أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - نايف عبوش - حقائق الوجود بين العلم والقرآن














المزيد.....

حقائق الوجود بين العلم والقرآن


نايف عبوش

الحوار المتمدن-العدد: 6120 - 2019 / 1 / 20 - 11:52
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    



لاريب أن الإنسان بحكم طبيعته البشرية، ومحدودية أفقه العقلي، على قاعدة( وما اوتيتم من العلم إلا قليلا )، يظل شديد التعلق، والتيقن بالمحسوس، بما هو منظور أمامه، من عوالم الكون المشاهدة، حيث تترسخ مرئياتها بتجلياتها المختلفة بسهولة في ذهنه، وبدرجة يقين أعلى من نظيراتها غير المرئية،خاصة وأن إدراكه لحقيقية وجودها،بما هي متجسدة موضوعيا، وماثلة أمامه عيانا، لا يحتاج منه لمزيد من البحث الفلسفي، والتنظير العلمي، للبرهنة على إثبات حقيقة وجودها .

 ولذلك فإن الإيمان بحقيقة موجودات الكون، والحياة فيما هو منظور، ومتجسد منهما، على الصورة التي أوجدهما الله تعالى عليها، تأتي في حكم البداهة، لاسيما وأن النصوص القرآنية، قد كفت الإنسان بالإخبار الإلهي ، مشقة استكناه حقيقة الوجود، وبالتالي فلم تعد هناك ثمة حاجة للخوض في جوهر ماهيات الوجود ، سواء تمكن العقل الإنساني من إدراك تلك الحقيقة بما يتاح له من إمكانات، أم لا.

 ومن هنا فإن إحكام الربط العضوي، بين عملية الخلق الإلهي للموجودات المحسوسة، في العالم المشهود، وبين التفكر في كيفيات خلقها، باعتبارها آية لذوي العقول اللبيبة، يظل أمرا مطلوبا، ليس لمجرد ترسيخ اليقين بإلهية الخلق المحسوس، والتسليم بتلك الحقيقة الملموسة، وحسب، بل ولترسيخ الإيمان بقدرة الخالق المطلقة في الايجاد الحسي، والغيبي معا، بالكيفية التي يشاؤها كموجد لكل الموجودات، على قاعدة( افلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت وإلى السماء كيف رفعت وإلى الجبال كيف نصبت وإلى الأرض كيف سطحت)، حيث يظل المطلوب من الإنسان، إمعان النظر في كيفيات الإيجاد،وليس إضاعة وقته في البحث في جوهر الماهيات .

ومع أن معطيات العصرنة بتداعياتها المادية الجارفة، قد بلدت الحس الروحي، وجففت البعد التأملي عند الإنسان المعاصر، يوم اختزلت رؤاه باليقين، بحقائق العالم المشهود فقط، وحرمته من نفحات التطلع، الذي يتجاوز حقائق مرئيات الوجود المحسوس، إلا أن الوحي الإلهي القائم على حقيقة علم الله تعالى المطلق بالغيب، وما هو مشهود، يظل، مع كل ذلك، أفضل وسيلة لإعانة الإنسان، وهدايته إلى تلمس صراط الله المستقيم، للوصول إلى حقيقة الوجود الحسي، والغيبي معا، ومن دون حاجة إلى مماحكات فلسفية، او تنطعات كلامية، قد تكون مع محدودية العقل الإنساني، وعجزه عن سبر كل حقائق الوجود، نوعاً من العبثية المقرفة .

ولذلك فإن المطلوب من الإنسان المعاصر اليوم، والمسلم بالذات ، تفعيل استثمار معطيات النصوص القرآنية الجلية، في التعامل مع المنظور من حقائق الوجود الكونية، وتنشيط التفاعل مع حقائق الوجود الغيبية في نفس الوقت ، وذلك من خلال ترسيخ اسلوب البحث في كيفيات الايجاد، واعتماد النظر في طرائقيات الخلق ، والعمل على استنتاج القوانين التي تحكمها، بما يحقق تعزيز الإيمان بحقائق الغيب، كفضاء لعالم الشهادة ، وبما يرسخ التواصل مع آفاقه، بيقينية مطلقة، تناظر يقينية الوجود الحسي ،وبالشكل الذي يفيد في إنقاذ الإنسان من تداعيات ضياع العصرنة ، وينتشله من عبثية استلابها الروحي له .






 



#نايف_عبوش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رقمنة الثقافة.. مشاركة لا نسخ
- رقمنة الثقافة
- حركة قطار الزمن لا تتوقف
- الأدب الشعبي.. تحديات التلاشي ومتطلبات النهوض
- النفط من اقتصاد الريع إلى اقتصاد تفريخ البدائل
- المطالعة بين الكتاب الورقي والكتاب الرقمي
- طاقات إبداعية واعدة
- أبو كوثر أحمد علي السالم.. صورة إبداعية في معارضة نزار قباني
- المدرسة في ذاكرة جيل طلاب أيام زمان
- اللغة العربية.. وضرورة صيانتها بالفصحى من عجمة العامية
- اتخاذ القرار.. بين المهارة الفنية والنزعة الفطرية
- الثقافة الرقمية.. وهوس النجومية السريعة
- السنونو.. في ذاكرة جيل أيام زمان
- النص الإبداعي.. بين الرمزية والمباشرة
- وجع السنين
- تربية الجيل.. وتحديات تعدد مصادر التغذية
- في إشكالية التعامل مع التراث.. تواصل أم قطيعة
- الحنين إلى الماضي.. نزعة وجدانية
- النهوض بثقافة التراث الشعبي
- إن الله لا يصلح عمل المفسدين


المزيد.....




- واشنطن -تشعر بقلق عميق- من تشغيل إيران أجهزة طرد مركزي
- انهيار أرضي يودي بحياة 9 أشخاص في الكونغو بينهم 7 أطفال
- العاصفة -بيرت- تتسبب في انقطاع الكهرباء وتعطل السفر في الممل ...
- 300 مليار دولار سنويًا: هل تُنقذ خطة كوب29 العالم من أزمة ال ...
- زاخاروفا ترد على تصريحات بودولياك حول صاروخ -أوريشنيك-
- خلافات داخل فريق ترامب الانتقالي تصل إلى الشتائم والاعتداء ا ...
- الخارجية الإماراتية: نتابع عن كثب قضية اختفاء المواطن المولد ...
- ظهور بحيرة حمم بركانية إثر ثوران بركان جريندافيك في إيسلندا ...
- وزارة الصحة اللبنانية تكشف حصيلة القتلى والجرحى منذ بدء -ا ...
- -فايننشال تايمز-: خطط ترامب للتقارب مع روسيا تهدد بريطانيا و ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - نايف عبوش - حقائق الوجود بين العلم والقرآن