صبري يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 6108 - 2019 / 1 / 8 - 13:32
المحور:
الادب والفن
عبد برصوم رسالةٌ مكتنزةٌ بأرقى تجلّياتِ الإبداع
17
كم آلمَ فراقَكَ النحَّات أكثم عبدالحميد
زميلُ كلّية الفنون في زمنِ القهقهاتِ الطّافحة
بطموحاتٍ شاهقة كقاماتِ الجبالِ
شغفٌ عميقٌ راودَهُ لرؤياكَ قبلَ الرّحيلِ
رؤاكَ حملتْ مشاريعَ عملاقة
رؤاكَ نسائمُ فنٍّ في دنيا منزلقة
في أعماقِ الصَّحارى
رؤاكَ أنيسُ أملٍ فوقَ ضجرِ العمرِ
رؤاكَ سنبلةٌ شامخةٌ فوقَ مناراتِ المدائن
هلْ انبعثتْ صورُ الأصدقاءِ تتراءَى أمامَكَ
وأنتَ تودِّعُ منعرجاتِ هذا الزّمان؟!
هل رفَرَفَ الفنّان غازي عانا
صديقُ النّحتِ في مخيالكَ
أم أنّكَ كنتَ تائهاً
في خضمِّ ملايينَ الصُّور؟!
دمعةٌ ساخنة طفحتْ من عين الفنّان غازي عانا
كيفَ فاتَكم غدرَ هذا الزّمان ..
وحدَها القصيدة شامخة على وجنةِ الزّمنِ
ومنحوتاتكم أكثرَ بقاءً من شهقاتِكُم المعفرّة بالآهاتِ؟!
كم من الآهاتِ حتَّى اكفهرَّ وجهُ الصَّباح!
كم من الحنينِ حتَّى هاجَتِ البحارُ!
كم من الأصدقاءِ انسابَتْ دموعُهُم
على رحيلِ آفاقِ رؤاكَ!
رؤاكَ يا صديقي ينابيعُ أملٍ مخضَّلة بالإبداعِ
رؤاكَ رحيقُ أزاهيرٍ مبلَّلةٍ بانسيابِ دموعٍ
على أوجاعِ الوداعِ!
هلْ رآك النّحات مظهر برشين في مآقي السّماءِ
مرفرفاً فوقَ هلالاتِ المحبّة؟!
كيفَ تحمَّلَ الفنّان كابي سارة
آخر شهقاتِ الانطفاءِ؟
كيف تحمَّلَتْ خدّاهُ ذكريات عقودٍ من الزّمانِ؟
كيفَ انسابتْ مآقيه دمعاً وهوَ على بُعْدِ أمتارٍ من دنياكَ؟!
كيفَ سيرسمُ طفوحَ الدُّموعِ على أنينِ شهقاتِ البكاءِ؟!
وأنت يا عمر اسحق ..
أيُّها الفنّان المرهف إلى حدِّ الاشتعالِ
هل جنَّ جنونَكَ لهذا الفراقِ؟!
فراقُ النّحّات عبدالأحد برصوم
إلى أقاصي السّماءِ!
وجعٌ في تجاويفَ حلقي يزدادُ أنيناً
وجعٌ في لبِّ الرّوحِ يموجُ أسىً
سؤالٌ لا يبارحُ مخيالي
مَن قادَكَ يا عبد إلى دنياي
وأنتَ في رحلةِ عبورٍ إلى زرقةِ الأعالي؟!
مَنْ قادَكَ إلى دنياي كي أمسكَ قلمي
وأغوصَ عميقاً في تلاطمِ بحارِ الأنينِ؟!
أيُّ قدرٍ قادَكِ إليّ
أيّها المعجون في جرحِ القصيدة؟!
كيفَ طفحَتْ دموعُ النّحّات البديع محمّد بعجانو؟
كم شعرَ بضراوةِ الأسى وفداحةِ الرّحيلِ؟
هل سينحَتُ بعجانو لكَ تمثالاً معشّقاً
بحكايا مجنّحة نحوَ رحابِ الأساطيرِ؟!
كيفَ انسابتْ دموع الفنّان جاك إيليّا
وهو يسمعُ موسيقاك
هل ستقفزُ ذكريات معتّقة بالفرحِ
إلى أهازيجَ بوحِ القصيدة؟
كم كانَ رحيلكَ صادماً على جبينِ الأصدقاء!
وخزةُ حزنٍ تغلغلتْ إلى أعماقِ الفنّان نزار صابور
توغَّل أنينُ الفراقِ إلى قلوبِ الأحبّة
في أصقاعِ المعمورة
وقفَ الفنّان يعقوب ابراهيم مذهولاً بما رأته عيناه
تمتمَ بأسىً، رحيلُ الفنّان عبدالأحد برصوم
إلى هلالاتِ السَّماء!
تجمّدتْ دمعتان في مقلتيهِ
وقفَ يعقوب مشدوهاً
لتفاقمِ شراهاتِ الاشتعالِ ..
ينظرُ إلى هلالاتِ الماضي البعيدِ
تدفَّقَتْ ذكرياتٌ وقهقهاتٌ ولقاءاتٌ
من لونِ شموخِ التَّماثيلِ
عبد برصوم بصمةٌ إبداعيّة شاهقة
في قلوبِ الأصدقاءِ!
13 . 9 . 2018
#صبري_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