أسامة هوادف
الحوار المتمدن-العدد: 6034 - 2018 / 10 / 25 - 09:36
المحور:
الادب والفن
مع أقتراب معرض الكتاب الدولي لفت أنتباهي العدد الكبير من مؤلفات الشباب الذين خاضوا في بحر تأليف وخصوصا في فن"رواية" وأنا أعتقد أنها ظاهرة مرضية أكثر منها صحية، وأغلبية رويات وكتب بأستثناء القليل منها،ماهي سوى تقليد واجترار الموضوعات متكررة دون فكر أو تبني قضية معينة بل تحمل أفكار مبتذلة بلا معنى وأنا شخصيا طالعت بعض منها فوجدتها بلا فائدة ، ولا تحمل شئ يبعث على الدهشة ،وأعتقد أن من أسباب أنتشار ظاهرة التحرش بالورق الأبيض،وفق تعبير نزار قباني"إن لم تستطع أن تأتي شيئا مدهشا،فلا تتحرش بالورق الأبيض!" هو غياب مدرسة النقد وكذا غياب القارئ الجيد وظهور أصحاب الموسم وأدعياء ثڨافة من ممافقين الذين يمدحون كل شئ ولا هم لهم الا ألتقاط الصور مع مؤلفين وفي مكتبات ما خلق ما أسميه"الوهم الثڨافي" والغريب في لأمر أن بعضهم كل سنة يؤلف كتابين في فن "الرواية" دون أن يتسلح بادوات الكتابة ودون معرفة بتركيبة وبناء الرواية فيكتب على غلاف الكتاب"رواية قصيرة"ولكنها في حقيقة لأمر عبارة عن قصة ولكني على يقين أن الوقت كفيل بتخليد لأعمال الجيدة والذين يقولون أن الوقت ليس شرط الحكم على رواية أو الكتاب أقول له أن ما يكل هارت مكث 28عام في تأليف كتاب"العظماء المئة" و ويل ديورانت صاحب الكتاب السهير "قصة الحضارة" قضى في تأليفه أربعين سنة قضاها متنقل بين البلدان ومتاحف ومقابر والمكتبات والأصفهاني كذلك قضي في تأليف موسوعة"الأغاني"40سنة، وكان الكاتب الجزائري "بوداود عمير" قد تراجم مقطع الصاحب رواية مدام بوفاري للكاتب الفرنسي غوستاف فلوبير والتى عان كثير في تأليفها وأشتغل عليها أكثر من خمس سنوات حيث قرأ كثيرا من الأعمال الرومانسية ودرس تأثير مادة الزرنيخ على وظائف الجسم يقول(ترجمة بوداود عمير)"عندما كنت أصف تسمم""ايما بوفاري""(بطلة الرواية ) كنت أحس بطعم الزرنيخ في فمي،وقد عرضني ذلك إلى آلام في المعدة وسوء الهضم رافقني طوال حياتي" وهذا ما جعل رواية يكتب لها خلود، وكذلك رواية ذكرة الجسد الكاتبة أحلام مستغانمي التى عكفت على تأليفها في مدة 4سنوات ولكن أنوه أن هناك أعمال جادة والتى تبعث على لأفتخار وتتطلب مساندة من قبل الجميع،أتمنى الجميع شباب أن لا يرتكبوا خطيئة التحرش بالورق الأبيض أن لم يستطيعوا أن يأتوا بشئ مندهش كما قال شاعر نزار قباني وصحا.
#أسامة_هوادف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