أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - الإنسان بين الإدراك والأشراك ...















المزيد.....

الإنسان بين الإدراك والأشراك ...


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 6154 - 2019 / 2 / 23 - 10:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الإنسان بين الإدراك والأشراك ...

مروان صباح / قادتني مقولة الإمام علي رضي الله عنه وأرضاه والتى أشتهرت بين الفلاسفة والفلاسفة بشكل خاص ( العجز عن درك الإدراك إدراك والبحث عن سرَّ ذات السر إشراك ) ، إلى أصول التى اتكاء عليها الفلاسفة أو تلك الأطروحات المختلفة ، فالبحث عن الإختلاف كان حليف الباحث على الدوام وطالما طرحت الفلسفة عبر متفلسفينها بأنها إحدى أبواب التسامح التى تحث الإنسان على التعلم والمعرفة وبالتالي تجعله قادر على تمييز بين الأشياء ثم نقدها بالحد الذي يحفظ للاخر حقه واحترامه ، إذاً فللفسلفة منافع كبرى لكن ايضاً هي ذات حدين بالطبع لمن لا يعرف حدودها وقد يكون وقوفنا عند ما قاله ذات يوم أحد أكثر من أثروا في الحياة الاجتماعية الغربية عامةً والفرنسية خاصة عبر مقاله الثاقب ميشيل دي مونتين 1592م ، ( قال بما أن الفلسفة هي الفن الذي يعلمنا كيف نعيش ، ولأن الأطفال كذلك يحتاجون إلى تعلمها تماماً كما هو حال الكبار ، فإذاً ما هو المانع من تعليمهم إياها في سن مبكّر ) ، لكن فولتير كان قد طرح ايضاً تساءل على هذا الشكل وبطريقته المختلفة عندما استوقفه المكون الهش لفرنسا ، فتساءل هل فرنسا التى أزعم معرفتها وأجزم بعدم معرفتها هي أقرب إلى التهكم والسخرية أم إلى الفلسفة والسعادة ، طالما فاجئته بلد الليل والمرارية في كل أزمة تعيشها وايضا لما تحمله من خبايا لا يتصورها عاقل أو مجنون ، إذاً ما يختبئ فيها أكبر مما يجعلها عبر التاريخ دولة مستقرة بل تشبه بالكمين ، لأنها كانت على الدوام بلد الفتن والجهل والتعصب والقتل بالطبع حسب خلاصته وتجربته .

للفلسفة فوائد كبيرة وايضاً لها متهاتها العديدة ، واخطر ما فيها الاعتقاد بمحورية العقل لصالح ما ينتجه العقل فقط ، فالله عزوجل قال في سورة الحجر ( ولو فتحنا عليهم باباً من السماء فظلوا فيه يعرجون / لقالوا إنما سُكرت أبصارنا بل نحن مسحورون ) وهذا السلوك في الأصل سلوك ابليسي ، عندما ظن على سبيل المثال ظناً بأن النار أفضل من الماء وأن ما خلق من حماءٍ مسنون لا ينبغي له السجود تحديداً عندما قدم مقارنته النادرة بين حضور يجمع المخلوقات على اختلاف امميتها وأثناء أطروحته حول الافضلية امام الخالق اظهر اعتقاد يرتكز على اسبقيته في الخلق والتى تؤهله بالمعرفة على من ألتحق مؤخرًا ، كان بهذا قد أسس إلى ما سيعرف لاحقاً بالهاوية الفكرية ، لكن لتبين مع مرور الوقت بأن لا حياة بلا ماء فالماء سر وجود الحياة وهكذا ينتقل الانسان عبر فلسفات احياناً خاطئة إلى كوارث تنتشر بين الناس دون أن تخضع إلى تقيم وازن أو صادق حيث تعلو الأنا على الحقيقة ، بل ولأن ايضاً الأشياء تبقى ضمن سياقات المحدوديات ، فالمحدودية أصل أصيل من التكوين البشري ، فالإنسان مكون على المحدودية ، محدوية الحواس أو التفكير ، لهذا هناك مسائل من الجدير التفكير فيها لكن هناك أشياء لا جدوة في تناولها ، ولأن ابليس وَذُرِّيَّتِهِ سكنوا في العالم الالهي عّمراً ، معروف حدثه وغير معلوم زمنه ، الا أن الساكن رغم قربه وتمتعه بالحركة الواسعة بين العالمين ، جهل معرفة الأفضلية بين الأشياء ، تماماً كما هو معلوم مكوث أدم في الجنة سابقاً لمدة زمنية ، لكن البشرية تجهل كم كانت الفترة ، وهذه أبواب فتحُها ليس محرم أو خطأ بقدر أنها قد توقع خائضها في ظنون التى تتحول إلى اعتقاد راسخ .

