أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - مظهر محمد صالح - غرائب إقتصادية...!














المزيد.....

غرائب إقتصادية...!


مظهر محمد صالح

الحوار المتمدن-العدد: 6165 - 2019 / 3 / 6 - 19:33
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


غرائب إقتصادية...!

د. مظهر محمد صالح

لم ُندهش ، نحن ممن لا يغلبنا النوم قبل الغروب او ممن يضبط باْبتسامة بلهاء لا تسوغها جدية العمل ،عندما تقحم بديهيات حياتنا بمواقف حادة ونجد انفسنا امام تناقضات وغرائب تتوهج امامنا كمفاجآت قبل ان تختفي بهدوء شامل و بدون ان توحي بنهاية شيء ، لكن المواقف تتكرر مولدةً تناقضات أخرى من قبضتها الشائكة دون نهاية . هكذا بدأ الممثل الامريكي الزنجي والكوميدي الشهير كرس روك المولود في العام 1965 صاحب البرنامج التلفزيوني الساخر - الحياة في ليلة السبت - يدرك غرائب البشر ويفسر تناقضات عالمنا الراهن مستدركاً : ان اغرب ما في الدنيا هي ان موسيقى الراب التي تجسد اشهر رمزيات المجتمع الزنجي الامريكي في مقارعة التمييز العرقي في كفاح الجنس الاسود من اجل الحرية والمساواة، هي من إختراع رجل ابيض!.

في حين لاحظ كرس روك ان لعبة الغولف، وهي لعبة الرجل الابيض ولاسيما الاثرياء من ذلك الجنس ، يقف على رأس ابطالها في العالم اليوم رجل اسود!. وان سويسرا البلد غير الساحلي او بالاحرى انها من البلدان غير المطلة على البحار ولا تمتلك سواحل بحرية ، حيث تنقسم اراضيها بين جبال الالب والهضبة الوسطى وجبال جورا ، قد فاز فريقها فوزاً ساحقاً بكأس اميركا في مسابقة السفن البحرية !! اما على الصعيد الاقتصادي ، فأنك سترى العالم يتصرف بشيْ من الغرابة في سلوكياته وأفعاله ولاسيما تجاه الازمة المالية الدولية الراهنة وعلى وفق الشواهد الاتية :

اولاَ، تمارس بعض الامم ، وهي مازالت في خضم ازمتها الاقتصادية الراهنة ، سياسة خفض نفقاتها العامة و تعظيم ايراداتها من مصادر راكدة او متدهورة وهي ناسية او متناسية دروس التاريخ الاقتصادي وعبره بأن مثل هذه الاجراءات في السياسة المالية تعمق من الازمة المالية وتجعلها في وضع اكثر سوءاً ولاسيما في الفترة القصيرة . كما تدفع البلاد نحو حلقة مفرغة من التدهور في معدلات النمو وتأزم البطالة وتجسد ما يسمى إصطلاحاً بالمنحدر المالي ، الذي صار من الصعب الافلات من تداعياته والخروج من الازمة الاقتصادية الدولية الحالية.

ثانياً، على الرغم من صلابة عصر المعلوماتية الحالي والجلوس على تراكم من المعلومات لم يسبق له مثيل في تاريخ البشرية ، الا ان عدد الازمات الاقتصادية في ال 35 سنة الاخيرة هي اكثر من عدد الازمات في ال 350 سنة الاخيرة!

ثالثاً، جعلت العولمة المالية من سوق المال او البورصة متعة ميسرة لمن يريد ممارسة المضاربة المالية. فبأمكان الفرد شراء النفط او اطنان من النحاس من سوق تسمى سوق المستقبليات دون ان يفكر بأن مرأب بيته هو نفسه لا يستوعب طن من النحاس او حتى عشرة براميل من النفط الخام. وان الشراء يأتي بغية البيع الرمزي لاحقاً للحصول على هوامش ربح من المضاربة ليس الا، ذلك بغض النظر عن طعم النفط او لون النحاس.

