أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامح عسكر - تعلموا من الشيوخ














المزيد.....

تعلموا من الشيوخ


سامح عسكر
كاتب ليبرالي حر وباحث تاريخي وفلسفي


الحوار المتمدن-العدد: 5995 - 2018 / 9 / 15 - 09:08
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


موهبة الخطابة تكاد تكون حصرية الآن للشيوخ

يعني إيه خَطَابة؟..

أي مخاطبة الناس وحُسن التواصل اللفظي معهم، وهذا سبب لشيوع ثقافة ومذاهب الشيوخ شعبيا رغم كمّ الانحراف العقلي والشرعي الكبير الذي يحتويها..

تعلموا من الشيوخ

1- عندما يتحدثون فلا يُسرعون في الخطاب بحيث تصل معلوماتهم كلها، فالسرعة في الكلام تفقد نصف المعلومات على الأقل.

صديق تنويري عزيزي كلما يتحدث فيتحدث بسرعة، ورغم عمق كلامه ودقة تصويباته لكن يظهر الكلام كأنه مرتبك رغم صحته، بينما العكس عند الشيوخ تجده هادئ جدا ومتزن رغم أن كلامه في الميزانين العلمي والعقلي (صفر)

2- حركات جسد الشيوخ أثناء الخطبة معبرة وتنجح أدبيا في تصوير المعاني العقلية لشئ واقعي، هذا غير موجود عند كل التنويريين تقريبا، مفيش ناقد أو أديب أو مثقف يستعمل لغة جسده في تصوير كلامه..

3- الشيوخ في غالبهم مهما اختلفوا لا يطعنون ولا يفحشون القول في بعضهم، بل يلتمسون الأعذار رغم أن حقائق مذاهبهم تكفيرية، هنا يعتقد الشيخ بكفر أو ضلال زميله لكن لا يُصرّح خدمة للدعوة ولتفويت الفرصة على أعداء الإسلام كما يظن..

أما التنويريين فاللهم صل على النبي، كلما وقف أحدهم على خطأ زميل له يمعن في طعنه وتشويهه بل تشبيهه أحيانا بالدواعش، رغم إنه ناقد مثله للتراث ومتمرد على مذهب المشايخ، فتكون النتيجة أن الشيوخ أصبحوا عند العامة مذهب واحد هو الدين الحق، أما خصومهم متفرقون مصداقا لحديث افترقت أمتي إلى 73 فرقة..

4- الشيوخ يُقسّمون حديثهم للعامة إلى شقين، الأول: يبدأون به دائما وهو قصير مختزل دقيق المعاني يهدف للوصول بسرعة إلى وجدان الناس، أما الشق الثاني هو (الدليل) يستفيضون فيه ويُكثرون في الاستدلال على مذهبهم بأكثر من طريقة محببة عند الناس، بالقرآن والسنة وكلام الأئمة، وأحيانا بالعقل.

أما التنويري فيبدأ بالعكس، يعني مهتم جدا بالدليل ويشرح ثم يسهب جدا في الشرح حتى يستهلك طاقة الناس، فإذا وصل للخلاصة القصيرة التي هي رأيه النهائي يكون الناس قد ملّوا السماع أو ضعفوا، وقتها لن تصل المعلومة أبدأ، فالناس لا تتعلم وهم ضعفاء..بل أقوياء حاضري الذهن والتركيز..

هذا له علاقة أحيانا بجُبن وخوف التنويري أو الناقد، فهو يحرص على عدم الصدام المباشر مع الجمهور برأيه، ولن أعطي أمثلة لهؤلاء لأنهم يتحدثون كثيرا في الشاشات دون وضوح، أفكارهم رائعة وتنويرية وعقلانية متوافقة مع روح الدين والعدل..لكن للأسف لا يصل كلامهم للناس بسبب جُبهم وخشيتهم من التصريح المباشر .

5- خطباء الشيوخ عامة يتحدثون في اهتمامات الناس، خصوصا في المسائل الحساسة التي تثير حافظتهم واستفهاماتهم..أما التنويريين والناقدين مهتمين أكثر برأي الفيلسوف فلان في علان، الفارق بين البرجوازية والبروليتارية، يختارون مواضيع غريبة عن الناس ليست محل اهتمام ولا يفهموها.

والنتيجة أن أصبح الخطيب شخص مألوف من الناس وعليهم، أما التنويري أو الناقد هذا رجل غير مألوف، شخص غريب جاء ليفرض علينا ثقافة غريبة لا نفهمها..

أخيرا: يستحيل عليك أن تصلح مجتمع المسلمين إلا بالثقافة الإسلامية نفسها، وباستعمال طرق المشايخ، أنا لا أتحدث عن الكتب، خطباء المنابر لا يخطبون بأساليب المصنفين والمحدثين، بل بموهبة خطابية للتواصل مع الناس فطرية منها ومكتسبة، أي لو لم تمتلك موهبة الخطابة فبإمكانك الحصول عليها بالتدريب..هذا شئ يفعله كل خطيب منبر في بيته، يغلق الباب على نفسه ويتدرب على مواجهة الناس..وهذا سر من أسرار هيمنتهم على العامة، وسيبقون مهيمنين إلى أن يظهر جيل تنويري ناقد يهتم بالخطابة.



#سامح_عسكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تطور الصهيونية
- أكذوبة المهدي المنتظر
- في الذكرى الخامسة لفض اعتصام رابعة
- اضمحلال العلاقة بين السعودية وكندا
- حروب سوريا واليمن..السبب والمعادل الموضوعي
- معضلة الوصول في قضايا الإيمان
- لماذا فشل الحزب العلماني في مصر؟
- الفلسفه في سطور
- الرد على نفي السببية
- وعلى الذين يطيقونه فدية..هل حدث تلاعب؟
- فلسفة التوحيد في الأديان الثلاثة
- من وحي الدولة المدنية
- الدور الإيراني في الشرق الأوسط (5)
- الدور الإيراني في الشرق الأوسط (4)
- الدور الإيراني في الشرق الأوسط (3)
- الدور الإيراني في الشرق الأوسط (2)
- الدور الإيراني في الشرق الأوسط (1)
- حقيقة الجن في الإسلام
- خواطر فلسفية لتربية الأطفال
- نظرات في زنا المحارم


المزيد.....




- أسعد أولادك…. تردد قناة طيور الجنة التحديث الجديد 2025 على ج ...
- استقبلها الان.. تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024
- “فرح أطفالك طول اليوم” استقبل حالا تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس.. الأجراس ستقرع من جديد
- “التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف بالصواريخ تجمعا للاحتلال ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تعلن قصف صفد المحتلة بالصواريخ
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف مستوطنة راموت نفتالي بصلية ...
- بيان المسيرات: ندعو الشعوب الاسلامية للتحرك للجهاد نصرة لغزة ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف بالصواريخ مقر حبوشيت بالجول ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامح عسكر - تعلموا من الشيوخ