أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كلكامش نبيل - أجيال ما بين بنغلاديش وبريطانيا - قراءة في رواية -بريك لين- للكاتبة مونيكا علي















المزيد.....

أجيال ما بين بنغلاديش وبريطانيا - قراءة في رواية -بريك لين- للكاتبة مونيكا علي


كلكامش نبيل

الحوار المتمدن-العدد: 6097 - 2018 / 12 / 28 - 02:07
المحور: الادب والفن
    


"بريك لين"، رواية مثيرة للاهتمام للكاتبة البريطانية البنغالية مونيكا علي تتحدث عن حياة البنغاليين في وطنهم وبريطانيا وتقارن بين الأجيال المختلفة منهم. تناقش الرواية الطويلة – حوالي 770 صفحة – موضوعات مهمة مثل واقع المرأة في بنغلاديش وواقع الفتيات الريفيات اللاتي يأتي بهن الرجال الى بريطانيا لانهم ببساطة يبحثون عن زوجة مطيعة وتتماشى مع ثقافتهم في وطنهم. كما تناقش الرواية موضوع صدام الثقافات، بين الأوروبيين والمهاجرين، الاسلام والمسيحية، العلمانية والتدين، وتفضح الكثير من التناقضات التي تعيشها شعوب العالم الثالث.

في هذه الرواية نقرأ عن مصادفات غريبة منها ولادة البطلة ميتة وعودتها للحياة، وقد شعرت بأن ذلك مقصود للإشارة بأن حياتها لم تكن تشبه الحياة كثيرا في الواقع. وتتطرق الكاتبة مونيكا علي الى القدر، هذا المعطل للتحرك والتغيير في دول الشرق المؤمنة به، والذي يلقي بظلاله الوخيمة على الرواية في كل التفاصيل، حيث نقرأ، "علينا ان نتحمل ما لا يمكن أن نغيره، وطالما أنه لا شيء يمكن تغييره، يجب علينا ان نتحمل كل شيء".

تتناول الرواية بوضوح ذكورية المجتمع وحرية الرجال في فعل ما يريدون حيث نقرأ، "الرجال يفعلون ما يحلو لهم في هذا العالم" ونقرأ عن ظلم الزواج غير المتكافيء في السن، وجلب القرويات من بنغلاديش الى بريطانيا بهدف الزواج من رجال أكبر سنا بدون ان يتعرفوا على بعضهما ومن دون حب. تسمع بطلة الرواية نازنين كلام زوجها عنها ووصفها لصديقه بأنها "فتاة قروية، غير جميلة، لكنها شغالة جيدة". تتكرر في الرواية فكرة أن "الأسئلة للرجال" ويرفض الزوج تعليم زوجته الانجليزية، على الرغم من تبجحه بأنه متعلم.

تتحدث الرواية عن أحياء البنغاليين، شوقهم لوطنهم حيث نقرأ، "نداء الوطن أقوى بكثير من نداء الدم"، وآمالهم الكبيرة وغير المنطقية عند القدوم الى بريطانيا، والصعوبات التي يواجهونها، ورفضهم لتقاليد المجتمع الجديد ونقل قراهم الى بريطانيا، وخوفهم على ابناءهم وتغيرهم وحديثهم عن تناول الكحول من قبل بعض الشباب، ورغبتهم في العودة الى بلادهم خشية ان تفسد الأجيال الجديدة.

تصوّر الرواية واقع العديد من الشعوب في الواقع، ونقمتها على الغرب وتوقها للذهاب والعيش فيه بشكل يفضح تناقضات كبيرة. تتعرف نازنين عندما تبدأ بالعمل في الخياطة على شاب اسمه كريم، ويبدأ بالتردد على المنزل، ويصلّي أحيانا ريثما ينتظرها لتنهي عملها. تتحدث بطلة الرواية عن الدين معه، وتتساءل ان كان المسيح وغاندي من الرموز المتسامحة في حين أن محمد كان محاربا. يبدأ هذا الشاب بالدعوة الى اجتماع ديني، ويحكي لها عن البوسنة والشيشان ورغبته في الانتقام من روسيا، ويتطرق لفلسطين وأنهم يحتجون على مقتل طفل فيقتل آخر في الاحتجاج. توضح الرواية تمرد الأجيال المنفتحة بتطرفها، وبذلك يتحول كريم تدريجيا الى شاب منغلق في كل نواحيه.

تتطرق الرواية لتوضيح تناقضات كريم الذي يقيم علاقة حب مع نازنين فيما يبدأ بالتحول الى شخص متدين، فيطلق لحيته ويرتدي الملابس الافغانية ويأتي ليضاجع امرأة متزوجة فيما يقرأ لها نصوص من البخاري والقرآن ويحدثها عن الغرب وضحايا الحصار الاقتصادي في العراق وقتل المسلمين، وينكر في الوقت ذاته ان لاحداث أيلول 2001 علاقة بالاسلام. وتشير التفاصيل الأخرى الى الصدامات بين "نمور البنغال" و"قلوب الأسد" في لندن، والى تذمر البيض من ضياع هوية بريطانيا – البيضاء والمسيحية – وتذمر المهاجرين من العنصرية ضدهم. نلاحظ لوم المهاجرين للحكومة على كل شيء يصيبهم بما في ذلك انتشار المخدرات في أوساط شبابهم.

