أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي المسعود - لوحة - اليدان المصليتان - تكريم للتضحية والبذل والعطاء















المزيد.....

لوحة - اليدان المصليتان - تكريم للتضحية والبذل والعطاء


علي المسعود
(Ali Al- Masoud)


الحوار المتمدن-العدد: 6032 - 2018 / 10 / 23 - 00:51
المحور: الادب والفن
    


.. لوحة " اليدان المصليتان " تكريم للتضحية والبذل والعطاء ...

علي المسعود

لوحة اليدان المصليتان " من أشهر اعمال الفنان الالماني " ألبرخت دورر" , والفنان البرخت دورر ولد في 21 أيار/ عام 1471 لعائلة من أصول مجرية. وكان الثالث من 18 طفلا! والده كان يعمل صائغا قدم من هنغاريا واستقر في مدينة نورمبرغ الالمانية حيث ولد هناك و كباقي الاطفال، دخل دورر إلي المدرسة الاولية (الابتدائية) و كانت عائلة دورر على صلة كبيرة بالعلم والثقافة، فقد كانت والدته مغنية أوبرا كنسية نشيطة. وفي وقت مبكر من شبابه اصطحبه والده إلى مشغله كي يتعلم أسرار مهنة سباكة الذهب . بدأ العمل في دكان أو ورشة والده للصياغة وتعلم استعمال أدوات الصياغة بصورة مضبوطة، علي أثرها تعلم دورر المجسمات الهندسية والاخراج الفني لهذه المجسمات من مهنة الصياغة و لكن ظهور المواهب الفنية لدورر الشاب جعلت والده يقوم بإرساله للعمل عند أحد الرسامين في المدينة ليتعلم أولويات الفن ويصقل مواهبه في فن الرسم .
وما أن بلغ السابعة عشر من عمره حتى أبدى اهتماماً كبيراً بالرسم، وخلال تلك الفترة قام الفتى ألبرخت برسم أول صورة له على ورقة من الرق، كانت عبارة عن صورة شخصية لنفسه، تمكن من رسمها من خلال المرآة. وتعرض اليوم تلك الصورة التي رسمها عام 1484 في أحد متاحف العاصمة النمساوية فيينا.
وجدت مواهب هذا الشباب المبكرة اهتماما كبيرا من قبل عائلته، حيث رغب والده بأن يصبح ابنه رساماً على شأن كبير من الأهمية، فدفعه للتعلم على يد الرسام الألماني ميشائيل فولغموت. إذ نهل الكثير من المعرفة من أستاذه هذا وعمل معه بين عامي 1486 و1490. وتذكر كتب تاريخ الفن أن ألبرشت دورر ساهم بشكل كبير في رسم بعض اللوحات لأهم أعمال أستاذه فولغموت وهو "تاريخ العالم"، الذي صدر عام 1493
في الفترة الأولى من حياته الفنية قدم دورر أعمالا مهمة ما زالت تعرض حتى اليوم في المتاحف الأوروبية. ومن هذه الأعمال صورة لأبيه رسمها في لندن عام 1497 وأخرى شخصية له رسمها في باردو في مدينة مدريد عام 1498. ومن أهم أعمال تلك الفترة صورة المسيح الصغير على الصليب في صالون "دريسدن"، التي تتسم بدرجة عالية من الدقة. وفي نفس الفترة قدم صورة "الآلام المريمية السبعة " ولكن معظمنا لايعرف له سوى تلك الواحدة الخالدة (اليدان المصليتان ). )
استطاع الفنان الألماني ألبرشت دورر أن ينشىء مدرسة فنية جديد عملت على تحرير الفن من قيود العصور الوسطى والجمع بين الواقعية الفنية الألمانية والمثالية الإيطالية، واستطاع أن يحقق حضوراً عالمياً من خلال عدد من لوحاته . يعتبره النقاد ( دافنشي المانيا ) و البعض يضع توصيف فنان عبقري مغرق في الكأبة التي تغللت لما يعرف ب (الروح الألمانية الكئيبة ) والشديدة الحدة الي انتاجه الإبداعي فجعلت منه نموذجا لما يطلق عليه الكآبة الفنية حيث طبعت الجدية الألمانية والفكر الإصلاحي اعمال دورر بطبيعة كئيبة.
