أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - رياض الدبس - السودان العميق وضحالة البشير















المزيد.....

السودان العميق وضحالة البشير


رياض الدبس

الحوار المتمدن-العدد: 6103 - 2019 / 1 / 3 - 16:51
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


السودان العميق وضحالة البشير
تحولت الاحتجاجات الشعبية في السودان التي انطلقت في نهايات العام الماضي، من مطالب معيشية إلى سياسيه، تدرجت من حل البرلمان والوزارة وصولاً إلى تنحيه الرئيس عمر البشير. وكعادة النظم الشمولية، لم تكتفِ السلطة بالتصدي للمتظاهرين بالماء والقنابل المسيلة للدموع؛ بل استخدمت الرصاص الحي في أحيان كثيرة، وسقط ما لا يقل عن عشرين محتجًا. وفي آخر أيام السنة وبمناسبة يوم الاستقلال كثّف المحتجون نشاطهم، وأعلن المهنيون انضمامهم للاحتجاجات ليلتحقوا بالأطباء الذين أعلنوا الإضراب والمحامين، والطلبة، واعلن إثنان وعشرون حزبًا_معظمهم كان مشاركًا في السلطة_عن تشكيل "جبهة وطنيه للتغيير"، وعن دعمهم لمطالب المحتجين، وطالبوا بتشكيل مجلس وطني يدير القضايا الأساسية وهيئة انتقالية، وحل البرلمان والوزارة. ووعد البشير بدوره بزيادة المرتبات، ودعم الخبز والمحروقات، وتحسين الحياة المعيشية، والنهوض بالبلد، وتشكيل لجنة تقصي الحقائق حول القتل، وانتخابات حره عام 2020 ودستور يلبي تطلعات الجميع، ودعا إلى الحوار بين جميع القوى من دون اقصاء، وذلك في كلمته التي ألقاها في يوم الاستقلال، وفي كلمة قبلها أمام ضباط الشرطة، حيث أشاد بجهودهم، ووجه بالتعامل المرن مع المحتجين، محتفظًا لهم بـ"حق استخدام القوة عند التعرض لاعتداء". ولم يتردد الرجل في اتهام البعض من المحتجين بالتآمر، والتدريب في الخارج لإثارة الفتن، وقد قامت سلطاته باعتقال بعض قادة الأحزاب بحجة استغلال الوضع لتحقيق مكاسب سياسية.
ولد البشير عام 1944، واستلم السلطة إثر انقلاب عسكري على حكم الصادق المهدي زعيم حزب الأمة عام 1989، ولم يخرج البشير عن القاعدة السائده في الانظمة العربية، (لا يزيح الحاكم عن كرسية إلا الموت) باسم الديمقراطية أو بقوة أجهزته الأمنية وحزبه المؤدلج، أو بأساليب أصبحوا خبراء فيها...
عام 2013 قامت موجة كبيرة من الاحتجاجات على الغلاء والفقر والبطالة موجهة ضد البشير ونظامه، ووعد البشير حينها، بانه لن يترشح لانتخابات 2015، ولكنه نكث بوعده، ولا يزال حتى الآن. ويكرر الآن وعده للسودانيين بانتخابات حره وشفافه عام 2020 ولم يذكر أنه لن يترشح.
ثلاثون عامًا في السلطة، كان من حصادها: تراجع قيمة الجنيه من اثنين إلى ثلاثين جنيهًا مقابل الدولار، وحرب في الجنوب استمرت واحدًا وعشرين عامًا انتهت بانفصال جنوب السودان عام 2011، وانخفض إنتاج النفط من ثلاثة ملايين برميل إلى مليونين برميل يوميًا. بالإضافة إلى الاقتتال في دارفور والقائمة تطول.
عندما زار البشير سورية قبل الاحتجاجات والتقى الرئيس الأسد، حضر وغادر برعاية روسية وعلى متن طائره روسية_حسب وكالات الإعلام، ويبدو أنه يستشعر ازدياد الخطر المحيط به جراء تحرك المحتجين وأحقية مطالبهم كما وصفها هو نفسة، ولكنه وجّه الاتهام لمجموعات منهم بالارتباط والتدريب الخارجي والتآمر وإثارة الشغب كالعادة، واتهم الاحزاب باستغلال الحراك لتحقيق مكاسب سياسية، وكل هذه المبررات يعرفها السودانيون كما خبرها الكثير من أبناء مناطق ثورات الربيع العربي.
