أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - غسان صابور - لا تشربي من هذا البئر.. يا كافرة...














المزيد.....

لا تشربي من هذا البئر.. يا كافرة...


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 6040 - 2018 / 10 / 31 - 19:25
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا تشربي من هذا البئر.. يا كافرة...
نشرت جريدة لوموندLe Monde الفرنسية, بنشرتها على النت هذا الصباح.. هذه القصة الغريبة العجيبة.. والتي سمعتها لأول مرة بمواقع الإعلام الأوروبية.. ولكنني تأكدت من صحتها على موقع ويكيبيديا Wikipédia :
هذا ما حصل بدولة الباكستان.. مقاطعة البنجاب ذات الغالبية القصوى الإسلامية السنية الحنفية.. امرأة مسيحية عاملة زراعية فقيرة.. فقيرة جدا لها عدة أطفال.. إسمها آسـيـا بـيـبـي.. حاولت أن تشرب من بئر.. لأنها ظمأى.. وهذ أمر طبيعي.. إنساني.. ولكن البئر مسلم.. للمسلمين.. ومجرد محاولة الإنسانة الفقيرة الظمأى.. بلعة ماء من بئر.. ببلد يملك السلاح النووي.. يعني يملك آخر الاكتشافات التكنولوجية الخطيرة وغير الخطيرة.. وخاصة بمقاطعة البنجاب.. ما زال يعتبر كفرا وزندقة.. وتحديا لتفسيراتهم للقرآن وللمسلمين.. فهاجت الجماهير حولها.. واعتقلت بالرابع عشر من حزيران 2009 وحكمت بالإعدام بشهر تشرين الثاني من نفس السنة... حيث تمكنت بعض الجمعيات الحقوقية تأخير إعدامها سنة بعد سنة.. حتى توصلت للحصول على تدخل من الفاتيكان, حيث أعيدت محاكمتها بالمحكمة القضائية العليا بعاصمة الباكستان.. هذه السنة من أيام قليلة.. وقام القاضيان اللذان حققا بإضبارتها.. بكل روية وهدوء.. والقليل من الإنسانية.. ورأيا أنها لا تستحق على الإطلاق أية إدانة بعد تسعة سنوات من السجن والضيم.. أنها بريئة.. بريئة... ولكنهما حتى هذه اللحظة لم يجرؤا على إخلاء سبيلها.. لأن الجماهير الباكستانية بمقاطعة البنجاب.. قامت بمظاهرات جماعية.. مهددة بالنزول إلى العاصمة لسحلمهما بالشوارع وقتلهما.. إن قاما بإخلاء سبيل "الــكــافــرة"!!!...
لم أستغرب ــ جزئيا ــ صمت السلطات المركزية الباكستانية.. تجاه الغضب والهيجان الشعبي البنجابي الإسلامي الغريب عن أي دين ولا أية عدالة.. ولا أية إنسانية.. ولا أية رفقة أو رحمة تجاه امرأة بريئة.. ظمأى يا بشر... ولكنني لم أسمع ولم أقرأ عن أصوات حكام وحكماء الإسلام ورائد الإسلام... ولا إشارة واحدة على ويكيبيديا.. ولا غير ويكيبيديا.. لا بعاصمة السعودية.. ولا بمصر حيث عاصمة تفسير الفتاوي بالأزهر.. ولا بأي صوت مما يسمى "الأنتليجنسيا الإسلامية المعتدلة" كأنما الإسلام السياسي الذي يقود الجماهير والجهاد واكتساح العالم.. وتهديد النصف الثاني "من بلاد الكفار"... بحرب جاهلية جهادية.. لهيمنة الإسلام بالسيف... بعد أن اكتشفت غالب شعوب العالم أن الخلافات والحروب.. خسارة وفقر وضياع.. وأن التفاهم بين شعوب الأرض أفضل وسيلة للسلام العالمي وازدهار التقنيات الحديثة التي تعمل لرفاه الإنسان بكل مكان... ما عدا دولة إسلامية تملك السلاح النووي.. وعديد من الممالك والدول الصحراوية النفطية وغيرها التي تستعمل الدين وتفسيرات الدين على هواهم كسلاح دمار شامل.. لإغراق شعوبهم بالعتمة والجهل.. حتى تبقى مؤخراتهم ومؤخرات عائلاتهم.. ملتصقة مشدودة بكراسي الحكم...
ولا حاجة لتذكيركم بما جرى بقنصلية المملكة السعودية باسطنبول.. من عملية لا إنسانية.. عجيبة غريبة مغايرة لأبسط العادات والقوانين والحقوق البشرية!!!....... ما جرى... لا يمكن أن يجري بين بشر يتمتعون بأبسط القوانين الإنسانية...............
آمل ألا تثير كلماتي الحقيقية هذه هيجانا طائفيا.. عنصريا.. لأنني شخصيا منذ فتوتي وشبابي.. وحياتي هناك أو هناك.. وطيلة هذه السنوات التي عشتها هناك في سوريا.. وكل السنوات التي عشتها بفرنسا.. وتعلمت حماية الفكر والكلمة.. والدفاع ضد الممنوعات والمحرمات التي تخنق حياة الإنسان.. وتخلق التمزق والكراهية والحقد بين البشر.. بعيدا كل البعد وبكل طاقاتي عن أية بوادر عنصرية أو أية طائفية.. لهذا السبب كتبت لكم هذه السطور الحرة الواقعية.. ولا لأي دافع آخر.. سوى أن يدان التعصب الطائفي بكل أشكاله.. وخاصة كل ما يتخلف عنه من خطر الحقد ضد الآخر الذي لا يؤمن أولا يفكر مثلنا... وألا يسمح لأي دين أن يتدخل بحرية الفكر والتفكير... وشرب الماء من أي بير (بــئــر)!!!...
بــــالانــــتــــظــــار...
غـسـان صــابــور ــ لـيـون فـــرنـــســـا