ورغم أن دو رر اشتهر كرسام، إلا أن المؤرخين يتحدثون كذلك عن اهتمامات أخرى خارج نطاق الفن. فقد اهتم بعلوم الرياضيات ونشر كتبا في هذا المجال مثل: "مشاكل الهندسة الخطية" و"أشكال ثنائية الأبعاد" و"الهندسة المعمارية والديكور .
. حين تمر ب ( لوحة اليدين المصلِّيتين ) للفنان الألمانى "آلبرخت دورر" (1471-1528م)، تمهَّل قليلًا وتذكَّر قصة اللوحة التى رُسمت عام 1508م والتي تصور ناس ونوع من البشر يمتلئ قلبهم بالمحبة لأنهم لا يعرفون إلا العطاء والبذل ومنهم تتعلَّم كيف تقدر قيمة كل بذل وعطاء قُدم إليك .
نشأ "آلبرخت دورر" فى عائلة كبيرة فى ظل أحوال مادية شديدة القسوة. وكان يراود (ألاخوين ) الكبيرين حُلمًا فى أن يدرُسا بأكاديمية الفنون إذ كانا موهوبَين فى الرسم. ومع أن الأمر لم يتعدَّ أن يكون حُلمًا لأن والدهما لا يستطيع تحمل نفقات الدراسة، إلا أنهما توصلا إلى حل بعد مدة طويلة قضَّياها فى التفكير والحوار. فقررا أن يعمل أحدهما متكفلًا بمصروفات أخيه الدراسية مدة أربع سنوات، وبعد الانتهاء من الدراسة يذهب الآخر للدراسة ويعمل أخوه متكفلا بمصروفاته الدراسية. وقد أجرَيا قرعة لاختيار من يبدأ بالدراسة، وفاز بها "آلبرخت" ليذهب إلى الأكاديمية، فى حين ذهب أخوه للعمل فى المناجم. وقد استطاع "آلبرخت" أن يكون له شأن عظيم بسبب موهبته البارزة؛ فعند تخرجه كانت لوحاته وتماثيله تدُر عليه مالًا وفيرًا .
عاد آلبرخت إلى أسرته بعد أن انتهى من دراسته. وبعد الاحتفال بعودته، شكر لأخيه تعبه ومحبته وتضحيته التى من دونها ما استطاع أن يدرُس ويحقق نجاحًا باهرًا فى مجال الفن. ثم طلب من أخيه أن يستعد للسفر ليبدأ هو دوره فى الدراسة وينفق هو عليه كما اتفقا.
و عندما انتهوا من الطعام، وقف ألبرخت و قال: “يا أخي الحبيب، الرب يباركك و يعوضك عن تعب محبتك لي. لولاك ما استطعت أبداً أن أدرس فى الأكاديمية، و الآن لقد حان دورك فى الذهاب و أنا سأتكفل بمصاريفك، فلدى دخل كبير من بيع اللوحات . إالتفتت ألأنظار ناحية ألاخ منتظرأ ماسيقوله”
فهز رأسه ألأخ ببطيء و قال :
“لا يا أخي، أنا لا أقدر على الذهاب الآن. انظر إلى يدي و ما فعلته بهما السنوات ألاربع من العمل فى المناجم. لقد تكسر الكثير من عظامها الصغيرة، لا يا أخي، فأني لا أقدر على الإمساك بفرشاة صغيرة و التحكم فى الخطوط الدقيقة. وتكتمل القصة بأن الأخ يرفض الذهاب للدراسة !! ويمر "آلبرخت" بغرفة أخيه ذات يوم؛ ليجده يصلى بيدين مضمومتين؛ وعروقها البارزة لتستوقفه رهبة المشهد!! ويقرر على الفور أن يرسم تلك اليدين تكريمًا للمحبة الباذلة التى غمرته فى حياته، وليُذهل العالم بهٰذه اللوحة التى كانت سببًا فى شهرة هٰذا الفنان؛ مع أن له أعمالا أخرى رائعة فى متاحف عديدة !! .وقد أطلق ألبرت على تلك اللوحة بعد أن رسمها اليدين ، أما العالم الذي ذهل بها قرر
إعادة تسميتها باليدين المصليتين ، والغريب أن هذه اللوحة من أعمال الفنان هي التي نالت الشهرة الأوسع كي تظل شاهدًا ودليلًا على المحبة والعطاء اللذان منحهما الأخ دون مقابل .


