|
الموساد ودوره في معارك هندرين
يونس الخشاب
الحوار المتمدن-العدد: 6175 - 2019 / 3 / 17 - 16:15
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
اسرائيل "ارسلني الموساد الى كردستان لمساعدة الكرد" :صاغي جوري تموز 13 عام 2011 من اجل تدريب القادة الكرد حملتهم الى اسرائيل جوا من سفارتنا" ترجمة مظهر كرموش
"صاغي جوري "،الجنرال الاسرائيلي الذي خطط معارك راوندوز ،زوزك وجبال هندرين تكلم الى مجلة اسرائيل ـالكرد .كوم هو الان متقاعد برتبة جنرال في الموساد لكنه جاء الى كردستان في بداية عام 1966ـ1967 من اسرائيل كي يساعد البيشمركة ومقاتلو الكرد ضد الجيش العراقي.فقد قام بتدريب البيش مركة الذين وقعوا تحت تهديدات جيش احتلال [يقصد الجيش العراقي ] . وكما يشير جوري، لم يكن بحوزة البيش مركة سوى بنادق البرنو ضد جيش امتلك المعدات العسكرية الحديثة كما ان عدد الجنود هو اكبر بكثير من عدد البيشمركة. فوق ذلك ليس للكرد سوى اسرائيل وهم بحاجة الى دعمها ، هل كان ذلك خطأً ؟ هل العلاقة ليست في صالح الكرد ؟ هذه الاسئلة تمت مناقشتها والاجابة عليها من قبل صاغي جوري الذي كان من اقرب اصدقاء ملا مصطفى البارازاني. سؤال : لنتعرف على من هو صاغي جوري وماذا عن حياته ؟ جوري : ولدت في اسرائيل ؛ اصل والدي كان من لاتفيا [ روسيا ]ووالدتي من بولونيا ترعرعت بالقرب من مدينة نتانيا في وسط اسرائيل . في عام 1952 التحقت بدورة للضباط المظليين واصبحت ضابطا في الجيش الاسرائيلي بعد ذلك ترقيت في الرتب العسكرية ، وتدريب الاكراد ومساعدتهم كانت واحدة من المهام المهمة المناطة بي .
سؤال :عندما ذهبت الى كردستان لاول مرة ما هو الغرض الرئيسي لذلك ؟
جوري : يعتبر عام 1966 هو العام الاول للتعاون الاسرائيلي مع الكرد ، كما انني ضابط موساد فارسلوني الى كردستان.
سؤال : هل كنت وحيدا ام رافقك احد ما الى هناك في تلك الرحلة ؟
جوري : ذهبت وحيدا وحينما وصلت الى مكتب البارزاني في حاجي عمران هناك التقيت ب[ ديفيد كرون] عميل الموساد وشخص آخر لا اتذكر اسمه الان.
سؤال : حينما وصلت الى كردستان ما الذي فعلته اولا ومن كان في استقبالك ؟
جوري : كنت ضيفا على الملا مصطفى البارزاني ، ادريس البارزاني ، مسعود البارزاني ، اي اعضاء القيادة لكن الملا مصطفى لم يكن هناك. وحين سالت عنه اخبروني انه في جبهة القتال في بنجوين. فقلت لهم دعونا نبدأ لحين عودة الملا مصطفى ؛ فوافقوا على ذلك وحققت هدفي مباشرة. لم اكن اعرف لا الكردية ولا العربية ولكن [ كرون ] ترجم ما قلته الى العربية وكانوا اذكياء ففهمنا بعضنا البعض بوضوح . سؤال : في سفرتك الى ايران ـطهران كيف حاولت مساعدة الكرد وما الذي فعلته ؟
جوري : حال وصولي الى طهران طلبوا مني اعداد دورة تدريبية للضباط الايرانيين لتعليمهم المهارات الاساسية للحرب كي يتمكنوا من تدريب الكوادر الكردية في النهاية ، غير ان الشاه رفض ذلك. وطلبت منهم ان اصطحب القادة الاكراد معي الى طهران لتدريبهم هناك وهكذا جاءوا وبدأنا الدورة .لم تكن الدورة موفقة لان الشاه لم يكن ليهتم بالاكراد. وطلبت من سفارتنا في طهران اخذ القادة العسكريين الكرد الى اسرائيل لتلقي التدريبات هناك وقوبل طلبي بالايجاب ، فاخذتهم الى اسرائيل جوا وانزلتهم في فندق بالقرب من حيفا وباشرت التدريب العسكري يوميا.استغرق التدريب شهرا واحدا وقد تعلموا اشياء جيدة بعدئذ سافرت الى طهران ومن هناك الى كردستان.
