أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - زيد شحاثة - حكاية حنوتي..ومناهج التربية














المزيد.....

حكاية حنوتي..ومناهج التربية


زيد شحاثة

الحوار المتمدن-العدد: 6185 - 2019 / 3 / 28 - 10:05
المحور: المجتمع المدني
    


حكاية حنوتي.. ومناهج التربية
زيد شحاثة
كان حدثا طريفا عندما حضرت زوجتي, تطلب مني مساعدتها في حل مسألة رياضية لصغيرنا حسين, أو كما نحب أن نسميه " حنوتي".. وكانت فرصة لي لأتمازح معها, وأبرز عضلاتي, ومهاراتي العلمية والهندسية, فقلت غامزا إياها " مسالة بسيطة ولم تستطيعي حلها؟"
أثناء حديثي معها, كنت أقلب النظر في المسألة, وعندها بدأت الضحكة تغيب عن وجهي, فأنا لم أعطها الجواب فورا, وأحتجت لبعض الوقت لحلها.. وها قد وقعت في مصيدتي التي نصبتها لزوجتي, والتي لم تقصر في رد الصاع لي بصاعين قائلة وبنفس طريقتي " أينهم المهندسون؟"
طبعا حللت المسالة بعد بضع دقائق, فقد كانت معادلة من الدرجة الثانية, وتحتاج لبعض الوقت لحلها, لكني نسيت أن اذكر, أن " حنوتي" كان في الصف الثاني الإبتدائي فقط؟!
حكاية المناهج في بلدنا, قضية تكاد تشبه مرضا مستعصيا على الحل, ليس لإستحالة الحل, وإنما لأن قضية معالجتها وضعت في يد من لا علاقة له بالقضية, أو من لا يرغب في حلها أصلا, أو يريد أن يتعمد جعلها بهذه الصورة الغريبة!
من يتواصل مع معلمي مدارسنا بمختلف المستويات التعلمية, سيلاحظ تذمرهم من المناهج لأسباب قد نتصورها بداية غريبة, رغم واقعيتها.. فمع أن بعض المناهج أو لنقل جزءا منها حديث, لكن معظمها تتسم بالتطويل, وعدم الملائمة الفكرية والعلمية للمرحلة العمرية التي خصصت لها.. كما وإن بعض تلك المناهج يواجه المعلمون أنفسهم صعوبة في فهمها, فكيف سيوصلونها بصورة صحيحة لطلبتهم!
قضية أخرى ذكرها خبراء تربويون ونفسيون, تبين أن تحديث المناهج يتطلب أن يتم تطبيقه من الصفوف الأولية فأعلى, وتطبق تدريجيا وتتابعا تصاعديا.. لكن ما حصل أن تحديث المناهج طبق على كل المراحل معا, فدرست مواد ومناهج لمراحل لم تكن لديها مقدمات أو فكرة عنها في سنوات سابقة, فكما هو معروف إن العلوم تدرس خلال سنوات وتراكميا.
ما يزيد الطين بلة, هو تراجع المستوى العلمي عموما, وإنخفاض درجة إهتمام الأسر والمجتمع عموما, بقضية الدراسة نتيجة لصعوبات معيشية تتطلب الدخول لسوق العمل في سن مبكرة, لمعاونة الأسرة في توفير سبل العيش, وخصوصا إن كان الابن ذكرا, لذا يلاحظ وبكل وضوح أن كفة التفوق تميل لصالح الفتيات, وهو مؤشر مجتمعي ليس صحيحا يحتاج لدراسة معمقة لمعالجته.
يتمم كل تلك المشاكل, شبهات الفساد المحيطة بعملية طباعة المناهج, والأخطاء المتكررة فيها, وتأخر وصول المناهج للمدارس, مما يدفع المدارس للإعتماد على طبعات قديمة من الكتب, لا تخلوا هي الأخرى من الأخطاء.. أو الطلب من الأهل شرائها من السوق!
تتقدم الدول وتتطور وتعلوا مكانتها, إن أولت إهتماما حقيقيا لأجيالها القادمة, من خلال بناء وتنشئة جيل متطور علميا ومتفوق على نفسه أولا, وهذا لن يتحقق دون عملية تربوية سليمة, مخطط لها بمنهج علمي واقعي, يلائم طبيعة مجتمعنا ومستويات أجيالنا بما عانته من ظروف وأثار حروب.
التطوير من خلال قفزات غير مدروسة أو منطقية لن يحقق تقدما, بل سيسبب فوضى وتخبطا لأجيال بأكملها, وسنخسرها ولن ننجح في إستعادتها, ليست هي وحدها, وإنما سنخسر أي جيل يربيه هذا الجيل الذي خسرناه.



#زيد_شحاثة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لعبة.. يجب أن نجيدها
- إيران والعرب وإسرائيل..ما بعد وارسو
- إسرائي.. اللعبة أم اللاعب؟
- عذر أقبح من فعل..
- سوريا..من المنتصر؟!
- محنة السنة في العراق
- إنهم يريدون إحراق البصرة
- خطوة تتبعها..خطوات
- حكايات -زرق ورق-.. ومحاكمة المطر
- مناصب الوكالة..إحتيال على القانون بالقانون
- ساستنا.. بين المحاور والمصالح
- عندما يباع الشرف.. مجانا
- لعبة أسمها الديمقراطية..وفخ مميت أسمه السلطة
- هل حان وقت العودة لبداية السطر؟
- المهندسون مرة اخرى..ودائما
- رحلتنا الطويلة بإتجاه الديمقراطية
- غباء فطري وموهبة.. أم سوء نية مبيت؟!
- حليمة وعاداتها القديمة
- إيران وإحتجاجاتها.. الدروس والعبر
- هل نحن بحاجة لمختار العصر..مرة اخرى؟!


المزيد.....




- مقتل واعتقال 76 ارهابيا في عملية فيلق القدس بجنوب شرق ايران ...
- -الدوما-: مذكرة الجنائية الدولية لاعتقال نتنياهو ستكشف مدى ا ...
- الداخلية الفنلندية توقف إصدار تصاريح الإقامة الدائمة للاجئين ...
- الإعلام الإسرائيلي يواصل مناقشة تداعيات أوامر اعتقال نتنياهو ...
- هذه أبرز العقبات التي تواجه اعتقال نتنياهو وغالانت
- الأمم المتحدة: إسرائيل منعت وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لق ...
- مقارنة ردة فعل بايدن على مذكرتي اعتقال بوتين ونتنياهو تبرزه ...
- كيف أثر قرار إصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغالانت على دعم ...
- سفير ايران الدائم بالأمم المتحدة: موقفنا واضح وشفاف ولن يتغي ...
- سفير ايران بالأمم المتحدة: أميركا وبريطانيا تساهمان في استمر ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - زيد شحاثة - حكاية حنوتي..ومناهج التربية