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طاسة ضايعة... تتمة.. بلا نهاية...
- جمال خاشقجي... ضاعت الطاسة!!!...
- جثة... ثمنها أربعمئة مليار دولار
- Bravo… Bravissimo…لكورال مدينة حلب السورية...
- اعتراض.. ضد الغباء... (واقعية)...
- رسالة إلى زوجة آخر أصدقائي
- لماذا يتابع هذا البلد.. ركوب الحمار بالمقلوب؟؟؟!!!...
- رسالة مفتوحة للرئيس بشار الأسد... آمل أن تصل...
- كلمة ورد غطاها
- رسالة شكر وتأييد إلى هيئة الحوار المتمدن
- دملة فيسبوك...
- تنبؤات قبانية...
- لودريان Le Drian والسياسات الغريبة...
- رسالة قصيرة لأبناء عمنا الأكراد
- أبو بكر البغدادي... ومدينة Trappes الفرنسية
- ترامب وأردوغان...
- طباخ.. وطباخ... ما بين حضارة وأشباه حضارة...
- فيسبوكيات... من هنا وهناك...
- عهد تميمي Ahed TAMIMI
- تعليق صريح...


المزيد.....




- استقبلها الان.. تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024
- “فرح أطفالك طول اليوم” استقبل حالا تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس.. الأجراس ستقرع من جديد
- “التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف بالصواريخ تجمعا للاحتلال ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تعلن قصف صفد المحتلة بالصواريخ
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف مستوطنة راموت نفتالي بصلية ...
- بيان المسيرات: ندعو الشعوب الاسلامية للتحرك للجهاد نصرة لغزة ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف بالصواريخ مقر حبوشيت بالجول ...
- 40 ألفًا يؤدُّون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - غسان صابور - لا تشربي من هذا البئر.. يا كافرة...