ديكارت كان قد سبق الآخرين ، عندما وضع قاعدة ارتباطية بين الباحث المخلص والشك ، حتى لو كان الباحث قد توصّل إلى خلاصة معينة ، تبقى خلاصته في دوائر الشك ، فقائل هذه المقولة ليس فيلسوف عادي بل يعتبر الفيلسوف رينيه بين الفلاسفة مرجعية ، لأن الأطروحات الفلسفية الغربية التى جاءت لاحقاً تعتبر انعكاسات لأطروحاته والتى مازلت تدرس في الجامعات حتى الآن ، كان قد أشار في مقدمة كتابه مبادئ الفلسفة وهو في المضمون يشابه لما تحدث عنه فولتير ، قال إنما تقاس حضارة الامم بمقدار شيوع التفلسف فيها لذلك من أكبر النعم التى ينعم الله على بلد ، هي منحه فلاسفة حقيقيين ، في المقابل ، عندما تُبتلى البلدان بمجرد ناقلين للعلم غير قادرين على النظر والتفكير بالمسائل تتحول إلى مواجهة خفية بين عقلانيين وناقلين وليست كما يروج البعض بأنها بين العقلانيين والنصيين لأن النص خاضع لمعرفة مسبقة قد سبقت المخلوق الذي حاول ويحاول صنع خلاف مع النص ، لكن الأصل في الفلسفة الاحتكام إلى العقل ووظيفة العقل هي التعرف على النصوص الصحيحة والبناء عليها أو تلك التى أصابها تعديلات اثناء النقل ، فشوهت الفكرة التى تحتاج إلى تصويبها .

هنا ايضاً أشد وضوحاً ، رغم أنه تفسير كلاسيكي لكنه يكشف عن انتقال بين التقليد والحداثة ، عندما تتعرض العدالة الإجتماعية إلى انتهاكات متعددة تدخل المجتمعات في أزمات اخلاقية وسياسة ، وهذا بدوره يغيب قيم العدالة والحرية ، ففي القرن السادس عشر شهدت أوروبا فترة من الانحطاط اللغوي والأدبي والتفكيري والتكفيري الذي جعل فولتير يتساءل عن الأسباب التى دفعت ظهور مذهب البروتستانتي وما الحاجة إليه لكن إصابته الصدمة عندما شاهد بأم عينه حجم التكلفة الباهظة للانتماء له الذي جعله أن يرفع شعار في شوارع باريس ، ( اسحقوا العار ) وألحقه بواحد أخر ( وحدوا انفسكم واقهروا التعصب والاوغاد ) لأن شهدت تلك الفترة هوس غير مبرر باتجاه كل من ينتسب للبروتستانية ، قتل وتعذيب وانكار وحرمان من ابسط الحقوق المدنية الذي دفع منتسبينه بالبحث عن قارة جديد فكانت أمريكا ، البديل عن اوطان امتلأت رفوفها بالافكار العنصرية الرهابية المثقلة ، فالولايات المتحدة قامت على أفكار مثل فولتير ، التسامح بين سكانها اولاً ، بالبطع بسبب الويلات التى تعرضوا لها سابقاً في أوروبا ، كان فولتير قد ترك مقولة تشير عن استيائه ممن وضعوا البشرية بين مربعين ، حيث قال ( لقد تعبت من هؤلاء الناس الذين يحكمون الدول من علياء قصورهم ، هؤلاء المشرعون الذين يحكمون العالم يعجزون عن حكم زوجاتهم أو عائلاتهم ويتلذوون في تنظيم الكون من خلال تقسيمه إلى طرفين ( حمقى وخدم وبين حكام وسادة ) .

