سليم نزال
الحوار المتمدن-العدد: 6170 - 2019 / 3 / 12 - 06:57
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
من الممكن لنا ان نكيل المديح الكثير لتقنيات الاتصالات لكن الحديث هنا عن الاخطار المحدقه بنا .انا اعتقد ان اكثر خطر يهدد بلادنا الان, هو المزيج بين تقنية الاتصال و ثقافه الجهل و التعصب و التطرف .و ما اسهل من اطلاق الكلام الغير مسوؤل و ما اسهل من التحريض على الكراهيه .
من اجل ان يقود المرء سياره عليه ان يحصل على رخصة لذلك, لانه يعرض نفسه و من معه و الاخرين الى الخطر .لكن ليس الامر مع الكى بورد او الكبيوتر الاكثر خطرا بما لا يقاس . فقد صار بوسع ان جاهل او متعصب او ضيق الافق ان يكتب ما يريد, و غالبا ما يردد كلامه من اخرين فيزيد هذا من اشتعال الحرائق و الفتن بين الناس .
و يستطيع اى شخص باسم وهمى ان يكتب اى شىء, و نصبح فى وضع المثل الشعبى الذى يقول مجنون رمى حجر فى بئر. اضافه للجهلاء و المتعصبين, اعتقد ان للصهاينه دور ما فى اشعال الفتن عبر الانترنت .و استند فى ذلك على وثائق صهيونيه نشرت منذ اعوام تقول ان الصهاينه كانوا يرسلون مقالات باسماء مستعاره فى ثلاثنينات و اربعينيات القرن الماضى الى صحف سوريه و لبنانيه و مصريه هدفها التشكيك فى مقاومه مشروعهم . فاذا كانوا يستعملون هذه الامر فى ثلاثينيات القرن الماضى حيث محدوديه تقنيه الاتصالات , فمن الطبيعى بل من الاسهل ان يستعملوه الان و فاعليته اقوى بكثير من السابق .
من السهل جدا ان يكتب احدهم على سبيل المثال انه فلسطينى و يقول كلاما سيئا ضد هذا الشعب العربى الشقيق او ضد هذا الدين او الطائفه .و غالبا ما تاتى ردود غاضبه تستخدم كلاما تعميميا سيئا ضد الفلسطينيين, الامر الذى يساهم فى اشعال نار الفتن و يضعفنا جميعا .و يمكن القياس على ذلك فيما يتعلق بالاديان و الطوائف ,حيث الكلام التعميمى القبيح المسىء لاديان بلادنا و طوائفها , و الهدف واضح الا و هو ,بث ثقافه التحريض و الكراهيه .
من المؤسف انه لا يوجد اليات لايقاف ام منع هؤلاء ,لكن من الضرورى التنبه الى الكلام الذى يثير الفتن و عدم ترداده .
#سليم_نزال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