أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - دموعٌ على جديلة … وآيسبرج على حُفاة!














المزيد.....

دموعٌ على جديلة … وآيسبرج على حُفاة!


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 5969 - 2018 / 8 / 20 - 15:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    




ما تلك الهشاشةُ والانبطاح التي تجعلُ ذكرًا يذرفُ الدمعَ وينشجُ في النحيب؛ حين يلمحُ طرفَ جديلةٍ أطلقتها صَبيةٌ للنسيم لتتنفس؟! يبكي لأن جديلةَ تتواثبُ حول صَبيّة كما تتواثبُ فراشاتٌ حول زهرة! لونٌ مدهشٌ من التمثيل والادعاء الرخيص! وحين نعرفُ أن تلك الصبيةَ ليست ذات قُربى لذلك الذكر من قريبٍ أو بعيد، تزدادُ الدهشةُ من حجم التمثيل الهابط. وحين نعرفُ أن ذلك الذكرَ يتحوّل فجأةً من بَكّاءَ نَوّاحٍ ذرّافِ دمعٍ، إلى جبل من الجليد الصقيعيّ حين يرى قدمين مُصدّعتين بالشقوق لطفلة حافية جائعة، ترعى في صناديق القمامة، تتحوّلُ الدهشةُ في عقولنا إلى رواسبَ صلدة من الاشمئزاز من ذلك الممثل الفاشل الذي أخفق في كسب تعاطفنا مع دموعه الكذوب. نجدُ أنفسَنا أمام معادلة تشقُّ على نيوتن وقوانينه: دمعٌ ساخنٌ على خصلة في رأس فتاة، وآيسبرجُ باردٌ أمام جُرجٍ في قدم طفلة! كيف اجتمع النقيضان ال Don t mix ؟! إنها حُنكةُ التمثيل.
وفي مقابل تلك الركاكة التمثيلية، نجد نضوجًا مشهودًا في الوعي الجمعي المصري الذي رفض تصديق ذلك "الذكر" فأوسع لحيتَه المبتلّة بالدمع سخريةً، وانتفض في وجهه قائلا: للفتاة ربٌّ يحميها من هوسك الشبقيّ الذي أراق دموعَك على خيط نسيج ولم يُرقه على دمٍّ متجلّط في عروق الحُفاة من أطفال المسلمين يعيشون في عشش الصفيح ويعتاشون على حُشاش الأرض ونفايات الأغنياء، الذين أنت منهن أيها الباكي.
وثَمَّ "ذكرٌ" آخرُ ظهرَ مبتسمًا في برنامج "العاشرة مساءً" يُدافع عن دموع ربيبه قائلاً: إنما الدموعُ على "التهتك وانعدام الستر". وحين هاجمته سيداتٌ من ذوات الرجاحة والنُهى قائلات: “وأنتَ مالك؟ خليك في حالك! كلُّ نفسٍ بما كسبت رهينة” انكمش في مقعده وجَبُن، وقال: “نحنُ لا نُجبر النساءَ على التخفّي في نقابٍ أو التواري في حجاب. إنما هي النصيحةُ النَّصوحُ.” كذبتَ أيها الذَّكر! إنما تزعمُ "النصيحةَ" لأنك لا تملكُ أكثر منها، في الوقت الحاضر. ولو تمكّنتم أذللتم. تحلُمون بعهد "التمكين"، وإن حدثَ لأشبعتم النساءَ وَيْلاً وسِبايةً واسترقاقًا وامتلاكَ يمين، كما فعلت داعشُ السوداءُ. تحلمون بأستاذية العالم، وإن حدث لأشبعتم البشرَ تهجيرًا وإذلالاً وذبحًا، كما فعلت داعشُ السوداءُ . تحلمون باستعمار الأرض؛ وإن حدث لنشرتم الجهل والمرض والفقر والتضخم والظلام في أرجاء المعمورة، كما فعلت داعشُ السوداءُ. أنتم "داعش" ذاتُها، ولكن دون سلطان. ينقصُكم السلاحُ وسقوطُ النظام وغيابُ القانون، فيحدث "التمكينُ" وتصبحون داعشَ. تمكَّن "طالبان" من أفغانستان ففجّر مجرمون منهم تمثاليْ "بوذا" اللذين لا يُقدّران بثمن. وفي مصرَ جاء من بين ثنايا خيامكم ذكرٌ أرعنُ اسمُه "صائمُ الدهر"، هشّم أنفَ أبي الهول. ولولا رحمةٌ من الرحمن أثارت من حوله زوبعةَ رمالِ عاصفةً؛ فارتعب المجرمُ وولّى الأدبارَ إذْ ظنَّ لجهله أنها "لعنةُ الفراعنة"، لحطّمَ التمثالَ الخالد كاملاً، ولاختفى من الوجود أثرٌ عزّ نظيرُه واستحالَ شبيهٌ، بين خوالد الحضارات. وفي عام الإخوان الأسود على مصر الطيبة، وثبَ "ذكرٌ" من أربابهم رامَ هدمَ آثار حضارتنا المصرية! لماذا؟ لأنها "أوثان" (!!!) وحين سخر المصريون منه، تراجع المجرمُ خطوةً للوراء واقترح تغطية التماثيل بالشمع؛ لكيلا تفتن البشرَ فيعبدونها من دون الله، أو يشتهونها من دون الغلمان!
أيها الذكور المنتحبون على جدائل الصبايا، ليست دموعُكم على دِين أو إيمان أو تُقًى، إنما على أطلال ممالكَ شيدتموها عقودًا وسنواتٍ في عقول البسطاء بالكذب على الله، فصدّقوكم برهةً ثم استفاقوا وانفضّوا عنكم ولفظوكم كما تلفظُ القدمُ نعلاً باليًا. ويا أيتها الصبيةُ التي أطلقت جدائلها للنسيم، كوني كما تريدين أن تكوني؛ ولا تعيري المنافقين بالاً، فاللهُ كاشفُهم وكاشفُ عيونهم الجوعى التي تُثير جنونَها الشهواتُ ولا يعبأون بالفقر والعوز والجوع والمرض والبغضاء ترعى من حولهم في مجتمعاتنا التعسة بهم.