سؤال : هل رجعت معهم الى طهران ؟
جوري :نعم ، رجعنا سوية وهيأت عشرون جنديا لكل منهم ليقاتلوا ضد الجيش العراقي ، لان الكرد لم يكن لديهم سوى البرنو ولا شئ اخر، لكن الجيش العراقي امتلك الاسلحة الثقيلة والحديثة.
سؤال : ما الذي فعلته بعد انتهاء الدورة العسكرية ؟
جوري : بعد ذلك هيأنا انفسنا للهجوم الدفاعي ،وما ان انتهى موسم الثلوج حتى خططنا للهجوم على حاجي عمران والسيطرة عليها.كان لدي خطة جيدة علي ان اعلمهم اياها وقدمت النصائح للقادة الكرد ، بدوري تعلمت منهم شيئا ما.
سؤال : بخصوص قواتك الدفاعية التي وضعتها لهم هل كنت في جبهات القتال وكيف ؟
جوري : كنا خططنا للدفاع وراء راوندوز، زوزك وجبال هندرين.لقد شاركت في تلك المعارك وحينما هجم العدو باعداد هائلة من الجنود والمعدات ،لم يوكونوا [ يقصد الكرد ] يعرفوا كيفية السيطرة على الموقف .وهي المرة الاولى التي صمد فيها خط الدفاع في الجبهة من اولئك الاذكياء والمتمرسين في اطلاق النار.لم يكن عددهم كبيرا غير انهم صمدوا ودافعوا ضد هجمات العدو.
سؤال : ماذا عن اماكن وحجم الجيش العراقي ؟ جوري : كانوا ستة اقسام [ اعتقد انه يقصد فرق ] في منطقتي علي ـباك وخليفان ومن المتوقع ان يكونوا اكثر من عشرة آلاف جندي تدعمهم الدبابات والقوة الجوية وكانوا جيدو المهارة والتدريب ولذا هيأت بعض المجموعات للدفاع خاصة ان لدينا معلومات عن العمليات المناهضة للارهاب.
سؤال : عندما قابلت البارزاني ما الحديث الذي تبادلته معه وكيف كانت اسئلته ؟
جوري : كنت ارى البارزاني يوميا ، فقد جئت لمساعدتهم والموساد هو الذي نصحني بمساعدة الاكراد في القتال ضد عدوهم. سؤال : بعد عودة البارزاني من بنجوين ، كيف تكلمت عن خطتك العسكرية الاخيرة ؟
جوري : عندما عاد جاء وقابل [ ميكي ] وانا ، ناقشت الخطة معه ، واتمنى ان يفكر كل القادة مثله ، كان البارزاني قائدا بالفعل ومن النادر ان يعثر العالم على قائد مثله ,ولسوء الحظ انه ليس معنا اليوم .
