أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - كامل الدلفي - داود المقراطي..قصة ميساني حامل للحقيقة














المزيد.....

داود المقراطي..قصة ميساني حامل للحقيقة


كامل الدلفي

الحوار المتمدن-العدد: 6001 - 2018 / 9 / 22 - 00:21
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


كم يكون الاحساسُ طاغياً بقرب الله من الناس في ريف العمارة؟
الريف الذي صنع اساطير شفاهية جذابة مثقلة بالدهشة والدلالات ، و عجز التدوين الكتابي ان يصل الى حافات عوالمها الزاهرة. حسٌ مشترك بأن الله اله الاهوار والارياف لصيقاً كما يصف ذاته الجليلة، ونحن أقرب إليه من حبل الوريد.كان الانسان يرى الله في كل شيء ،حين يحكي ،حين يمشي، حين ينام ،حين يزرع ، فكان الميسانيون من أهل الله..
وداود المقراطي واحد من أهل الرب، سكن مقاطعة الشلفة في قضاء الكحلاء في ميسان ، الشلفة تسمى اليوم ناحية بني هاشم ١٧كم جنوب شرقي الكحلاء..
كان داود من ابناء عشيرة سيد نور العشيرة الجليلة والكبيرة ذات الشهرة الواسعة في ميسان ، والنسب الموسوي العتيد..
كان داود فلاحاً كبقية فلاحي الارض في جنوب العراق يشتغلون لسد لقمة العيش تحت ظل نظام اقطاعي مدعوم من نظام حكم ملكي..
وداود امتاز عن اقرانه الفلاحين بثقافته العابرة لثقافة القرية المحدودة بالمعلومة العشائرية والدينية وقصص الماضي .
تعلم داود القراءة والكتابة في الكتاتيب عند الملا، وختم القرآن الكريم، ولم يكتف عند حدود المعارف الملائية، بل تحدث مع الفلاحين عن ماوراء الكحلاء وماوراء العمارة ، عن بغداد والقاهرة ولندن وموسكو وباريس
عن الجمهورية ،عن الجمعيات الفلاحية ،عن الديمقراطية التي ظل يرددها تكرارا في حديثه حين يجلس في مضيف السيد كاظم السيد عكله السيد نور.. وجعل من الفلاحين ان يسموه الديمقراطي ولصعوبة لفظها في السنتهم سموه المقراطي ومشت عليه داود المقراطي...واضاف في حديثه ، لوناً مزدانا بالعدالة والتوزيع والمساواة والاشتراكية وكلمهم عن التجارب الشيوعية في الاتحاد السوفيتي والدول الاشتراكية..وشوّقهم لان تتبدل احوالهم ..ويملكون ارضا ويكون حاصلها لهم ولعوائلهم ..فنعتوه بلقب ثان ( الشوعي ) ..فتناوبوا في وصفه تارة مقراطي وتارة شوعي..
وكان يأتي لهم كل يوم بجديد عن العالم الناشيء بعد الحرب العالمية الثانية..وهم يسعدون بحكواتي القرية الشوعي المقراطي..
فكان مرة ان انقطع عن المجيء الى المضيف ثلاثة ايام ..فافتقده السيد كاظم السيد عكله وبقية الفلاحين..فأرسل السيد كاظم أحد فلاحيه ليستفهم عن اسباب التأخير..فدخل المرسال الى ربعة البيت ..ينتظر قدوم داود ..فجاءه المقراطي عريانا الا من وزرة على وسطه، فذهل الفلاح متسائلا : فرد المقراطي:قبل ثلاثة ايام جاءني ضيف، فذبحت له دجاجة بيتنا الوحيدة عشاء، وبات عندي وحين ذهب كان ملبسه ممزقا ،فأهديته دشداشتي الوحيدة ، وبقيت من دون دشداشة..لذا تخلفت عن المجيء..رجع الفلاح الى المضيف يحكي هذه النادرة الفريدة التي لا يفعلها الا كبار النفوس..ضحك السيد الكبير ..ضحك الفلاحون ، لكنهم صاروا على علم واقعي ويقين ملموس بمعنى الديمقراطية .. ومعنى الشيوعية ..
فكان داود المقراطي يبذر في الارض بذور الديمقراطية والمساواة والعدل ويملأ الارواح والنفوس ايقاعات رضا وحب عنها .وعجزت. القوى الكونية ان تستنبت هذه القيم الكبيرة بارادتها الخارجية ،فشل المشروع السوفيتي في تصدير الشيوعية الى العراق بنسخة اوروبية فالعراق هو مهد مشاعية الارض..
وفشلت اميركا ان تبني نظاما ديمقراطيا في العراق لانها ..اسسته على الأخذ والنهب وليس على العطاء كما فعل داود المقراطي ..



#كامل_الدلفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاحساس الذاتي بقوانين العصر شرط الانسجام مع خط الحضارة العا ...
- رسائل الولي /قصة قصيرة جدا
- عميل من الدرجة الأولى/ قصة قصيرة جداً
- التبغدد هو الحل..
- ازمة البصرة ..دجاجة الذهب وحبات السبوس
- من يقدر ..ان يأتي بحياة تليق بأسم البصرة.؟
- مقاسات التطور الموضوعي في الساحة العراقية
- مات طائر القصب.. ووا أسفي عليه.
- ان لله بيوتاً من تنك
- الآن بدأ تاريخ مفارق في العملية السياسة بعودة المؤتمر الوطني ...
- سوق عريّبة- قصة قصيرة جدا
- لا اصلاح من دون ادوات ديمقراطية
- فنتازيا الشرق الملبّد بالكره والبغض الميتافيزيقي
- عمة زكية.. ثلاثة واربعون عاماً و اللقاء بكِ لم يزل حاراً
- لماذا فقدت الاحزاب السياسية الكلاسيكية العراقية حيويتها؟
- كفانا تدوير للنفايات قراءة نحو الجديد في العمل السياسي
- تفجير مدينة الصدر الهدف والتوقيت
- اراس فوق ما تتصورون يابنك يامركزي !
- 8شباط والتفكيك السايكولوجي
- غصن الزيتون من دلالة للسلام الى دلالة للبربرية


المزيد.....




- تركيا تعزل عمدة مدينتين مواليتين للأكراد بتهمة صلتهما بحزب ا ...
- الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - كامل الدلفي - داود المقراطي..قصة ميساني حامل للحقيقة