محمد جعفر الحسن
الحوار المتمدن-العدد: 6103 - 2019 / 1 / 3 - 23:37
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
غريبة تلك الظاهرة التي رافقت تشكّل تحالف البناء؛ أبتدأ من الترحيب بالخنجر وانتماءه الى التحالف كقيادي مؤسس، وأخيرها حادثة وزيرة التربية ذات الأصول الداعشية!
ما بين هذه التحولات الكبرى، ظهر اسم وزير الشباب والرياضة صاحب الفكر المتطرف والمتهم بجرائم إرهابية إبان حقبة القاعدة. ايضاً تمحورت عقدة استكمال الكابينة الوزارية حول أسماء شخصيات مرتبطة بحقبة حكومية سابقة طغت عليها النعرات الطائفية والإرهاب والفساد، كما هو الحال بالنسبة للسيد فالح الفياض كمسؤول وليس كشخص. وزير الشباب رشح من قبل تحالف البناء او "سنة البناء"، والإصرار على الفياض يأتي من البناء. هنا يتضح أنّ مشروع البناء هو محاولة لإعادة الزمن قليلاً. صحيح أنّ الزمن لا يعاد ولا يدوّر، بيد أن الأسس لا تنتج سوى ما تبنى عليه. فالعدد (2) مثلاً ينتج (4) عندما يرفع للأس (2)، وهكذا السياسة: الحكومة لا تنتج نجاحاً عندما ترفع الى الأس (داعش) أو الأس (مذهبة)..!
بديهة لا تخفى على أحد، ولكنها غابت -ظاهرا- عن قادة البناء. ثمة من يقول أنّ الضرورة تبيح الاستثناء، وطالما كانت ورقة البراءة موقعة بقلم الخنجر، فلا ضير حتى على من أتهم بسفك الدماء!. وهذا يوصلنا إلى أنّ صفقة جرت بين ممثلي "داعش" من الساسة والتجار وبين قيادات بارزة أدعت مقارعتها لداعش، بمعنى آخر: شراكة افضت الى
عودة داعش بثوب سياسي وبالتالي تواجدهم في مراكز قيادة الدولة عبر بوابة تحالف البناء الذي كان يعترض على تسوية لم تشمل داعش ولا خنجرها..!
لا اعذار ولا تبريرات، فالبناء يمتلك معولاً لهدم التقدم الذي حققته حكومة العبادي سواء على مستوى خفض منسوب الصراعات والأزمات الطائفية او على مستوى طمس مخرجاتها، واعني به الإرهاب وكوارثه التي ازدهرت بعهد السيد المالكي القيادي بالتحالف!.
إنّ معول البناء، هو وسيلة اجبار الدولة على انتهاك حصانة الدم وسيادة الدستور، عبر توزير شخصيات إرهابية وطائفية وفاسدة او فاشلة، وهذه الوسيلة ناجعة في إعادة الأدوار السابقة: حماة الطوائف وأسياد السلاح. الامر الذي يصيب (الرأس) الجمعي بدوار المناكفات.
#محمد_جعفر_الحسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