سؤال : بعد ان وافق البارزاني على خطتك ، كيف بدأتم الهجومات ؟
جوري : طبقا للخطة ، حينما بدأ الجيش العراقي بالهجوم ، كنا قد هيأنا خطوطا دفاعية.لم يكن بامكانهم استخدام القوة الجوية للسيطرة الجبلية وحتى الطرق كانت خطرة بالنسبة للجنود العراقيين . فالكرد معروفون بحسن الرماية وقد دافعوا عن المنطقة .طلبت منهم الانتظار لحين وصول الجنود العراقيين الى خطوط الدفاع بعدئذ فتح النار عليهم.كنا على قمم جبال هندرين وزوزك وطلبت منهم عدم الرمي على الدبابات لان ذلك يكشف مواقعهم .فالاكراد يعرفون مناطقهم لذلك كانت فرص نجاحهم. كان عدد الجنود العراقيين ما يقارب الثلاثة آلاف جندي وقد طلبت من ملازم يوسف ادارة المعركة لكنه [ استشهد ] لسوء الحظ. سؤال : بعد هذه النجاحات ماذا كانت خطتك القادمة ؟ هل كان البارزاني راضيا عن فعالياتك ؟
جوري : نعم ، كان البارزاني راضيا جدا عن فعالياتي ، لكنه لم يكن مرتاحا لقتل هذا العدد الكبير جدا من جنود العدو.بعد المعركة توقف الهجوم على كردستان وقد اصابتنا الدهشة .عرفنا بعدئذ ان طائرة عبد السلام عارف قد احترقت وان اخاه عبد الرحمن عارف قد اصبح رئيسا. لقد طلب الرئيس الجديد وقف النزاع والذهاب الى المفاوضات غير انه تسائل عن كيفية التفاوض وخوض الحرب في آن واحد .
سؤال : هل كانت ايران تساعد الاكراد بتزويدهم بالاسلحة والمعدات العسكرية ؟
جوري : لدى الاكراد معدات قليلة وقد سألت الايرانيين عن المعدات التي وعدوا بها فقالوا انهم ارسلوها الى بنجوين ، ويبدو انهم نسوا وعودهم بمساعدة الكرد ولم ينووا مساعدة الاكراد.واخبروني ان على ان انهي مهمتي واعود الى بلادي.
سؤال : كيف تدبرت الاتصالات بالقيادة الكردية والشخصيات الرسمية ؟
جوري : كان لدي صديق يعمل في شركة [ موترولا ] سألته عن معدات التواصل الاكثر كفاءة . وهو الذي دلني على جهاز مفيد جدا يمكنه ان يغطي مساحة 40 كيلومترا . وقد ابرقت تقريري الى الموساد ونصحت بشراء هذه الاجهزة فاشتروا كمية منها وقدمتها الى ادريس البارزاني والى امري الوحدات الكردية في الخطوط الامامية .كانت هذه الاجهزة مفيدة جدا والحكومة العراقية لم تكن تعرف هذا الامر في وقتها .وفي اسرائيل طلبوا مني العودة فاجبت ان على ان اكمل مهمتي وخططي للبارزاني وبعدئذ يمكنني العودة حين تمت سيطرتنا على كلي عمر آغا .
سؤال : هل كانت الفرقة الرابعة من الجيش العراقي في كردستان ما الذي فعلته مع مسعود البارزاني وما هو دور [ ميكي] ؟
جوري : قام [ ميكي ] ومسعود بتاسيس جهاز البارستان وهو جهاز للامن الاستخباراتي. كان الجيش العراقي فعالا وقد اقترحت مهاجمة الفرقة الرابعة التي كانت في جبال هندرين .معظم الفرقة قتلت بعد ان وصلت المعدات التي ارسلتها ايران ، البارزاني علق على ذلك قائلا " ان عدد الذين قتلوا كان كبيرا جدا وانا غير راض عن ذلك القتل ، اعرف انهم مجبرون على ارسالهم للقتال ، فانا لا احب قتال العرب ، لكنني ضد نظام الحكومة العراقية .
سؤال :كيف عدت الى اسرائيل بعد انتهاء المعارك وما هو سبب رجوعك الى كردستان ثانية؟
جوري : في نهاية شهر مايس عام 1966 عدت الى اسرائيل والتحقت بدورة تدريبية في الولايات المتحدة لسنة واحدة قبل معركة كردستان عام 1967 ارسل لي البارزاني رسالة كنت في حينها في مرتفعات الجولان احتفظ بها حيث اعتز بشرف رسالة ارسلها لي قائد كردي عظيم بخط يده.قبل الذهاب الى جبل كورك اقترحت مهاجمة الجيش العراقي لكن البارزاني ذكر اننا لا نستطيع عقد مفاوضات و قتال في آن واحد لكنني قلت له انت تقاتلهم ونحن [ انا ومسعود وادريس البارزاني نفاوضهم لكنه رفض.