يبدو أن البشير قرأ دروساً في التعامل مع هذة الحالات، وقد يكون تلقى نصحَا أيضَاً من اصدقائه، ووعودًا بدعم المحروقات، وفي مجال الزراعة وبعض المواد التموينية الضرورية. ويعتقد أن الأزمة تتفاقم وخاصة أن الموازنة للعام الحالي وضعت مع مديونية كبيرة. مهما تكن النتائج فإن السودان ينظم إلى ركب التغيير الذي لم يحدد شكله إلى الآن، ومن المفيد أن نطرح مجموعة من الأسئله في هذا السياق. ما شكل التغيير؟ وما زمنه ؟ ومن سيحصد النتائج ؟ ما هو حجم الخسائر؟
السودان مياه وافرة وأرض خصبة وثروه حيوانية متنوعة وكبيرة، وقائمة طويلة من المحاصيل الزراعية التي تميزه. ولكن على الرغم من ذلك فالسودان بعيد عن الاكتفاء الذاتي نتيجة السياسات الفاشلة والفساد والاستبداد. على سبيل المثال يستورد السودان أكثر من40% من حاجته من القمح على الرغم من أن أرض السودان تكفي نظريًا لكي يكون مُصدِّرًا له.
يؤشر هذا الوضع الاقتصادي والاجتماعي والسياسيي المتردي إلى أن السودانيين بكافة شرائحم_ باشتثناء اتباع السلطة وبعض من اعضاء حزبه_ ماضون في سعيهم إلى التغيير، من خلال هذا الحراك الشعبي الذي يمثل شرائح المجتمع، من أجل حل المشاكل المعيشية الأساسيه والانتقال إلى نظام يكفل الحريه والكرامة والعدالة والمساواة وينهي الفساد والاستبداد. والمؤشر الآخر يرتبط بالعلاقة بين الداخل والخارج والمصالح المشتركة وكيفية التعامل معها، وموقع كل قوة ودورها في هذا الإطار، ودور القوى الإقليمية والدولية ومدى تأثيرها ومصالح كل منها المخطط لها أو المستحدثة حسب تطور الوضع وملئ الفراغ الحاصل ؟ اتفقت أحزاب المعارضة على الهدف السياسي، وهذا مؤشر هام وإيجابي بغض النظر عن المحاور التي ستذهب فيها، ولم تناقش الامور من منطلق أيديولوجيا كل حزب منفردا وهذه خطوة مهمة، والنظام يستشعر الخطر ويرحب بالتفاوض معترفا بأحقية المطالب المعيشية . أما الذهاب للعنف المفرط، فهو بالإضافة إلى أنه غير مبرر أخلاقياً ويضر بالقاتل والمقتول، فهو لا يحقق انتصاراً فعلياً للنظام أو لمعارضيه، بل يؤدي إلى زيادة المعاناة على كافة الأصعدة ودمار البشر والحجر. العنف هو قانون الأنظمة الشمولية والمستبدة والطغاة ، وهو أحد أشكال ردود الفعل المعارض، وأحيانا أجندة بعض المتطرفين. وإذا قرر النظام الدخول في هذه الدوامة_ أو بعض المتطرفين_ فهي مجزرة بحق الطرفين، وحالة فلتان ليست أقل من غيرها. قد يفعلها البشير، إذا لم يتلق الدعم المادي والغذائي والنفط من شركائه واستشعر الخطر، ويغرق القارب بحمولته.
أعتقد أن أمام البشير خطوه مهمة مفيدة له وللسودان وشعبها وهو الإعلان عن تخليه عن السلطه والاستجابه لمطالب الشعب بتشكيل هيئة انتقالية، يكفيه تلاثة عقود في سلطة متخلفة. نحن على أعتاب تشكيلات جديدة في المنطقة بكاملها، لم تتضح أوراقها المخفية بعد، وإن كانت ملامحها العامة قد انكشفت؛ فإن قواها المهيمنة وأدواتها والمنافع الموزعة أو قيد التوزيع لم تتضح بعد.



#رياض_الدبس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - رياض الدبس - السودان العميق وضحالة البشير