فلاح هادي الجنابي
الحوار المتمدن-العدد: 5996 - 2018 / 9 / 16 - 18:22
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
مع إن نظام الملالي يسعى لکي يبدو متزنا ومتوازنا وطبيعيا حتى يتمکن من تحقيق أهدافه في هذه المرحلة الخطيرة التي يمر بها، لکنه مع ذلك يظهر أمام العالم في حالة يرثى لها وأشبه مايکون بذلك الملاکم الذي تلقى من خصمه سيلا کبيرا من اللکمات التي أدمت وجهه وأثخنته جراحا وجعلته يترنح بحيث يمکن أن يسقط في أية لحظة.
نظام الملالي الذي يعمل کل مابوسعه من أجل المحافظة على نفسه والخروج من هذه المرحلة العاصفة بسلام، فإنه مستعد لکي يقوم بأي شئ من أجل البقاء وهو لذلك يسعى للإيحاء بأن بقاءه خير لإيران والمنطقة والعالم من ذهابه، ويبدو إنه يحاول أن يغير من سياق حديث سقوطه الذي صار سائد في مختلف المحافل السياسية ويحرفه بإتجاه الحديث عما يمکن العمل معه مع بقاء وإستمرار النظام، وإن أبواق النظام وأقلامه المأجورة في داخل وخارج إيران تشترك بعزف سيمفونية نشاز تدعو الى التخلي عن حديث إسقاط النظام والترکيز على"مايمکن عمله مع بقاء النظام"!
النظام الديني المتطرف وبعد أن قاده نهجه الخاطئ المعادي للشعب الايراني والانسانية برمتها الى المنعطف الخطير الحالي، وبعد أن تمکنت المقاومة الايرانية من أن تکيل ضربات موجعة له وتحاصره في داخل إيران وخارجها وتقنع العالم کله بأن خيار إسقاط النظام هو الخيار الافضل لإيران والمنطقة والعالم، ولاسيما بعد أن باتت منظمة مجاهدي خلق، الفصيل الاکبر والاقوى في المقاومة الايرانية هو من يقود الاحتجاجات الداخلية من خلال معاقل الانتفاضة الشجاعة، فإن النظام يعمل بکل طاقته من أجل التغطية على دور المقاومة الايرانية ومنظمة مجاهدي خلق، متصورا بأن أکاذيبه المفضوحة ومساعيه المشبوهة والخبيثة ستنجح وتنطلي على الشعب الايراني والعالم، متناسيا بأن هکذا مساعي بائسة صارت مکشوفة وأشبه بالميتة وإنها حديث أسدل الستار عليه تماما.
لاحديث يعلو على حديث إسقاط نظام الملالي، هذا هو لسان حال إيران کلها، فالشعب الايراني قد مل من هذا النظام الاجرامي الذي أشبعه فقرا وبٶسا وحرمانا، بل وإننا عندما نرى بأن أهالي البصرة قد بادروا لإحراق قنصلية النظام في المدينة وکذلك إحراق مقرات الاحزاب والميليشيات العميلة له مطالبين بخروجه من العراق، فإن ذلك يعني بأن رفض هذا النظام قد تعدى الحدود الايرانية وصار مطلبا إيرانيا ـ إقليميا لابد منه من أجل تحقيق السلام والامن والاستقرار والذي لايمکن أبدا أن يتحقق مع بقاء وإستمرار هذا النظام.
#فلاح_هادي_الجنابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