق الزوراء, دون التعرض لاصابة من جراء اطلاق عدة قذائف هاون تغدر بهم وتقضي على مستقبلهم.
ولكن الزمن اراد ان ياخذ دورته ويمضي في دقاته لنرى ما هو شكل هذا القذر المدعو ابو مصعب
الزرقاوي الذي حول شوارع مدننا الى جحيم لا يطاق, واراد ايقاف الحياة والعودة بها الى عصور الجهل والظلام, واجل كل احلامنا وامالنا وربما الى حين.
اراد هذا المجرم اللعب وبكل استطاعته على لحمة الشعب العراقي ووحدته الوطنية ومحاولة دق اسفين بين مكونات الشعب الرئيسية. فالاكراد علمانيين كفرة, والشيعة روافض لا يستحقون العيش, اما السنة الذين انظموا الى العملية السياسية, وهم الاغلبية بالطبع من ابناء شعبنا العراقي, فهم خونة.
اثبت هذا المجرم بانه ليس بسياسي ولن يكون سياسيا حتى وان استعان بمن يلقته من مفردات السياسة,
حتى ولو حاول الظهور بمظهر القائد الذي ينحني له الجميع والذي تقدم له التقارير والمعلومات عن عمليات عسكرية موهومة. حتى ولو ظهر محاطا بزمرة من القتلة, يتمسحون باذيال ثوبه النتن. بل سيبقى مجرما عتيا بالاجرام ومطلوب للعدالة بتهم القتل المتعمد مع سبق الاصرار. وسينال منه شعب العراق البطل بكل قومياته وطوائفه وستكون نهايته و بكل تاكيد على ايدي اخواننا السنة الابطال الذين
ادركوا ان بناء الوطن يتطلب تظافر كل الجهود الخيرة والشريفة. و انسحاب جماعات مسلحة عديدة لصالح العملية السياسية خير دليل على ان انفاس هذا المجرم قد بدات تضعف وستتلاشى الى الابد بقدرة العراقيين وقوتهم وتلاحمهم.
#رشاد_جبار_السعيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