ياسر المندلاوي
الحوار المتمدن-العدد: 6090 - 2018 / 12 / 21 - 17:08
المحور:
الادب والفن
بيت ركن
تسكن فتاة أحلامه في بيت ركني، تتصدر واجهته لوحة مكتوب عليها (الدار للبيع).
البيت ركن والمغالات في سعره، بسبب موقعه المتميز، أمر مألوف، فعزف عن شراء البيت ليخطب الفتاة من أبيها.
طلب والد الفتاة مهورا تفوق سعة خياله، فخرج حزينا تلفه دوامة الخيبة والإنكسار. وما أن تجاوز عتبة الباب الخارجي للمنزل، أدار وجهه ناحية البيت صارخا:
ـ البيت ركن إفتهمت، قابل هي هم ركن ؟
الحذاء
خرجت من الحانة بهيئة يرثى لها. سقطت على الأرض ثم نهضت لتسقط مرة أخرى. إستنجدت بالمارة لمساعدتها على النهوض، فهرعت لنجدتها، وما أن وقفت على قدميها، بادرتها متسائلا:
ـ هل شربت من الخمر ما يفوق قدرتك على التحمل؟
أجابتني وحركة يدها تشير إلى رأسها:
ـ لم أفعل، بل أخطأت في إرتداء الحذاء المناسب !!
البئر
تزوج إبنه الشاب من فتاة جميلة. إلتصق بها ولم يفارقها إلا لقضاء حاجة. لإطفاء حرارة الجوع أو لإرواء عطش.
ضاق الأب ذرعا بتقاعس إبنه عن العمل، وإنشغاله بزوجته، فناداه إلى باحة المنزل حيث تنتصب الأشجار الباسقات وهي تحيط بشكل دائري ببئر مليئة بالحصى وسط الباحة، وقال له ناصحا:
إسمعني يا ولدي، فأنا منذ اليوم الأول من زواجي من أمك، أطال الله في عمرها وأرضاها، كنت أرمي حصاة في هذه البئر عن كل مرة أعاشرها، وبعد مرور كل هذه السنوات وأنت الآن في الخامسة والعشرين من عمرك، وكما ترى، إمتلأت البئر بالحصى، والذي أعرفه وتعرقه لم يمتليء بعد.
#ياسر_المندلاوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