رائد الحواري
الحوار المتمدن-العدد: 6076 - 2018 / 12 / 7 - 19:29
المحور:
الادب والفن
قصة الومضة والتكثيف
"قصة طويلة"
جروان لمعاني
هناك أنواع أدبية بحاجة إلى قدرات خاصة واستثنائية، فقصة وقصيدة الومضة من الأنواع الأدبية التي يتقن تقديمها المبدع فقط، الذي يمتلك القدرة على التكثيف والاختزال وعلى استخدام اللغة التي تخدم الفكرة، بكل تجرد لم أتوقع أن تقدم لنا قصة "سندريلا" بهذا الشكل المعاصر، فقد استطاع "جروان لمعاني" معصرنة القصة التي قدمها بهذا الشكل:
"المرأة التي انتعلت كعبها العالي وتمايلت مع دقاته لتثيرني هي نفسها المرأة التي اعلنت غضبها واطلقت لعنتها على راقصة الباليه التي ابهرت الجمهور وتركت حذائها خلفها فأصبحت السندريلا وصرتُ اميرها"
الجميل في القصة أنها تتحدث عن القاص الذي يستمتع بالرقص ومشاهدة الراقصات، فمشهد الرقص عام، ويمكن ولا يحدث إثارة عند المتلقي، لكن حدثه عن الراقصة الغيورة هو الذي يجذب المتلقي ويجعله يندمج مع القصة، ويتم تصعيد عامل الإثارة من خلال إدخال راقصة الباليه التي تركت حذائها، وهنا يدخلنا القاص إلى عالم "سندريلا" لكن ليس بالطريقة التي نعرفها، أو بالشكل القديم الماضي، بل بشكل معاصر ـ يعيشه القاص الآن ـ وهذا ما يعطي القصة الروح الحية.
ومن السمات الابداعية في هذه القصة أن القاص فاجأنا بالعنوان، "قصة طويلة" رغم انها مختزلة ومكثفة، والسمة الابداعية الأخرى أن النهاية مفتوحة وهذا ما يجعلها تأثيرها مستمر وفاعل ومؤثر، إن كان على مستوى الراقصة التي تدق كعبها أو راقصة الباليه، وعلى القاص نفسه الذي سيبحث عن سندريلايته.
القصة منشورة على صفحة الشاعر على الفيس
#رائد_الحواري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