رابعاً، تقوم المنتجات المالية التي تبلغ قيمتها اليوم 850 تريليون دولار او ما يسمى بالاقتصاد الرمزي العالمي على اصول حقيقية رأسمالية لا تتعدى 40 تريليون دولار، وان المضاربين المنغمسين في البيع والشراء هم مازالوا في غفلة كي يوجهوا اسئلة كافية الى السلطات الرقابية في دول العالم المختلفة عن المخاطر النظامية المحدقة بنشاطاتهم المالية التي هي تخضع لتأثيرات السياسة الاقتصادية الحكومية ، مثل مستقبل اسعار الفائدة او اسعار الصرف ووضع موازين المدفوعات ومستقبل سياسات الدين العام وغيرها من المتغيرات الاقتصادية الكلية ذات التأثير العميق في استقرار السوق المالي وسلامة تعاملاتهم!

ختاماً، مازالت العلوم الاقتصادية الكمية تبني نماذجها القياسية والرياضية الشديدة التعقيد على افتراضين رئيسيين هما :
(1) ان الافراد يتصرفون بعقلانية ازاء قراراتهم الاقتصادية وهم يدركون (اي الافراد) منطق تلك النماذج الرياضية ،على الرغم من تعقيداتها .

(2) وان الاسواق هي في غاية الكفاءة وتعمل بشكل صحيح على تعديل او تصحيح نفسها لبلوغ حالة التوازن او الاستقرار . ولكن تجد نفسك فجأةً و قبل ان تصحح الاسواق نفسها انك قد اصبحت فاقداً للسيولة وان مشروعك يعاني من الافلاس او ما يسمى بتدهور الملاءة ! انه عالم غريب في تصرفاته الاقتصادية حقاً ولم يجنىِ من غرابته الا إستمرار الازمة الاقتصادية العالمية التي طال انتظارها...!!!



#مظهر_محمد_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امريكا اللاتينية... اجنحة الاقتصاد القوية
- الاسواق الناشئة..... قوة اقتصادية لا تُقهر
- لمحات من تاريخ العالم الاقتصادي . الجزء الثالث/شجرة البن
- لمحات من التاريخ الاقتصادي للعالم . الجزء الثاني /الضريبة ون ...
- لمحات من تاريخ العالم الاقتصادي . الجزء الاول/اوروبا والشرق
- حرب الخليج : اللعبة ذات المجموعة السالبة ! / الجزء الثاني
- حرب الخليج : اللعبة ذات المجموعة السالبة!/الجزء الاول
- الفضة..عظام الآلهة الفرعونية!
- الهيدونية والريعية الاقتصادية
- الماس بين الاطيان
- قانون باركنسون ... جد أم هزل!
- المدفع الملكي الصامت
- فيليب هوفمان....الساعة ٢٥
- السياسة النقدية الامريكية: صراع الصقور و الحمائم . الجزء الث ...
- السياسة النقدية الامريكية: صراع الصقور و الحمائم
- قصر النهاية
- المكارثية واليسار الأقتصادي الامريكي
- تراكم رأس المال المالي :أثرياء بلا حدود
- الشخصية الاكثر تأثيراً في التاريخ الرأسمالي الحديث..!
- دواخل سوق العمل وخوارجها..!


المزيد.....




- قفزة مفاجئة في سعر الذهب الان.. تحديث غير متوقع
- أزمة قطاع العقارات في إسرائيل تنعكس على القطاع المصرفي
- دوام عمل كامل من 32 ساعة أسبوعيًا.. إنتاجية وحياة شخصية واجت ...
- أوروبا والصين تقتربان من اتفاق بشأن رسوم واردات السيارات الك ...
- موديز ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتص ...
- ماسك: الولايات المتحدة تتحرك بسرعة نحو الإفلاس
- دروس من نساء رائدات في قطاع البنوك والخدمات المالية
- ترامب يرشح سكوت بيسنت لمنصب وزير الخزانة
- الركود يهدد القطاع الخاص البريطاني بسبب زيادة الضرائب
- المغرب والصين يسعيان لعلاقات اقتصادية وتجارية متطورة


المزيد.....

- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - مظهر محمد صالح - غرائب إقتصادية...!