تعيش المنطقة العربية حالة من الترهُّل على الأصعدة كافة في الواقع ، يعود ذلك بإختصار إلى انهيار القيم وهذا نشاهده في مقامه الأول في اللغة ، فالعربية باتت لغة مجهولة للأغلبية الذي جعل القرآن كمصدر اساسي للمنظومة القيمية والأخلاقية غريب وغير مفهوم بل هناك حالة إنكار غير معلنة له ، في وقت كان التاريخ سجل مهارة لغوية ربانية تعي أولاً بالطبع بأن سلطة الكلام أقوى من السلطة وحاكت بجدارة مهارة العربي في لغته وأدبه وبالتالي جاء استسلامه للقرأن عن معرفته بالمحتوى العالي والذي يفوق قدرات البشر ، يضاف إلى هذا وهي سردية تخص الأسباب الذاتية تعتبر التفصيل الأهم ربما ، فالعرب يعيشون حالة الغرابة بكل شيء الذي يجعلهم لقمة سائغة للآخرين ، لا نتحدث هنا عن الدول بل ايضاً كأفراد فعندما يعجز الفرد عن التعرف على مصدر منظومته القيمية والأخلاقية ويكتفي بتلك التى يفطر عليها وعلى الأغلب ينسها تماماً كما نسيا الانسان الأول شكل الجنة التى خلق فيها وأقم بل بسبب النسيان اضاع الطريق التى هبط منها ، لهذا من هو مكون على النسيان فهو بالتأكيد غير مؤهل أن يكون كاملاً . والسلام
كاتب عربي



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثنائية القاعدة
- الأقطش خانه التوصيف ..
- رسالتي إلى الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد والرئيس اوردغان ...
- دول شكلية وميليشيات حاكمة ...
- حمامات الدم / الأسباب وامكانية التصحيح ...
- تهنئة أم نكاية ..
- الفارق بين حكم المجاهدين والفاسدين
- اليهودي والبشرية ..
- القديس والطمُوح ...
- الجغرافيا العربية أمام خيارين اما المواجهة أو التسليم للأمر ...
- رسالتي الي الرئيس سعد الحريري ...
- نموذج سعودي جديد في محاربة الفساد / علامة خاصة ...
- أتباع محمد عليه الصلاة والسلام بين الزهد والإسراف ...
- الإنتقال في سوريا من مرحلة التموضع إلى دائرة الاستقطاب...
- ثقافة الحرمان من التكميم إلى الموت ...
- عندما يظن البشير أنه الأسد ..
- رد اعتبار متأخر للمقتول واستحقاق غائب عن القضاء ...
- تأديب الإيراني وتريحّ الأسدي لبعض الوقت ..
- وظيفة الصندوق الدولي إبقاء الشعوب على قيد العيش من أجل امتصا ...
- متاهات المبعوث الأممي في اليمن ...


المزيد.....




- -لا خطوط حمراء-.. فرنسا تسمح لأوكرانيا بإطلاق صواريخها بعيدة ...
- الإمارات ترسل 4 قوافل جديدة من المساعدات إلى غزة
- الأمين العام لحلف شمال الأطلسي روته يلتقي الرئيس المنتخب ترا ...
- رداً على -تهديدات إسرائيلية-.. الخارجية العراقية توجه رسالة ...
- ماذا وراء الغارات الإسرائيلية العنيفة في لبنان؟
- زيلينسكي: الحرب مع روسيا قد تنتهي في هذا الموعد وأنتظر مقترح ...
- الإمارات.. بيان من وزارة الداخلية بعد إعلان مكتب نتنياهو فقد ...
- طهران: نخصب اليورانيوم بنسبة 60% وزدنا السرعة والقدرة
- موسكو.. اللبنانيون يحيون ذكرى الاستقلال
- بيان رباعي يرحب بقرار الوكالة الذرية بشأن إيران


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - الإنسان بين الإدراك والأشراك ...