***



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بوق نذير: -أنتِ ماحساش بالناس-!
- هل تعرفون المصريين الأرمن؟
- أسئلةُ -جوجان- الصعبة
- المتحف الكبير … هديةُ مصرَ للعالم
- نادي الشرق الأدنى للأرمن
- قواعدُ الرجال … يا نساء العالم!
- ه. ق. … أقصر رسالة في التاريخ!
- على أبواب الجامعة: كهف الفيلسوف، وحبل الفيل
- الخوف من الخوف
- لماذا الأوغاد لا يسمعون الموسيقى؟
- من الذي جرح ساقها؟
- كتاب الأخلاق … يا وزير الأخلاق
- كارما… المسيحيُّ في قلب المسلم
- لكي لا ننسى صناع الهلاك!
- خطأٌ مطبعيٌّ ... بالقلم الكوبيا
- محمد صلاح ... وجه مصر … من وجوه الفيوم
- باقي زكي … مفتاح كسر صهيون
- جدتي … المعمارية الأولى
- زحام في بيتي ... ولا أحد
- ابتهلوا أيها الأئمة … وسوف نقول آمين!


المزيد.....




- استقبلها الان.. تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024
- “فرح أطفالك طول اليوم” استقبل حالا تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس.. الأجراس ستقرع من جديد
- “التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف بالصواريخ تجمعا للاحتلال ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تعلن قصف صفد المحتلة بالصواريخ
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف مستوطنة راموت نفتالي بصلية ...
- بيان المسيرات: ندعو الشعوب الاسلامية للتحرك للجهاد نصرة لغزة ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف بالصواريخ مقر حبوشيت بالجول ...
- 40 ألفًا يؤدُّون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - دموعٌ على جديلة … وآيسبرج على حُفاة!