مؤيد عبد الستار
الحوار المتمدن-العدد: 6182 - 2019 / 3 / 24 - 12:57
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بين يوم وآخر ينتشر خبر مأساة فاجعة ، فبعد مسلسلات الجمعة الدامية والثلاثاء الدامي والسبت الدامي وغيرها وقعت على رؤوس المواطنين مجازر سبايكر وإبادة الايزديين واستباحة أموالهم وأعراضهم دون رحمة إضافة الى سقوط المدن الكبيرة بيد الجماعات الارهابية ، وانتهت تلك المصائب بمسرحية شاهد ما شافش حاجة ، اذ لم نجد من يُحاسَـب على جريمة ولا فساد رغم ظهور الفساد باشكاله البشعة من نهب للاموال الى المقاولات الوهمية والاستيلاء على مليارات دولارات النفط بشتى الوسائل والحيل.
لقد قيل قديما من أمن العقاب أساء الادب وهو ما ينطبق تماما على الحكومات المتعاقبة بعد سقوط نظام العصابة الصدامية ، فاوغل المسؤولون في نهب ما تصل اليه أيديهم وأرجلهم من مال عام وامتهنوا أسلوب التحايل والدجل على المواطنين وأدمنت أغلب الاجهزة الادارية والمالية والقضائية التلاعب بالحقائق والتواطؤ مع الفاسدين في تهريب أموالهم الى الخارج وحمايتهم من أي ملاحقة قانونية في الداخل والخارج . ولذلك نجد نموذج الموظف الفاشل والسارق في أعلى المناصب وغالبا ما يكون من أقارب أصحاب الشأن وقادة الاحزاب أو المليشيات أو المرجعيات الدينية التي لا يستطيع أحد محاسبتها وسط صمت القضاء والاجهزة الرقابية الحكومية التي تقف مكتوفة الايدي أمام الفساد المستشري في البلاد.
إن غرق المواطنين في الموصل عمل ارهابي مخطط له بالتعاون بين عدة منظمات ارهابية ومسؤولين حكوميين واحزاب ، وهو انتقام من المواطنين الذين ساهموا في القضاء على ارهاب داعش واتباعه في الموصل والمنطقة ولذلك يجب الانتباه الى مثل هذه الاعمال الارهابية التي استعاضت القوى الظلامية بها عن المفخخات والانتحاريين فهي من أسهل الطرق لنشر الفوضى والرعب بين المواطنين .
وإن استمرت هذه الاعمال وظل الفساد ونهب المال العام على ما كان عليه فستكون الحكومة عاجزة أمام أبواب مغلقة ستؤدي الى غرقها في لجة لا تستطيع النهوض منها مهما خططت لانتخابات مزورة او احتيال على المواطنين الذين سئموا البقاء مكتوفي الايدي الى هذا اليوم وسيضطرون الى أخذ زمام الامور بايديهم ويسحلون الفاسدين مثلما سحلوا نصب الطاغية صدام في شوارع بغداد . وإن غدا لناظره قريب .
#مؤيد_عبد_الستار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