أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كوثر الياسري - لماذا يكذب القادة















المزيد.....

لماذا يكذب القادة


كوثر الياسري
باحثة سياسية

(Kawthar Hassan Al_yasiri)


الحوار المتمدن-العدد: 6086 - 2018 / 12 / 17 - 23:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ان أسباب عديدة تقف وراء اهتمام الناس بموضوع الكذب، ابتداء اغلب الناس يعدون الكذب سلوكا مستنكرا، على الأقل للوهلة الأولى. وهم لا يتقبلون ان يطلق عليهم أحد انهم كاذبون، حتى ان كانوا يمارسون الكذب بين الحين والأخر.
وعلى الرغم من الكذب يمثل عاملا مشنا في الحياة العادية، الا ان هناك مبررات استراتيجية للقادة لكي يكذبوا، في بعض الأحيان، على دول أخرى وعلى شعوبهم أيضا، ويعتقد القادة أحيانا ان عليهم مسؤولية أخلاقية للكذب لحماية بلادهم. بعبارة أخرى، فأن الكذب الدولي ليس بالضرورة فعلا خاطئا في الحقيقة، فهو كثير ما ينم عن فراسة، وقد يكون ضروريا بل فاضلا في بعض الظروف.
والجدير بالذكر ان القادة أكثر ميلا للكذب على شعوبهم في شؤون السياسة الخارجية من كذبهم على الدول الأخرى، ويبدو هذا صحيح في الدول الديمقراطية والتي لديها سياسات خارجية طموحة، وتميل الى شن حروب باختيارها، أي عندما لا يكون هناك خطر واضح يهدد مصالح البلد الحيوية ولا يمكن التعامل معه الا بالقوة.
نادرا ما يتعرض القادة والدبلوماسيون للعقاب حين يكذبون، وخصوصا عندما يفعلون ذلك تجاه شعوب أخرى، وربما يكون الاستثناء الوحيد لهذه القاعدة حين يصبح معلوما ان القادة قد كذب على شعبه بخصوص سياسة فاشلة اضرت بالمصلحة الوطنية. لذلك فمن غير المحتمل ان يدفع القائد الذي يكذب على شعبه بخصوص سياسة معينه ثمنا سياسيا ان نجحت تلك السياسة في تحقيق أهدافها. فعندما يتعلق الامر بالسياسة الخارجية، فان النجاح يغفر الكذب، او على الأقل يجعله متقبلا.
وعلى المستوى العام، فمن الممكن التفكير في الكذب اما من منظور مطلق واما من منظور نفعي، فأصحاب المذهب المطلق يعتبرون ان الكذب دائما خطا، ومن النادر ان تكون له جوانب إيجابية. اما المنفعيون في الجانب الاخر، فانهم يرون ان الكذب يكون منطقيا في بعض الأحيان، لأنه يحقق غرضا اجتماعيا مفيدا، ولكنه لا يحقق تلك الفائدة في أحيان أخرى. ولعل النقطة الأساسية هنا تحديد متى وكيف تتحقق تلك المنفعة.
ان القادة يكذبون دوليا لسببين مختلفين. فهم قد يكذبون خدمة للمصلحة الوطنية، وهذا ما يعرف بـ(الكذب الاستراتيجية) والتي عادة ما يستخدمها القادة ذريعة للحفاظ على مصلحة بلدانهم في وجه التقلبات السياسية مع الغير.
وهناك تحليل يطرح عدد من الادعاءات والمزاعم، الا ان خمسة منها تتميز عن الأخرى:
1. يأتي الكذب الدولي على شكل مجموعة من الاشكال، الا ان التمييز الأكثر أهمية هو بين الكذب الذي تمارسه الدول على بعضها بعضا، والكذب الذي يمارسه القادة والزعماء على شعوبهم.
2. يكذب القادة والزعماء عادة لأسباب استراتيجية جيدة، وليس لأنهم جبناء او انهم فاسدين.
3. في حين ان الكذب بين الدول هو دعامة دائمة في السياسة الدولية، الا انه ليس امرا شائعا في مناقشة بين الدول.
4. ان أكثر أنواع الكذب خطورة هو ذلك الذي يكذب فيه القادة والزعماء على مواطنيهم. من الأكثر احتمالا ان تؤدي هذه الأنواع من الكذب الى نتائج سلبية وتضر بالموقف الاستراتيجي للدولة من الكذب الذي يمارسه القادة والزعماء على دول أخرى. وان من شان هذه الأنواع ان تساهم بشكل كبير احتمالا في افساد حياة السياسة والاجتماعية في الوطن، والتي ينجم عنها عواقب وخيمة في الحياة اليومية.
5. بسبب ان الولايات المتحدة قوية جدا، ومنخرطة بشكل كبير في العالم، فان قادتها غالبا ما يواجهون حالات فيها الكثير من الحوافز تدفعهم الى الكذب على دول أخرى او على شعبهم. ان هذه المسالة ذات مخاطر كبيره لان الكذب الدولي له عواقب سلبية خطيرة.
يمكن للقادة والزعماء في عالم السياسة الدولية ان يكذبوا بسبعة اشكال مختلفة. تخدم كل اكذوبة هدفا محددا بالرغم من ان اكذوبة واحدة يمكن ان تخدم اغراضا عديدة. على سبيل المثال، يمكن لأكذوبة يقولها قائد او زعيم لشعبه (تخويفا) حول تهديد خارجي ان تولد دعما لمواجهة ذلك التهديد، وان تساعد أيضا في تعزيز المكانة القومية في الجبهة الداخلية من خلال اظهار الخصم والعدو بصورة قائمة بشكل خاص، يوجه هذا النوع من الكذب الى جمهور صانع السياسة.
توجه الأكاذيب بين الدول بشكل مباشر الى دول أخرى اما لغرض كسب ميزة استراتيجية عليها او منعها من كسب ميزة استراتيجية ليس بصالحها. يوجه هذه النوع من الكذب عادة الى دول عدوة، لكن الدول تكذب في بعض الأحيان على حلفائها. وينتهي المطاف بالقادة والزعماء الذي ينخرطون في الكذب بين الدول الى خداع شعوبهم بالرغم من ان هذه الشعوب لا تكون الهدف المقصود. التكتم الاستراتيجي هو عبارة عن أكاذيب مصممة لإخفاء اما سياسة فاشلة او سياسات منافسة مثيرة للجدل والخلاف، عن الجمهور، او عن دول أخرى أيضا في بعض الأحيان. ولا يطلق القادة والزعماء أكاذيب بهدف حماية غير الكفؤين الذين الذين لا يتقنون عملهم او للتكتم على سياسات طائشة_ بالرغم ان ذلك يمكن ان يكون نتيجة غير مقصودة. بدلا من ذلك، فأن الهدف هو حماية البلاد من الأذى. صنع الخرافة القومية هو عندما يطلق القادة والزعماء أكاذيب، خصوصا على شعوبهم حول ماضي بلادهم. في الجوهر هم يروون قصة يقولون فيها " اننا" دوما على حق "وهم" دوما على خطأ. تقوم النخبة بفعل ذلك من خلال نفي ان تكون امتها او مجموعتها القومية قد قامت بفعل أشياء قامت بها بواقع الحال، او من خلال الادعاء الزائف بأن تلك المجموعة قد قامت بأعمال محددة لم تقم بها في الأصل. وبالطبع تطلق تلك النخبة مجموعة من الأكاذيب المماثلة حول مجموعات منافسة لها. ان الهدف هو خلق حس قوي لتحديد هوية المجموعة بين الشريحة الواسعة من السكان لان ذلك ضروري لبناء دولة الامة القادرة على الحياة. ومن اجل تحفيز الشعب لخوض الحروب دفاعا عن الوطن. تساعد هذه الاساطير أحيانا في كسب الشرعية لدى دول أخرى. الأكاذيب الليبرالية هي أكاذيب مصممة لتغطية سلوك دول عندما يتعارض سلوكها مع مجموعة من المعايير الليبرالية المتطورة جدا، والمقبولة على نطاق واسع في العالم، وتكون مدونة في القانون الدولي. تتصرف الدول بجميع اشكالها وانواعها بما في ذلك دول الديمقراطيات الليبرالية في بعض الأحيان بوحشية تجاه دول أخرى. او انها تشكل تحالفات مع دول بغيضة بشكل خاص. عندما يحدث ذلك، يخترع قادة وزعماء هذه الدولة او تلك، قضية لشعوبهم او للعالم الاوسع ويحاولون تمويه أعمالهم غير الليبرالية بخطابات مثالية. الامبريالية الاجتماعية وهي التي تحدث عندما يطلق القادة والزعماء أكاذيب عن دولة أخرى بهدف الترويج اما الى مصالحهم الاقتصادية والسياسية او مصالح طبقة او مجموعة اجتماعية محددة. ان الهدف من ذلك تحويل اهتمام عامة الناس عن المشكلات او النزاعات والخلافات القائمة في الجهة الداخلية بطرق تعود للفائدة على شريحة ضيقة من المجتمع، وليس على الرفاهية العامة. التكتم الحقير هو عما يكذب القادة والزعماء حول اخطائهم الفادحة في سياساتهم او عدم انجاحها لأسباب تعود الى خدمة الذات والمصلحة الشخصية. ان هدفهم الأساسي هو حماية أنفسهم او اتباعهم من العقاب المستحق والأكيد. لا يصمم هذا الكذب من اجل مصلحة السواد الأعظم من الناس، وهو الغرض الأساسي من التكتم الاستراتيجي. ومع ذلك ولان التكتم الاستراتيجي عادة ينتهي الى حماية الاكفاء، فأن من الصعب في بعض الأحيان التمييز بين هذين النوعين من التكتم. واخير لابد من القول ان تعطي هذه الاشكال السبعة من الزيف بشكل كبير عالم الأكاذيب الدولي.



