أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - تاج السر عثمان - تستمر الثورة رغم حالة الطواريء














المزيد.....

تستمر الثورة رغم حالة الطواريء


تاج السر عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 6158 - 2019 / 2 / 27 - 00:07
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


تستمر الثورة رغم حالة الطواريء
بقلم : تاج السر عثمان
في محاولة يائسة ومتوقعة أعلن النظام تكوين حكومة عسكرية وحالة الطواريء لمدة عام بهدف وقف الثورة والالتفاف علي مطلب الجماهير باسقاط النظام وقيام حكومة انتقالية قومية ، ويناقض النظام نفسه حين يتحدث عن حوار في ظل حالة الطواريء !!، وممارسة العنف المفرط ضد المتظاهرين السلميين واعتقال أكثر من الف من المعارضين ، لقد وجدت تلك الخطوة الادانة من الرأي العام المحلي والعالمي ، فهي تخرق الدستور الذي ينص علي أن حالة الطواريء يتم إعلانها في حالة خطر طاريء يهدد البلاد : حرب أو غزو أو حصار أو كارثة طبيعية أو اقتصادية أو أوبئة، ويلاحظ أن كل من ذلك غير موجود ، فالنظام يخشي المظاهرات السلمية التي يكفلها الدستور والتي تطالب برحيل النظام الذي يهدد البلاد بسياساته الاقتصادية ونهبه لثروات البلاد والتفريط في السيادة الوطنية، فضلا عن الحق المشروع الذي تكفله المواثيق الدولية للشعوب في تغيير حكوماتها التي تهدد وجودها وحياتها وتنكل بها وتسومها سوء العذاب.
كما أن اعلان حالة الطواريء لا جديد فيها ، فالنظام خرق دستور 2005 عندما مارس القمع الوحشي للتجمعات والمظاهرات السلمية ، باطلاق الرصاص الحي عليهم مما أدي لاستشهاد أكثر من 55 مواطنا منذ بداية الثورة الحالية ، وجرح المئات واعتقال أكثر من 2000 ، فهو انتهك حق الحياة الذي يكفله الدستور ، ومارس أبشع أنواع التعذيب للمعتقلين مما أدي لاستشهاد بعضهم ، فضلا عن الانتهاكات في حروب دارفور وجنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق ، حتي أصبح قادة النظام مطلوبين للجنائية الدولية، وقبل ذلك أشعل نيران الحرب في الجنوب بكل فظائعها مما أدي لانفصاله. وبالتالي صادرالنظام حق التجمع السلمي والمظاهرات والاضرابات ، فلا معني لحظرها بقانون الطواريء ، كما شبت الحركة الجماهير ية عن الطوق ، واشعلت نيران الثورة الحالية التي ما زالت مستمرة رغم الإعلان حالة الطواريء.
هذا فضلا أن النظام عمليا كان يمارس ما ورد في أوامر الطواريء مثل : اقتحام المنازل ودور الأحزاب وتفتيشها واعتقال من بداخلها ، وحظر سفر المعارضين، واعتقال الأشخاص تحفظيا دون تقديمهم لمحاكمات، وحجز الأموال ، ومصادرة الصحف والرقابة عليها ، وايقاف الصحفيين، وفصل الالاف من أعمالهم ، وتعطيل وسائل التواصل الاجتماعي والذي فشل بعد تطبيق الثوار ل " في .بي .ان" مما اضطر النظام لالغائه. الخ. فالنظام الفاشي لم يأت بجديد في أوامر الطواريء.
هذا الانقلاب تم بتدبير الاسلامويين بهدف ايجاد مخرج لنظامهم الدموي الذي فرضوه علي شعب السودان بانقلابهم العسكري في 30 يونيو 1989 ، الذي اوصل البلاد للأزمة الشاملة التي تعيشها البلاد والتي أدت لانفجار الثورة الحالية، وفي محاولة لتكرار تجربة المشير سوار الدهب التي قطعت وأجهضت انتفاضة مارس- أبريل 1985 ، ريثما يلتقطوا أنفاسهم لممارسة القمع وإعادة إنتاج الأزمة من جديد. ويتضح ذلك من دعم الحركة الإسلامية لخطوة البشير في الحكومة العسكرية الإسلاموية ، وتأييد حزب المؤتمر الشعبي حيث أعلن د علي الحاج تأييد حزبه للقرارات التي أصدرها رئيس الجمهورية.
لكن ذلك لم ينطلي علي الجماهير وقوي "الحرية والتغيير" التي رفضت تلك الاجراءات وواصلت في تصعيد المظاهرات والوقفات الاحتجاجية التي استمرت رغم إعلان حالة الطواريء ، كما حدث في المواكب والمظاهرات والاعتصامات التي تمت في المدن والأحياء ووقفات الأطباء واضراب الأساتذة والموظفين بجامعة مامون حميدة استنكارا للانتهاكات الفظة لما حدث من قمع وحشي للطلاب داخل الحرم الجامعي ، ومظاهرات الطالبات بجامعة الأحفاد والسودان العالمية والنهضة الخاصة وجامعة الامام المهدي، إضافة لوقفات الأطباء والصيادلة في الشركات وقوى جديدة مثل : العاملين في كنار للاتصالات وشركة عاديات. الخ ، كما أجبر الثوار في بورتسودان الحكومة علي تجميد الأتفاق مع الشركة الفلبينية.
أزمة النظام عميقة لا يجدى فيها الحلول الأمنية التي فشلت خلال الثلاثين عاما الماضية، ولا يملك النظام حلولا سياسية واقتصادية ومالية لها ، في ظل الفساد والارتفاع المتواصل في الأسعار والتضخم والدولار ، ونقص الصادر ، والعجز الكبير في الميزان التجاري ، والصرف الكبير علي أجهزة القمع علي حساب الجماهير. كما أن الهدف من حالة الطواريء تمرير الزيادات في أسعار الخبز والوقود وبقية السلع والمزيد من افقار الجماهير لتمويل أجهزة القمع لمواجهة الثورة التي انهكت النظام ، وأدت إلي التصدع فيه واضعافه، ولا حل غير ذهابه.
حالة الطواريء لن توقف ثورة الجماهير التي تتسع قاعدتها كل يوم ، كما أكدت تجربة نظام الديكتاتور النميري في أيامه الأخيرة ، فرغم حالة الطواريء وقوانين سبتمبر 1983 ، الا أن الجماهير استطاعت أن تفجر انتفاضة مارس – أبريل 1985 ، وتم اسقاط النظام.
لا بديل غير مواصلة الثورة واليقظة والوحدة حتي تحقيق اهدافها النهائية وهي اسقاط النظام وقيام البديل الديمقراطي.



