أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جورج سامى - إخوانية إخوانية














المزيد.....

إخوانية إخوانية


جورج سامى

الحوار المتمدن-العدد: 1529 - 2006 / 4 / 23 - 11:45
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أستيقظت فى الصباح الباكر ثم تناولت طعام الافطار وذهبت إلى عملى وكعادتى أشتريت الجريدة اليومية وأثناء ركوبى القطار أخذت فى مطالعة الجريدة وإذ بيدى ورجلى تتسمران فى مكانهما وعيناى تبحلقان فى الجريدة أنه يوم الأربعاء الموافق 11 يناير عام 2012!!! كيف وبالأمس كان التاريخ 5 مارس 2006؟ هل مازلت نائم وأحلم أم أصبت بغيبوبة أستمرت ست سنوات كاملة والأن فقط استيقظت؟ كيف بست سنوات يضيعون من عمرى هباء دون أن اعرف عنهم شى؟ بدأت عيناى سريعاً تنتقل بين عناوين الجريدة الرئيسية فوجدت العناوين السياسية تتحدث عن قطع العلاقات المصرية مع دول الغرب وأمريكا!!! ثم قرأت أن بعض نواب البرلمان يطلبون حذف الأسماء الأجنبية من أسماء الشركات وتعريب كل الأسماء كما حدث فى الجزائر التى عدلت كلمة كوافير إلى حلاق حريمى(حدثت بالفعل) لم أفهم شيئاً تحولت إلى صفحة الأقتصاد فوجدت خبر عن إغلاق جميع البنوك والمصارف بسبب الربا وأنشاء مصارف جديدة منها الدعوة والصحوة !! تحولت إلى صفحة الرياضة فوجدت خبر غريب وعجيب وهو إلغاء الكرة النسائية فى مصر وإلزام لاعبى كرة القدم الرجالى بأرتداء شورت تحت الركبة أو بنطلون أثناء لعب المباراة واللاعب الذى يخالف ذلك يتم تقديمه للمحاكمة !!! لم أستوعب أى شئ فذهبت إلى صفحة الحوادث فوجدت خبر عن قطع يد سارق وقتل ثلاث مسيحيين لرفضهم دفع الجزية!!! طالعت صفحة التليفزيون فوجدت أن كلها برامج دينية وأفلام دينية إسلامية!!! وصل بى القطار إلى المحطة ونزلت منه وأثناء سيرى فوجئت بأن المقهى الذى كنت أجلس فيه قد تحول وتبدل أسمه إلى مقهى الصحابة كافية(حدث بالفعل جريدة الخميس 2/2/2006)
أزداد أستغرابى وذهبت إلى مكان عملى فوجدت زملائى وعلى وجوههم الحزن والتعاسة فسألتهم ماذا حدث لتلك البلد؟ فرد أحدهم بأستنكار هل أنت تعيش فى كوكب أخر ! قلت له يبدو أنى كنت مصاب بغيبوبة لمدة ست سنوات! فقال لى أخر ألا تعلم أن جماعة الأخوان المسلمين أمسكوا بزمام الحكم فى مصر ومن الذى أوصلهم إلى ماهم فيه- نحن- نحن الذين أقتنعنا بأفكارهم وصدقنا كلامهم المعسول فجرى ما جرى، كنا دولة شبه ديكتاتورية فأصبحنا دولة أستبدادية ديكتاتورية القرار فيها لمكتب الأرشاد فقط ومن يخالفه يكون مصيره السجن أو القتل. لم أصدق نفسى أين ومتى وكيف حدث ذلك؟ وأين كنت أنا هل كنت فى برجى العاجى!! لا أنه كابوس. استجمعت قواى التى خارت وذهبت إلى حزبى اليسارى الذى أنتمى إليه كى أقابل رئيسه الذى طالما على مر سنوات أخذ يهاجم الأخوان بضراوة وعنف وألف العديد من الكتب عليهم وعلى تاريخهم وافكارهم فوجدته منهمك ومشغول بأصدار كتاب جديد يتحدث فيه عن مستقبل الحياة السياسية فى ظل حكم الأخوان الحالى!!! ذهبت إلى رئيس الحزب الليبرالى القديم والعريق فوجدت الحزب وقد تم تجميده بسبب حدوث شجار بينه وبين نائبه على رئاسة الحزب!!! ذهبت إلى أصدقائى المثقفين والسياسيين والعلمانيين فوجدتهم جميعاً غادروا البلاد وذهبوا إلى الدول الغربية يطالبون بحق اللجوء السياسى فيها!!!
ماذا أفعل لم يعد لى أى شخص أذهب إليه أخيراً هدانى الله إلى بيتى الذى طالما تربيت فيه وهو الكنيسة ولكنى لم أجد أى كنيسة فها كنيستى التى قضيت بها أجمل سنوات عمرى وقد أصبحت مركز شباب وها كنيسة أخرى أصبحت أنقاض. أستوقفت أحد الأشخاص وسألته عن مكان الكنيسة فقال لى بأشمئزاز لقد تهدمت كل الكنائس قلت له ولماذا لم تبنى مكانها كنيسة أخرى؟ فرد بأن هذا ممنوع بحكم الدستور الأخوانى فلا يجوز بناء كنائس جديدة وتترك القديمة على حالها حتى تتهدم ولا تبنى مرة أخرى. قلت له ألا توجد فى تلك المدينة أى كنيسة؟ فرد بأنه توجد كنيسة واحدة فقط ووصف لى طريقها. ذهبت فرأيت أعداداً غفيرة من المسيحيين متجمهرين داخل الكنيسة أعتقدت بأنهم سيقومون بثورة لأسقاط الحكم الأخوانى الغاشم وسأكون أنا أول المشاركين ولكننى دهشت عندما سمعت الكاهن يتحدث اليهم عن ضرورة ووجوب أصدار بطاقة انتخابية للاستعداد للمعركة الأنتخابية القادمة!! فخرجت من الكنيسة حزين وأنا على يقين تام بأن مصر أصبحت إخوانية إخوانية رغم أنف الداخلية




#جورج_سامى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...
- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -ديشون- بصلية صار ...
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- أسعد أولادك…. تردد قناة طيور الجنة التحديث الجديد 2025 على ج ...
- استقبلها الان.. تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جورج سامى - إخوانية إخوانية