حمدى عبد العزيز
الحوار المتمدن-العدد: 6110 - 2019 / 1 / 10 - 15:39
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
يافخامة شيخ الأزهر ..
كان جيداً منك أن تتصدي - كرجل دين لاينبغي أن يتخطي دوره حدود هذا - لفتاوي التحريم المذهبي لبناء الكنائس المسيحية والمعابد اليهودية ..
، ولكن كان عليك أن تعلم أن الدولة الوطنية الحديثة ذات الطابع العلماني وليس سواها هي ماتضمن بناء الكنائس والأديرة والمعابد ، ودور العبادة
بحيث لايكون ذلك ناتج منة ، أو فضل من أحد بعينه أو جهة ، أو تحت حماية وكنف ورعاية أي جماعة ما طائفية أو مذهبية أو أي تكوين بعينه من تكوينات الأمة بل كحق من حقوق المواطنة التي تكفلها الدولة الوطنية الحديثة ..
وأن الأمر هنا لايتعلق فقط ببناء دور العبادة بل يمتد لتضمن لمواطنيها حرية أداء الشعائر الدينية في آمان وسلام ، في ظل ضمان حرية العقيدة الدينية والمذهبية ، وفي سياق حرية الفكر والعقيدة بشكل أساسي في سياج قانوني قوامه حقوق المواطنة ..
وهي التي تضمن عدم هيمنة أي من المؤسسات الدينية أو الدعوية وعمائمها علي الحياة العامة ، وتضمن كذلك عدم تنصيبها كرقيب عام أو وصي علي الحياة الفكرية ، والثقافية للمواطنين..
وهي التي تضمن - دون سواها - حماية الأديان من التلاعب بها في ميدان التجارة السلطوية ، وتمنع توظيفها في تأسيس أوخدمة أي نظام سياسي ..
ياصاحب أكبر عمامة أزهرية
إخواننا في السبيكة الوطنية مواطنون لهم حقوق مواطنة
ولا يصح أن يأتي ذكرهم علي ذكر (نصاري نجران) ولو علي سبيل المثال والتدليل فترديد ذلك الآن (كما أراه أنا كمواطن ينتمي لمصر العريقة) هو جزء من سياق طائفي بغيض ..
ليس لدينا نصاري
لدينا أهلنا المسيحيين كأحد تكوينات العمق في السبيكة المصرية
والحقيقة التي يجب أن تعلمها أن المصريين جميعاً (أقباط) وكل ماهنالك أن بيننا من هو يدين بدين المسيحية علي تعدد مذاهبها ، وبيننا من هو يدين بالإسلام علي تعدد مذاهبه ،وهناك من يدين باليهودية ، وهناك من يدين بمذاهب دينية أخري ، وهناك من لايدين بدين .. لكننا جميعاً أبناء تلك السبيكة المصرية الفريدة التي ينبغي علي مؤسسة الأزهر أن تدرك طبيعتها وجوهرها جيداً قبل صياغة تلك الخطابات الإستعلائية ..
فلتكف عن ترديد مقولات الإستعلاء الديني الذي أدت - ضمن ماأدت - إلي مانحن فيه من كوارث التطرف والإرهاب والفاشية الدينية ..
ــــــــــــــــــــ
حمدى عبد العزيز
#حمدى_عبد_العزيز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