#تاج_السر_عثمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إعلان حالة الطواريء لا يحل الأزمة
- في ظل تفسخ النظام الثورة تدخل شهرها الثالث
- 21 فبراير معلم بارز في تطور الثورة
- شعب السودان هو الذي يقرر ختام المهزلة
- في ظل تفسخ وتحلل النظام الثورة تدخل شهرها الثالث
- الثورة السودانية تتقدم نحو الانتصار
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟
- ما زال النظام مستمرا في جرائمه البشعة
- اليقظة ضد أكاذيب النظام
- فلنعزز الوحدة والتلاحم واليقظة حتي اسقاط النظام
- النظام يتهاوى أمام زحف الثوار
- كتاب الدولة السودانية : النشأة والخصائص
- نحو الإضراب السياسي العام والعصيان المدني
- كتاب الرأسمالية السودانية : النشأة والتطور والخصائص
- ثورة شعب السودان تدخل شهرها الثاني
- بعد ملحمة أم درمان النظام في طريقه للانهيار
- كتاب الإسلام السياسي وتجربته في السودان
- شعب السودان يشق طريقه نحو اسقاط النظام
- اتساع الحراك الجماهيري في السودان
- تقدم الحركة الجماهيرية وتراجع النظام بعد موكب 31 ديسمبر


المزيد.....




- حزب الفقراء، في الذكرى 34 لانطلاقته
- تركيا تعزل عمدة مدينتين مواليتين للأكراد بتهمة صلتهما بحزب ا ...
- تيسير خالد : سلطات الاحتلال لم تمارس الاعتقال الإداري بحق ال ...
- الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - تاج السر عثمان - تستمر الثورة رغم حالة الطواريء