علي المسعود
المملكة المتحدة



#علي_المسعود (هاشتاغ)       Ali_Al-_Masoud#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحسسوا أنوفكم .. واسألوا أنفسكم: كم من الأشياء تم قطعها منكم ...
- لوحة (-عازف الغيتار العجوز-) تصوير لأقصى حدود الفقر والألم و ...
- رواية الراحل حميد العقابي - المرآة - تنقل الواقع بلغة أدبية ...
- قراءة في كتاب ( نزعة إلى الموسيقى)
- شتان مابين هذا ....وذاك!!
- الفيلم الهندي ( نجوم على الارض ) يحمل رسالة عظيمة في التربية ...
- فيلم ( الملاك ) حكاية الجاسوس المصري الذي أنقذ إسرائيل..؟؟
- رواية خوزيه ساراماجو (العمى ) بين الرواية والفيلم...
- فيلم أمريكي يكشف فضائح الامم المتحدة في العراق
- فيلم عطر : قصة قاتل (2006 )
- أيها الساسة المتنفذون :أنتم عار التاريخ ؟؟
- داخل حسن سفير الحزن العراقي
- سلام عليك ياوطني حتى وان قتلت فينا الاماني وانهكت فينا الاحل ...
- الفيلم الفنلندي ( الجانب الآخر من ألأمل ) تجسيد للأغتراب داخ ...
- هل باتت السياسة تسيّر الرياضة وتتحكم في مفاصلها؟
- القضية الفلسلطنية في الفيلم اللبناني -القضية ( 23 )
- الدراما السورية في 2018 مرآة للواقع السوري وإنعكاساته !!
- فيلم المخرج الايراني محسن مخملباف ( ألرئيس ) نقد العنف أكثر ...
- وطني ليسَ حقيبة وأنا لستُ مسافر --
- هل العراق لا يحب مبدعيه؟ ولماذا ساسة العراق يتنكرون لأصحاب ا ...


المزيد.....




- مترجمون يثمنون دور جائزة الشيخ حمد للترجمة في حوار الثقافات ...
- الكاتبة والناشرة التركية بَرن موط: الشباب العربي كنز كبير، و ...
- -أهلا بالعالم-.. هكذا تفاعل فنانون مع فوز السعودية باستضافة ...
- الفنان المصري نبيل الحلفاوي يتعرض لوعكة صحية طارئة
- “من سينقذ بالا من بويينا” مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 174 مترج ...
- المملكة العربية السعودية ترفع الستار عن مجمع استوديوهات للإ ...
- بيرزيت.. إزاحة الستار عن جداريات فلسطينية تحاكي التاريخ والف ...
- عندما تصوّر السينما الفلسطينية من أجل البقاء
- إسرائيل والشتات وغزة: مهرجان -يش!- السينمائي يبرز ملامح وأبع ...
- تكريم الفائزين بجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي في د ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي المسعود - لوحة - اليدان المصليتان - تكريم للتضحية والبذل والعطاء