في تفاصيل أخرى، نقرأ عن نقمة الزوج "شانو" على الغرب واتهامه له بتدمير بنغلاديش وكل شيء منتج فيها واعتباره ان ثقافتهم اقوى من ثقافة أوروبا وانهم خائفين منها. لكن ابنتي شانو لا تفضلان العودة الى هناك وكذلك زوجته. تسرد الرواية مأساة والدة نازنين وهروبها من المنزل، وكذلك حياة شقيقتها حسينة التي هربت لتتزوج بمن تحب وتعرضت للنبذ والطلاق والاستغلال الجنسي والانتهاء بها كخادمة في المنازل. كانت المراسلات بين الشقيقتين مؤثرة وتوضح مأساة النساء في العالم الثالث وقصص مرعبة عن استخدام الحمض لتشويه النساء المسكينات.

تتطرق الرواية ايضا الى نقاش جارة نازنين – السيدة إسلام – المرابية التي تستغل حاجة الناس وتغرقهم في ديون لا نهاية لها، لكنها ترفض بتاتا وصف ما تقوم به بأنه "ربا".

في النهاية، يحتدم الصراع الداخلي بخصوص العودة الى بنغلاديش، لكن نازنين تتخذ القرار وتعيش كما تحب. في آخر فصل، يتحقق حلمها بالتزلج على الجليد، على يد ابنتيها.

انها رواية مهمة وتناقش موضوعات معاصرة وحساسة، وقد أثارت غضب البنغاليين في بريطانيا بعد فوزها بجائزة البوكر الدولية وتحويلها الى فيلم بذات الاسم في عام 2007. في مقدمة الكتاب يشير "محمد القدوسي"، مقدم ومراجع الرواية التي ترجمتها سها سامح، الى شكوكه بخصوص تصوير الكاتبة لمجتمعها – مع انها من أم انجليزية وأب بنغالي – بأنه سيء ويعزو ذلك الى أن والدها يعاني من أزمة هوية.

بعض الاقتباسات:

كل شيء يجب ان يتغير من أجلهن، أما هن فليس عليهن أن يغيرن شيئا واحدا، هذه هي المأساة.

العمل كالعلاج، البعض يجده لعنة، لكنني لا أجده كذلك. العمل يجلب الصداقة الحقيقية والحب الحقيقي، أما حب الزواج ربما من الأفضل ان ندعوه شيئا آخر غير الحب. في الزواج ينمو الحب بطيئا، بطيئا: التعود، الجلوس معا، تعطين قليلا هنا وتأخذين القليل هناك، وهكذا الأمر في العمل.
أحيانا عندما يرى الناس شيئا جميلا فإنهم يريدون أن يدمروه، لأن هذا الشيء يجعلهم يشعرون بالقبح، فيتصرفون بقبح.

لأن ثقافتنا قوية جدا، وما ثقافتهم؟ التلفزيون الحانة إلقاء الأسهم ركل الكرة هذه هي ثقافة الطبقة العاملة البيضاء

كل حياة ليست أكثر من حفنة من الحشائش في هذا المرج.

الأمر هو انك عندما تكبر في السن لا تحتاج إلى أن يبقى كل شيء ممكنا، أنت فقط في حاجة إلى أن تكون بعض الأشياء مؤكدة.

في كل مكان في البلد، يتعلم أطفالنا أن الاسلام دين عظيم، ولكن الحقيقة واضحة، ان الاسلام يضطرم بالبغضاء، في الخارج يولد الاغتيالات الجماعية، وفي مدننا يفرخ المتظاهرين الاشرار

هناك نوعان من الحب، النوع الذي يبدأ كبيرا ويتآكل ببطء، الذي يبدو أنه لا يمكن استهلاكه كله ثم ينتهي يوما ما، والنوع الذي لا تلاحظينه في البداية، لكنه يضيف القليل والقليل الى نفسه كل يوم، كأنه محار يصنع اللؤلؤ، ذرة بعد ذرة، جوهرة من الرمال.



#كلكامش_نبيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العدالة والانتقام – مطاردة النازيين الهاربين في فيلم -العملي ...
- إيجه، كنعان وسوريا – اطلالة على حضارات شرق المتوسط
- توق الى الحياة والنور – قراءة في رواية -تلك العتمة الباهرة- ...
- قصة كمال – أسرار أغنية يونانية عن العراق والمشرق
- عبث الانتظار - قراءة في رواية -في انتظار جودو- لصمويل بيكيت
- سُريالية رومانسية حالمة - قراءة في كتاب -كأنني أسابق صخرة- ل ...
- عالم عجائب عراقي - قراءة في رواية أنيس في بلاد العجائب للروا ...
- جولة روحية وفكرية - قراءة في كتاب -تجوال- للكاتب الألماني هي ...
- أفول الأصنام - اعلان نيتشه الحرب على الدين والأخلاق والفلاسف ...
- رسالة الى المؤرخ والصديق عمر محمد - أدمن عين الموصل
- رومانسية سوداوية - قراءة في -أزهار الشر- للشاعر الفرنسي شارل ...
- المنفى والوجود واللغة - قراءة في المجموعة الشعرية -مديح الطا ...
- تأملات في الإنسان والوجود والإلوهية - قراءة في كتاب -تصوف- ل ...
- اطلالة على قصور اسطنبول - قصر بيلارباي
- مآثر السريان في المشرق - قراءة في كتاب عصر السريان الذهبي لف ...
- رؤية محايدة لمشاهدتي الأولى لفيلم الرسالة
- الاسلام في عيون مبشر أميركي - قراءة في كتاب -الاسلام أو دين ...
- ابحار في فهم الذاكرة والنوستالجيا – قراءة في رواية -الجهل- ل ...
- إطلالة على الأدب الأرمني - قراءة في المجموعة القصصية -عندما ...
- تفكيك المبادئ والمواقف – قراءة في رواية إدوارد والله للكاتب ...


المزيد.....




- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...
- مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
- مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن ...
- محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كلكامش نبيل - أجيال ما بين بنغلاديش وبريطانيا - قراءة في رواية -بريك لين- للكاتبة مونيكا علي