سؤال : هل كانت عودتك الى كردستان بناء على دعوة وجهت اليك من البارزاني؟
جوري : كنت في مرتفعات الجولان حينما دعاني رئيس الموساد وقال لي ان البارزاني طلب منهم [ اي الموساد] [ ارسلوا لي جودي ]، عليه فقد هيأت نفسي .حين بدأ الهجوم على الكرد عام 1974، وحينما وصلت اخبرني البارزاني ان العدو قد هاجمهم وعلينا ان نفعل شيئا ما .وكان بامكاننا كسر هجومات العدو .لسوء الحظ توقفت العملية على اثر ايران ومعاهدة الدفاع العربي المشترك. تحيات الى القائد البارزاني الذي كان قائدا نادرا في العالم .
سؤال : هل هناك اشياء اخرى تحب قولها لقراء مجلة اسرائيل ـالكرد ؟
جوري :احيي القائمين على مجلة اسرائيل ـ الكرد وتمنياتي لهم بالنجاح.واملي ان التقي بمسعود البارزاني ثانية فهو قائد جيد للكرد والعراق لهذه المرحلة حقا كذلك الدكتور محمود عثمان الذي اراه كثيرا وتمنياتي له بالصحة .
ترجمة : مظهر كرموش اذار 2019
#يونس_الخشاب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اللونان الابيض والاسود في روايتي [قلب الظلام ]لجوزيف كونراد]
...
-
كتاب -الاستشراق-للفيلسوف الفلسطيني الراحل -ادوارد سعيد-يحتل
...
-
شمعون بيريز لم يكن وسيط سلام
-
اقتصاد الكوارث
-
مرحبا بكم في جمهورية العراق الكليبتوقراطية
-
- مجزرة بشعة - :نعوم شومسكي عن الهجوم الاسرائيلي على غزة وال
...
-
غزة: التقييم الاخلاقي البدائي
-
-أنت حطمته ، انه ملكك -
-
في المنطقة الخضراء يقيم كورتز
-
قبو البصل العراقي
-
المتعاونون المشتبه بهم
-
المتعاونون المشتبه بهم
-
وداعاً أيها العراقي القح
-
ادوارد سعيد عن الامبريالية
-
عن ابو غريب ..مرة أخرى
-
حرب الميليشيات
-
دبلوماسية فرق الموت
-
الى انظار السادة وزيري العدل وحقوق الانسان المحترمين
-
العراق: منطق فك الارتباط - 2
-
العراق :منطق فك الارتباط
المزيد.....
-
لاستعادة زبائنها.. ماكدونالدز تقوم بتغييرات هي الأكبر منذ سن
...
-
مذيع CNN لنجل شاه إيران الراحل: ما هدف زيارتك لإسرائيل؟ شاهد
...
-
لماذا يلعب منتخب إسرائيل في أوروبا رغم وقوعها في قارة آسيا؟
...
-
إسرائيل تصعّد هجماتها وتوقع قتلى وجرحى في لبنان وغزة وحزب ا
...
-
مقتل 33 شخصاً وإصابة 25 في اشتباكات طائفية شمال غرب باكستان
...
-
لبنان..11 قتيلا وأكثر من 20 جريحا جراء غارة إسرائيلية على ال
...
-
ميركل: لا يمكن لأوكرانيا التفرّد بقرار التفاوض مع روسيا
-
كيف تؤثر شخصيات الحيوانات في القصص على مهارات الطفل العقلية؟
...
-
الكويت تسحب جنسيتها من رئيس شركة -روتانا- سالم الهندي
-
مسلسل -الصومعة- : ما تبقى من البشرية بين الخضوع لحكام -الساي
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|