#كوثر_الياسري (هاشتاغ)       Kawthar_Hassan_Al_yasiri#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في مفهوم الفساد : أنواعه وأسبابه العامة
- منظمات المجتمع المدني:المفهوم والمميزات
- الفواعل من غير الدول في العلاقات الدولية
- مفهوم العولمة : انواعها - اهدافها
- البعد الديني في الحرب الأمريكية على العراق عام 2003
- الولايات المتحدة الأمريكية و العراق : رؤية في أسباب و مسوغات ...


المزيد.....




- -لا خطوط حمراء-.. فرنسا تسمح لأوكرانيا بإطلاق صواريخها بعيدة ...
- الإمارات ترسل 4 قوافل جديدة من المساعدات إلى غزة
- الأمين العام لحلف شمال الأطلسي روته يلتقي الرئيس المنتخب ترا ...
- رداً على -تهديدات إسرائيلية-.. الخارجية العراقية توجه رسالة ...
- ماذا وراء الغارات الإسرائيلية العنيفة في لبنان؟
- زيلينسكي: الحرب مع روسيا قد تنتهي في هذا الموعد وأنتظر مقترح ...
- الإمارات.. بيان من وزارة الداخلية بعد إعلان مكتب نتنياهو فقد ...
- طهران: نخصب اليورانيوم بنسبة 60% وزدنا السرعة والقدرة
- موسكو.. اللبنانيون يحيون ذكرى الاستقلال
- بيان رباعي يرحب بقرار الوكالة الذرية بشأن إيران


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كوثر الياسري - لماذا يكذب القادة